وأقبلت الأشهر الحرم.. فلا تظلموا فيهن أنفسكم

وأقبلت الأشهر الحرم يا أمة الإسلام؛ فقد هَلّ علينا هلال شهر ذي القعدة (فلا تظلموا فيهن أنفسكم)؛ نسأل الله أن يجعله هلال خيرٍ وبركةٍ على الإسلام والمسلمين، اللهم أهِلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحبه يا ربنا وترضاه.

ما هي الأشهر الحرم؟

هي تلك الأشهر التي حدَّدها المصطفى ﷺ في الحديث الشريف؛ وهي:

  • ذو القعدة.
  • ذو الحجة.
  • المحرم.
  • رجب.

فهذه هي أسماء الأشهر الحرم لكل من سأل عنها؛ بل أننا هنا سنتحدَّث عن كثب من القرآن الكريم وسُنَّة النبي ﷺ.

وأقبلت الأشهر الحرم

أيها الإخوة لا يخفى عليكم أن ذي القعدة من الأشهر الحُرم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان).

فما هو واجبنا في الأشهر الحرم؟ الجواب أن نُعظمها كما عظمها الله -تعالى-؛ وألا نظلِم فيها أنفسنا بأي نوع من المعاصي والذنوب، نلتزم حدود الله ولا نتعدَّاها، ونقيم الفرائِض ونحرِص على الطاعة ولا ننتهك المحرمات.

وأقبلت الأشهر الحرم , فلا تظلموا فيهن أنفسكم

فلا تظلموا فيهن أنفسكم

أيها الأُخوة لقد قال ربكم في الآية ٣٦ من سورة التوبة (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم).

فلظلم النفس وجهان عند العلماء:

  • أحدهما: أن تظلم نفسك بالمعاصي والتمرد على أمر الله.
  • والثاني: أن تظلم نفسك؛ أن المراد بالنفس هو الآخرون من المسلمين.

ولا شك أن المعنيين يُرادان في هذه الآية، فلا تظلم نفسك بالعصيان ولا تظلم المسلمين.

أما إطلاق النفس على المسلمين إخوانك، فقد قال تعالى في الآية ١١ من سورة الحجرات (ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان). وقال أيضًا -جلَّ شأنُه- في الآية ١٢ من سورة النور (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا)، وكذلك (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم). نصوصٌ كثيرة تفيد أن المراد بالنفس أحيانًا الإسلام عمومًا؛ وأنت داخِلٌ فيها أيضًا.

فلا يحل لنا أن ظلمنا أنفسنا، لا بارتكاب المعاصي والذنوب ولا بظلم العباد الآخرين بأية صورةٍ من صور الظلم.

هل الذنوب مغلظة في الأشهر الحرم

لقد قال الله تعالى في الآية ٢ من سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد)؛ وقال -سبحانه- في الآية ٢١٧ من سورة البقرة (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير).. الآيات.

إن النبي عليه الصلاة والسلام وقف يخطب الناس في ذي الحجة يوم النحر فقال (أيُّ شهرٍ هذا؟) فسكتوا، ظنًا أنه سيسميه بغير اسمه؛ ثم قال (أليس بالشهر الحرام؟). فالأشهر الحرام يحافظ فيها العبد على نفسه حتى لا يتضاعف عليه الإثم، ويحافظ العبد وعلى نفسه من ظُلم العباد كذلك؛ نسأل الله -سبحانه- أن يعصِمنا وإياكُم من الزلل وأن يجعلها شهورًا مبارَكة علينا وعليكُم يا أهل الإسلام.

فانتبه يا أخي؛ وأرجوك لا تغفل فانت في الأشهر الحرم؛ تحرّى الحلال واجتنب الحرام والزم الأذكار والطاعة في كُل وقتك.

أضف تعليق

error: