نظرة عن كثب على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل معهم

الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

بمناسبة اليوم العالمي للطفل تقول المادة رقم 23 من اتفاقية حقوق الطفل أنه من حق كل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يعيش أفضل حياة ممكنة في المجتمع، وإنه على الحكومات إزالة جميع العقبات أمام هؤلاء الأطفال لكي يصبحوا مستقلين ويشاركوا بفاعلية في المجتمع، وبمناسبة هذا اليوم نحاول دوماً ألا نفرق بين أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من الأطفال كما أكد هشام الذهبي نؤسس البيت العراقي للإبداع على عدم التمييز بين الطفل اليتيم وغير اليتيم وبين طفل ذوي الاحتياجات الخاصة والطفل الأقل خصوصية أو الطفل المميز.

ما هي أهمية عدم التمييز بين الأطفال؟

ذكرت الدكتورة ستيفاني غانم ” أخصائية علم النفس ” أنه في عالمنا العربي للأسف نعاني من مشكلة التمييز في كل ما نختلف عليه ولدينا نظرة دائمة تجاه كل شيء لا يشبهنا أحياناً تكون نظرة شفقة أو تمييز أو نظرة عزل كتحديد مدارس وأماكن معينة خاصة بالأطفال كبعض الغرف داخل المستشفى الواحد.

هذا التمييز الذي بدأ منذ الصغر مع الأطفال يؤثر عليهم سلباً ومن ثم يجب علينا توعية الفريق التعليمي والأهل والمجتمع بأسره بكيفية دمج أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع غيرهم من الأطفال وكيف يمكننا إدراك أن الشريعة لم تميز طفل ما عن غيره وإنما الحق حق لكل طفل من حيث الشعور بالأمان والتعليم والتعبير عن المشاعر والاحتياجات الخاصة بهم وحقوقهم ثم يستوجب علينا فهم عالم هؤلاء الأطفال جيداً للتعامل معهم بطريقة صحيحة.

يجدر الإشارة إلى أن ظهور الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض البرامج التلفزيونية أو أمام الرأي العام على الإنترنت أو ما شابه لابد من أن يؤخذ عن طريق موافقة خطية من أهل هؤلاء الأطفال – وفق ما ذكرته الدكتورة ستيفاني غانم.

اقرأ: كيف يود ذوو الإعاقة أن نتعامل معهم

كيف يمكننا اختراق الشكل الخارجي لطفل الاحتياجات الخاصة؟

هناك العديد من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يتعرضون للاختلاف من غيرهم نتيجة اختلاف الشكل أو الوزن، وهنا يمكننا القول بأنه يستوجب علينا اختراق هذا الشكل الخارجي والوصول لداخل هؤلاء الأطفال المميزين كأطفال متلازمة داون الذين نراهم أجمل الأطفال.

على الجانب الآخر، لا يرى البعض أطفال مرض التوحد أو من يعانون من بطء في التعليم في صورة جميلة، لذلك لا يجب علينا التطلع إلى النقاط الضعيفة في الطفل لأن أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يمكنهم التعلم بكل سهولة والتفوق دراسياً عن غيرهم المميزين من الأطفال كما يعيشون حياة رائعة ويمكنهم الزواج والعيش بصورة رائعة أيضاً في تلك الحياة، ومن هذه الأمثلة الرائعة هي للطبيب السوري الذي يعاني والده من متلازمة دوان ولكن هذا الطبيب يفتخر دائماً بهذا الأب ويكسب تعاطفه ووده الدائم ويروي أن والده هو من ساعده كثيراً للتفوق دراسياً والحصول على لقب طبيب في كبره.

يجدر الإشارة كذلك إلى أن العاطفة لدى هؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تُعد أكبر من غيرهم نتيجة تعويضها للنقص المنطقي والذهني الذي يعانون منه، لذلك فإن هؤلاء الأطفال يعتبرون أذكياء عاطفياً عن غيرهم.

كيف يمكننا التعامل مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟

تابعت المربية في مدرسة ميشا ” ديفين ضاهر “: لكل طفل من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فرادته التي تميزه عن غيره من الأطفال، وبالتالي فإن له معاملة خاصة بناءً على الاحتياجات أو النواقص التي تمس هذا الطفل [طالع أكثر تفصيلاً: كيفية التعامل مع الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة].

بعد ذلك، لابد لنا كمربين لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أن نعلمهم كيفية عيش الحياة براحة تامة ومحاولة التأقلم معها والتعبير عن احتياجاتهم بشكل ميسر وكيف يمكنهم التصرف في هذه الحياة وطلب ما يريدونه من الغير بكل سهولة وأن يحترموا خصوصيتهم دون أن يسمحوا لغيرهم بالتعدي على هذه الخصوصية، لذلك فإن علاقتنا مع هؤلاء الأطفال لابد لها من أن تتسم بالأساس على الحب حتى نساعدهم على النجاح في هذا الأمر، ومن ثم فإن العلاقة بين المربي والطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تعتبر عاطفية بشكل كبير.

كيف يمكن للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة إدراك اختلافه مع الغير؟

إجمالاً، يشعر الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تميزه عندما تبدأ مرحلة المراهقة وليس قبل هذه المرحلة ولكن قبل هذه المرحلة يرى أن عليه كل الاهتمام والضوء من غيره وممن حوله.

يعتمد قبول الأطفال العاديين لغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة على كيفية دمجهم في المجتمع من جانب الأهل والمربيين مع مراعاة أن أطفال متلازمة دوان بشكل خاص لا يعانون من مشكلة الاندماج في المجتمع بشكل يسير، بينما أطفال مرض التوحد يعانون من الانطوائية وبعض من الخوف من العالم الخارجي الذي يرونه صعب العيش فيه والتكيف معه، ومن ثم يأتي دور المربين وأفراد الهيئة التعليمية في عدم إجبار أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج في هذا العالم الخارجي وإنما نأتي بهذا العالم إلى هؤلاء الاطفال ليُدمجوا فيه بكامل إرادتهم.

وأخيراً، يُنصح لأهل الطفل ذو الاحتياجات الخاصة بعدم الخوف عليه وإنما يستوجب عليهم الثقة بهذا الطفل بل يجب عليهم تقبل الطفل كما هو ومحاولة تصديقه ودعمه في المدرسة والمنزل طيلة الوقت.

أضف تعليق

error: