تحقيقات عن ثورة 25 يناير

تحقيقات عن الثورة , ثورة 25 يناير

هكذا كانت ثورة 25 يناير نقطة فارقة بين ماض معتم له ملامح قاسية بلغت في قسوتها وظلمها المنتهى، وبين حاضر ملؤه الصراع والارتباك والبحث عن الحقيقة، وبين مستقبل مشرق بنور الحرية والإرادة المصرية، فقد ألقت ثورة يناير بظلالها على كل ما هو مصري، وأحدثت تغييرات جذرية في حياة أبناء هذا الوطن، الحكام والمحكومين.

لأجل ذلك وأكثر وإقراراً من العالم كله بخصوصية هذا الحدث التاريخي الاستثنائي القوي أصبحت ثورة 25 يناير مثار جدل كبير وواسع جداً واسترعت انتباه الصحافة المحلية والدولية، كما فجرت ينابيع التقصي والبحث والإبداع على مستوى محلي ودولي أيضاً، وهنا سنرصد بعض مما نشرته الصحف المحلية والعالمية من تحقيقات عن ثورة 25 يناير لننقل لك عزيزي القارئ كيف يرى العالم في الداخل والخارج ثورة يناير المجيدة، فتابعنا.

تحقيقات عن ثورة 25 يناير

ركزت الصحف المصرية في تقاريرها الصحفية على الاحتفاء بذكرى 25 يناير باعتبارها عيداً للشرطة، وأولت تلك النقطة اهتماماً كبيراً.

فنشرت صحيفة الأخبار في تقريراً لها بعنوان “(25 يناير.. عيد أبطال ورجال الشرطة منذ 67 عاما): أن شجاعة رجال الشرطة البواسل وتضحياتهم العظيمة ليست أمراً جديداً وإنما هو قديم بقدم التاريخ، وعميق بعمق الماضي، والتاريخ لا ينسى ذلك، والتضحيات لا تسقط من ذاكرته أبداً..

ثم أردفت توضح تضحيات الشرطة ورجالها ودورهم في ثورة 25 يناير 2011 وكيف كان حجمها وقسوتها مدللة على ذلك بذكر أعداد الشهداء الذين راحوا ضحية أحداث الثورة، وقد ذكرت صحيفة لأخبار في سياق تحقيق صحفي أن عدد الشهداء الذين قدمتهم وزارة الداخلية للوطن جراء ثورة 25 يناير بلغ 1076 شهيداً من رتب عسكرية مختلفة، بينما بلغ عدد المصابين من رجال الشرطة ما يربو على واحد وعشرين وألف مصاب، وتؤكد الصحيفة تضحيات الشهداء فتردف:” حرص كل شهيد على أن يدفع عمره وروحه ودمه فداء لاستقرار الوطن”.

في حين أشادت جريدة الجمهورية بدور الشعب ونسبت إليه الفضل في القيام بثورة الغضب وفيما حققته من إنجازات يفخر بها التاريخ نفسه فنشرت في سياق تحقيق صحفي لها بعنوان “(8 سنوات.. الشعب هو البطل) أن فترة ما قبل 25 يناير شهدت عزوف الشباب عن المشاركة السياسية الفاعلة، وأصبحت كتلة الشباب على حيويتها كتلة مهمشة، وفشلت الأحزاب السياسية المسيطرة آنذاك في استقطابها أو الاستفادة بطاقاتها، بينما جاءت ثورة 25 يناير لتقلب المشهد رأساً على عقب فأصبح الشباب هم من يحركون دفة الأحداث وهم من يشاركون بالنصيب الأكبر في صنع القرار، وقد انعكس ذلك في مجريات الأحداث السياسية خلال السنوات الثلاث التالية، وتوضح الصحيفة ذلك قائلة: “وخلال السنوات الثلاث التي تلت 2011 كانت هناك حالة سيولة سياسية كان التظاهر في الشارع من أدواتها الأساسية وما صاحب ذلك من تطورات وتحديات كثيرة”.

كما أوضحت الصحيفة أن التغيرات الكبيرة التي أعقبت 25 يناير وخاصة تلك التي أعقبت 30 يونيو رسخت فكرة أن الثورة الدائمة باتت عاملاً من عوامل تقويض مؤسسات الدولة وتقسيماتها السياسية.

وقد أشادت صحيفة الجمهورية في تقرير اخباري يحمل عنوان “(يوم من أيام الوطن.. «العيون الساهرة» سطرت ملاحم بطولية في تاريخ مصر)، بجهود الشرطة وتضحياتها لافتة النظر إلى سلسلة الملاحم السياسية والحربية والانجازات التي ساهمت فيها الشرطة على مدى العقود المنصرمة مؤكدة أن الوثائق التاريخية شاهدة على تاريخ الشرطة المصرية العظيم على كل المستويات.

في حين نقلت صحيفة الأهرام إشادة الرئيس السويسري بما حققته مصر من إنجازات وإصلاحات اقتصادية وسياسية عقب خروج مصر من مرحلة ما بعد ثورة يناير لافتا النظر أن سويسرا تتطلع إلى تعزيز سبل التعاون مع مصر.

أما وسائل الإعلام والصحف العالمية فقد ذكرت آرائها ورؤاها في مختلف الصحف والقنوات حول ثورة 25 يناير ولعل من أبرز ما صدر من تصاريح عن تلك الجهات هو ما يلي:

أبدت شبكة ((CNN الإخبارية اعجابها الشديد بالثورة والثوار والرقي الذي أبداه قائدي حركة يناير العظيمة قائلة في حديث لها بتاريخ 12/2/2012: “لأول مــرة في التاريخ نرى شعباً يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها”.

بينما أعربت صحيفة الجارديان البريطانية في تحقيق نشر بتاريخ 12 /2 / 2012 عن رؤيتها لثورة 25 يناير وما أحدثته من تغييرات مبهرة على الصعيد السياسي مؤكدة أن مصر استطاعت أن تنزع لنفسها مكانة قيادية في العالم العربي بأسره وأن تلك المكانة لا تتغير أيا كان ما يخبئه المستقبل قائلة: (30 ثانية وضعت نهاية حكم استمر 30 عاماً – في إشارة إلي المدة التي استغرقتها كلمة اللواء عمر سليمان النائب السابق للرئيس والذي أعلن تنحي مبارك)، ثم أردفت تشيد بالوجه الأخلاقي للشعب المصري والذي ظهر به حتى في لحظات الثورة والغضب قائلة: (مهما يحدث بعد الآن، فإنها بالفعل لحظة تاريخية مهمة، فقد أعادت ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي والشعب المصري في الصميم الأخلاقي لهذا العالم)، وقد أكدت صحيفة الجارديان البريطانية موقفها من ثورة يناير المصرية وإشادتها بها في أكثر من موضع فقالت في تقرير آخر: (إنها أعظم ثورة في التاريخ البشرى بأكمله.. أعظم من الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية”.

بينما نشرت الإندبندنت مقالاً صحفيا للكاتب البريطاني الشهير “روبرت فيسك‘‘ في مقال بعنوان “رحيل طاغية ونشوة شعب” بتاريخ 13 /2 / 2011 إشادته وانبهاره بانتفاضة الشعب المصري الذي أسقط نظام كان يروق للعالم الغربي ويخدم مصالحه بشكل أو بآخر، مقراً بأنه ليست الشعوب الغربية فقط هي من تملك صناعة الحريات أو صناعة التغير فنشرت ما نصه: “هب المصريون ونفضوا عنهم خوفهم وطردوا الرجل الذي يحبه الغرب ويعتبره زعيماً معتدلا.. نعم ليست شعوب أوروبا الشرقية وحدها القادرة على مواجهة الوحشية وتحديها” ثم أردفت مؤكدة: “سيعرف هذا الحدث في التاريخ باسم ثورة 25 يناير، وهو اليوم الذي اندلعت فيه الثورة، وسيؤرخ له على أنه اليوم الذي هب فيه شعب مصر”.

حتى الصحف الإسرائيلية لم تتمكن من اخفاء اعجابها بثورة 25 يناير المصرية فأشارت صحيفة نيويورك تايمز أن كثيرا من الاسرائيليين أظهروا إعجابهم بتلك الثورة، كما نقلت الصحيفة ما صرح به بن كاسبيت المعلق الإسرائيلي البارز لصحيفة “معاريف” من اعجابه بشجاعة المصريين وبوقفتهم الحاسمة في وجه الرئيس محمد حسني مبارك، مشيرا إلى أن تلك الوقفة انتزعت اعجاب العالم وأنه يرى الأمل يتدفق في المستقبل بفضل إرادة المصريين.

وفي الختام

فإننا استعرضنا معك عزيزي القارئ بعض من تحقيقات عن ثورة 25 يناير مما نشرته الصحف القومية والعالمية وبما يوضح اهتمام العالم بثورة 25 يناير وتقديره لتأثيراتها الكبيرة على كل الأصعدة، وهذا غيض من فيض نتمنى أن يحظى بإعجابك عزيزي القارئ ويساهم في توضيح روية عدد من الصحف والقنوات الإعلامية الحيوية للثورة المصرية سواء أبان حدوثها أو الآن بعد مضي أعوام عليها.

أضف تعليق

error: