تفسير ومعنى الآية ﴿ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم﴾

تفسير ومعنى الآية ﴿ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم﴾

سؤال يقول: ما معني قول الله ﷻ: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾.

وهنا أتينا لكم بتفسير ومعنى الآية الكريمة؛ حسبما ورد إلينا من الشيخ محمد سيد طنطاوي -رحمه الله-؛ حيث قال: جاءت هذه الآية الكريمة [رقم 23 من سورة الأنفال] بعد حديثه للمؤمنين ونهيهم عن التشبه بالكافرين والمنافقين. فيقول عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ | وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ | إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ | وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾.

والمعني أنه يطلب من المؤمنين أن يطيعوا الله ورسوله في كل أحوالهم عن إخلاص وإيمان وينهاهم عن التشبه بالكافرين والمنافقين الذين ادعوا السماع فقالوا سمعنا، ولكنهم لم يسمعوا سماع تدبر واتعاظ لأنهم لم يصدقوا ما سمعوه ولم يتأثروا به، بل نبذوه وراء ظهورهم.

فإن شر ما يدب على الأرض هم أولئك الصم عن سماح الحق، البكم عن النطق به الذين لا يعقلون أي لا يستطيعون التمييز بين الحق والباطل.. ووصفهم كذلك مع أنهم يسمعون وينطقون لأنهم لم ينتفعوا بهذه الحواس بل استعملوها فيما يضر ويؤذي فكان وجودها فيهم كعدمها.

ثم أضاف الله ﷻ أنه لو علم فيهم خيرا أي استعدادا للإيمان ورغبة فيما يصلح نفوسهم وقلوبهم لأسمعهم سماع تفهم وتدبر واستجابة.. ولكنه لم يعلم فيهم شيئا من ذلك فحجب عنهم بسبب سوء استعدادهم، لذلك فهو يقول إنه حتى لو أسمعهم سماع تدبر وتفهم وهم على هذه الحالة العارية من كل خير – لتولوا عما سمعوه من الحق وهم معرضون عن قبوله جحودا وعنادا.

أضف تعليق

error: