إنشاء عن «وإنك لعلى خلق عظيم» أول متوسط

إنشاء عن «وإنك لعلى خلق عظيم» أول متوسط

إن الكمال المعتبر يكون في أربعة أشياء: كمال الخَلق، وكمال الخُلق، وكمال الأقوال وكمال الأفعال. والحقيقة أن هذه الأربعة لم تكمل في أحد من البشر سوى المصطفى، صلى الله عليه على آله وصحبه ومن والاه. فكان أكمل الناس خلقا، وأعظمهم خلقا، صلى الله عليه وعلي صحبه وآله، الذين كانوا في الخلق الجميل على مثاله.

خاطبه ربه –سبحانه وتعالى–، فقال ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، وتحدث عن نفسه وقال [إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق].

نحن أمام أُمَّة قد اعتنت بسيرة النبي –صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم– عناية فائقة؛ قراءة وتدبرا وتفقها وفهما. وهذا الاعتناء بين لنا كيف كان «صلى الله عليه وسلم» في أخلاقه، وفي فهمه؛ بل، في مشيته وفي طريقته وفي تعامله مع أهله ومع غيره، وبشهادة أعداءه قبل أحبابه «صلى الله عليه وسلم» شهدوا له بكمال الخُلق، وأنه «صلى الله عليه وسلم» كان صادقا وأمينا ووفيا بالوعود والعهود.

ومن هنا يتبين لنا أننا نقتدي بحضرة النبي «صلى الله عليه وسلم»، كما أمرنا ربنا ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.

النبي القدوة

هذا الإنسان القدوة كان أفضل ما يكون في وقت الغضب، فكان يتحكم في نفسه، وكان يمتلك أقصى درجات ضبط النفس في وقت الغضب وفي وقت الهدوء والسعادة. ومن هنا يتبين للإنسان الذي يسير على نهج النبي «صلى الله عليه وسلم» أن عليه ألا يغضب، وقد جرت العادة في أمتنا الإسلامية أن نحتفي وأن نحتفل أو يحتفل المسلمون في كل عام في شهر ربيع الأنور بمولد سيد الكائنات، ولم لا؟ وبمولده وفي هذه اللحظة الفارقة تحوَّل العالم من الظلم، وعبادة الأوثان والأصنام إلى عبادة الواحد الديان وإلى العدل، ومن الظلام إلى النور، ومن اللافهم والأمية إلى العلم والأنوار والبركات.

جاء النبي «صلى الله عليه وسلم» ليكون ميلادا لكل خير، ولكل نور ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ﴾. النور هو رسول الله، والكتاب هو القرآن الكريم.

وكل احتفالٍ مهما عظم في حق النبي «صلى الله عليه وسلم» فهو ضئيل، وكل فخر في حق النبي «صلى الله عليه وسلم» مهما فعلنا ومهما قلنا فهو في حق ذاته وفي حقه «صلى الله عليه وسلم» نذرٌ يسير، لأنه «صلى الله عليه وسلم» هدية الله للكون، رحمة للعالمين. قال تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.

وقد تفاخر «صلى الله عليه وسلم» بنفسه، وبأدبه وأخلاقه، وتحدث عن نفسه فقال [أدبني ربي فأحسن تأديبي]، وقال «صلى الله عليه وسلم» [أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي –وذكر منها– أرسل كل رسول إلى قومه خاصة، وأرسلت إلى كل أحمر وأسود].

وبين المصطفى «صلى الله عليه وسلم» أنه قد أرسل إلى كل الإنسانية لهداية الإنسانية بخلقه «صلى الله عليه وسلم»، وفهمه وأخلاقه الكريمة، التي استمد من ربه –تبارك وتعالى– وتعلم فيها وعلَّم، «صلى الله عليه وسلم» فقال للناس [لا تغضبوا]، وبين «صلى الله عليه وسلم» أن الله تعالى أمره بالرحمة، فقال ربنا –تبارك وتعالى– في القرآن الكريم ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾. وهو الذي لما طلب منه هلاك القوم وقت عليه؟ قال [لا، عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله]، بل دعا لهم وقال [اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون].

⇐ وهنا لدينا: موضوع إنشاء/تعبير عن أخلاق الرسول القدوة

وصايا النبي ﷺ نحو أخلاق كريمة

علمنا «صلى الله عليه وسلم» أننا نحتاج إلى الله، وأننا لا نسجد إلا لله ولا ندعوا سوى الله، فقال [إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله]. وغيرها الكثير من الوصايا المباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم لنا لنتحلى بأفضل الأخلاق؛ ومنها ما جاء في السَّنَّة النبوية:

  • «اتَّقِ اللهَ حَيثُما كُنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحَسَنةَ تَمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ».
  • «إنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى أجسادِكُم ولا إلى صورِكُم، ولكِن يَنظُرُ إلى قُلوبِكُم وأعمالِكُم».
  • «مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ والعَمَلَ به فليس للَّهِ حاجةٌ في أن يَدَعَ طَعامَه وشَرابَه».
  • «أنا زَعيمٌ ببَيتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببَيتٍ في وسَطِ الجَنَّةِ لمَن تَرَكَ الكَذِبَ وإن كان مازِحًا، وببَيتٍ في أعلى الجَنَّةِ لِمَن حَسُن خُلُقُه».
  • «إنَّ من أحَبِّكُم إليَّ وأقرَبِكُم منِّي مَجلِسًا يَومَ القيامةِ أحاسِنَكُم أخلاقًا».
  • «ما من شَيءٍ أثقَلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ».
  • «إنَّ المُؤمنَ يُدرِكُ بحُسنِ خُلُقِه دَرَجاتِ قائِمِ اللَّيلِ صائِمِ النَّهارِ».
  • «أكمَلُ المُؤمنينَ إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا، وخيارُكُم خيارُكُم لنِسائِهم».
  • وقد سُئِل رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن أكثَرِ ما يُدخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فقال: «تَقوى اللهِ وحُسنُ الخُلُقِ».
  • وسُئِل عن أحَبُّ عِبادِ اللهِ إلى اللهِ؟ قال: «أحسَنُهم خُلُقًا».

نسأل الله– تبارك وتعالى– أن يعيدنا إلى اتباع أخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وان نسير على نهجه وان نقتفي أثره إلى يوم الدين.

أضف تعليق

error: