هنيئا لمن حج أو سيحج أو عزم الحج

الحج

هنيئا لمن عزم الحج أو هو قد حَج؛ الحج إلى البيت العتيق معناه أنك تذهب إلى ربي -جل وعلا- متشبهًا بمن مات؛ تغتسل كما يُغَسَّل الميّت، وتلبس إحرامك كما يلبس الميت أكفانه.

ثم بعد ذلك تخرج إلى صعيدٍ كأنما هو المحشر، ثم يتجلى العظيم -سبحانه وتعالى- على أهل الموقف. ماذا أراد هؤلاء؟ ثم يُشهِد الله أهل السماء أنه قد أعتقهم من النار؛ الله أكبر.

وهنا لفتة، الحاج في صعيد عرفات يُباهي الله به؛ ولا يباهي الله بالعصاة، ولا يباهي الله بمن شاء أن يعذبهم، بل إنه يباهي بمن قد يغفر لهم.

لأن الملائكة عبادٌ مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؛ بلا شك هُم أفضل من كل عاصٍ، بل إن الطائِع من الأُمة -في خلافٍ بين أهل العلم- هو أفضل من الملك.

فالملك لا خيار له إلا أن يُطيع، لكنك أنت يا عبد الله إذا قدِمت إلى الله تريد أن تكتب قصة حياتك القادمة حتى تعود بشهادة الميلاد وبغروب شمس عرفات، تغرب الذنوب والسيئات ويعود من هذه الأُمة أُناس كيوم ولدتهم أمهاتهم.

إياك أن تكون مغبون

أتدرون من المغبون؟ ذاك الذي دعاه ربه وما استجاب.

الله بنى البيت لك، وقال لخليله عندما رفع القواعد من البيت أدع الناس إلى الحج، فنادى يا أيها الناس إن الله قد بنى لكم بيتًا فحُجّوا.

قال تعالى (وأذن في الناس بالحج يأتوك). لماذا لم تأتِ أنت؟ ولماذا تلك لم تأتي؟ ولماذا أيها الزوج هي تبكي، تريد أن تُلبي، وأنت لا تعينها على التلبية؟ لماذا هذا البخل بالمال والوقت؟

إنها رحلة تُغير معالم الحياة كلها.

الحج قصة

قصة التوحيد تُروى هناك على رُبى مكة. بناء البيت الذي جعله الله قيامًا للناس؛ الله أكبر تلبي وتوحد ربي. ثم هناك تُسكَب العبرات. وبين الصفا والمروة هناك قصة الاضطرار لهاجر؛ فُرِّجَ كربها. ثم بعد ذلك رمي الجمار والطواف والسعي؛ قال الحبيب ﷺ ( لإقامة ذكر الله). الله أكبر.

ثم ذاك الذبيح؛ أنه إسماعيل، فداه الله بذبحٍ. ونحن ننحر الهدي ونذبح الشاة تكبيرًا لله -جل وعلا- وحمدًا له؛ إذ جعل الأضاحي والهدايا في بهيمة الأنعام ولم يكن ذلك في أبنائنا.

ثم هناك قصة تختتمها ومعك شهادة الميلاد تعود بها. لا تحرموا أنفسكم؛ وهنيئا لمن حج هذا العام أو سيحج، وهنيئا لمن عزم على أن يحج البيت الحرام.

إنها قصة الميلاد وقصة التوحيد تروى في مكة؛ فهل تكون من المُلبين؟

لبيك إِلَٰهي الحق؛ لبيك لا شريك لك.

أضف تعليق

error: