موضوع تعبير عن العلم النافع «بالعناصر والاستشهادات»

إن ما تحويه طيَّات هذه الصفحة هو موضوع تعبير عن العلم النافع. استمل على العناصر المناسبة لكل فقرَة، وكذلك راعينا الاستشهادات التي تُكمِل القالب العام للمقال.

ولا عَجَب، فقد جاء في فضل العلم والتعليم ووجوب طلبه وبيان منزلته. هذا الذي ساق كثيرًا من المختصّون إلى إفراد الكتب والمصنفات في هذا الشَّأن. بل لا نكاد نقِف على أحد المصنفات في دواوين السنة إلا ونجد الكتب والأبواب المعقودة التي صالت وجالت في بيان فضل العلم وأهله.

موضوع تعبير عن العلم النافع بالعناصر والاستشهادات

دعاء النبي بطلب العلم

نبدأ مباشرة مع الاستشهاد الأول، وهو ما تُخبرنا به هذا أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- في الحديث الشريف، أنَّ النبي ﷺ كان يدعو إذا انتهى من صلاة الصبح «اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا». وهذا حديث صحيح ورد في صحيح ابن ماجه.

فهذا الدعاء كان ﷺ يبتهِل بِه إلى الله -تعالى- بعد الفراغ من صلاته. فكان يتضرَّع إلى الله رب العالمين سائلا إياه: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا وعملا متقبلا.

وإذا تأملنا في دعاء النبي -صلى الله وسلم وبارك عليه- رأينا أنه بدأ الدعاء بطلب العلم النَّافِع، وقدَّم ذلك على طلب الرزق وعلى العمل الصالح المتقبل. وفي هذا إشارةٌ ودلالة إلى أن العلم قبل القول والعمل، وفيه إشارة أيضًا إلى أن الإنسان لا يعرف الحلال من الحرام إلا بالعلم، ولا الحق من الباطل إلا بالعلم، ولا يعرف الهُدى من الضلال إلا بالعلم، ولا يعرف التوحيد من الشرك إلا بالعلم، ولا يعرِف السُنة من البدعة إلا بالعلم.

طلب العلم فريضة

فالعلم في دين الإسلام العظيم أصلٌ وأساسٌ، به ينبغي أن يُبدأ. لذلك قال النبي ﷺ «طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحر».

فيجب على الإنسان المسلم أن يتعلم من دين الله رب العالمين ما يقيم به دين الله -تبارك وتعالى-. وينبغي عليه أن يتعلم من أحكام الشَّرع ما يسلم له به دينه، وتسلم له به دنياه وأخراه.

فعلى الإنسان أن يكون عالما أو متعلما أو مستمعا ولا يكن جاهلا. فالعلم هو روح القلب، وهو نور البصيرة.

والإنسان من غير علم كان جاهلا. ويكفي بالعلم شرفا أنه يَدَّعيه من لا يُحسِنه. يعني إذا وصفت أحدا من الناس بأنه عالم -حتى ولو كان جاهلا- سَعِد قلبه، وانشرح صدره.

ولو وصفت بالجهل من كان جاهلا، فقلت له: أنت جاهل -وهذه حقيقة فيه- يغضب منك غضبا شديدا.

وكفى علم شرفا أن العلماء هم ورثة الأنبياء. كما قال النبي ﷺ «وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».

وقل رب زدني علما

والنبي ﷺ ما طَلَب الزيادة من شيء إلا من العلم. ولم يسأل ربه -تعالى- الزيادة من شيء إلا من العلم ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾. فهذا يدل على شرفه وعلى مكانته في دين الإسلام العظيم.

ويكفي بالعلم شرفا «أن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير» كما أخبرنا بذلك النبي ﷺ في الحديث الشريف.

وكذلك «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» كما قال النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ.

نحتاج إلى العالم والمعلم

الطلبة والطالبات في مدارِسهم لهم مِنَّا رسالة هامَّة، فعلى طالب العلم أن يسعى في تحصيله جادًا مُشمرا. وأن يحرِص عليه، وإن يخلص النية والقصد لله رب العالمين. فقد قال الرسول ﷺ «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».

على الطالِب أن يخلص النية في طلب العلم في أي علمٍ كان. فهذه الأمة، أمة النبي ﷺ، تحتاج إلى أبنائها وشبابها.

فنحتاج إلى المعلم المسلم الذي يعرف حق الله رب العالمين والذي يتقي الله -تبارك وتعالى- في أبناء أمة محمد ﷺ.

نحتاج إلى العالم، وإلى المعلم المستقيم على مِنهاج النبي الأمين ﷺ. حتى لا يحرِف أبناء المسلمين يمنَة ولا يَسرة.

نحتاج إلى الطبيب المسلم الذي يتقي الله رب العالمين في مرضى المسلمين من أمة محمد -صلى الله وبارك عليه-.

نحتاج إلى المهندس المسلم الذي يتقي الله رب العالمين في بيوت المسلمين من أمة محمد ﷺ.

وصايا لطلاب العلم

فهذه وصايا لطلاب العلم في كل سبيل، وأخص بها طلاب الجامعات المصرية. أسأل الله -تعالى- أن يحفظ مصر من كل شر ومكروهٍ وسوء وأن يوفق أبناءها وشبابها لما فيه صلاح البلاد والعباد.

١. يا طالب العلم، اعلم أنك خرجت من بيتك للعِلم طالبا، هذه مهمتك. وأما وظيفتك العُظمى فهي أن الله -تعالى- ما خلقك وأوجدك إلا لعبادته. من أجل هذا خلقك، ومن أجل هذا أوجدك؛ فلا تنسى الوظيفة العُظمى التي أوجدك الله رب العالمين من أجلها.

٢. ويا طالب العِلم اتق الله رب العالمين في أهلك. فلو تعلم كيف وفروا لك المال الذي خرجت به للعلم طالبا، فأقل ما يكون أن تكون مجتهدا في تحصيل العلم، متفوقا في دراستك. فهذا هو الذي من أجله خرجت من بيتك. فاحرِص على طلبه واتق الله رب العالمين في تحصيله وأفضل العلوم العلم بالله وبرسوله وبدين الإسلام العظيم.

أبيات شعر عن العلم

وبداية مع ناصيف اليازجي؛ الذي يقول:

عليكَ بالعلمِ فاطلُبْهُ بلا كَسَلِ — واعمَلْ فإنَّ حياةَ العِلمِ بالعَمَلِ
عِلمٌ بلا عَمَلٍ لا تستفيدُ بهِ — ولا تُفيدُ فتَمضي خائِبَ الأمَلِ
ما أشرَفَ العِلمَ في الدُّنيا وأجمَلَهُ — فذاكَ خيرٌ مِن الأملاكِ والخَوَلِ
النَّاسُ تحتاجُ أهلَ العلمِ قاطبةً — وأكثرُ النَّاسِ تَستغني عنِ الدُّوَلِ
كم من غنيٍّ جميعُ النَّاسِ تَجهَلُهُ — وعالمٍ صِيتهُ في السَّهلِ والجَبَلِ
وكم مُلوكٍ تقَضَّى ذِكرُها ومَضَى — وذِكرُ ذي العِلمِ بينَ النَّاسِ لم يَزَلِ
قُلْ للذي باتَ في الأموالِ مُشتغِلاً — إنِّي عنِ الشُّغلِ بالأموالِ في شُغُلِ
لا يَطلبُ المرْءُ عِلماً للغِنَى فإذا — طلبتَ علماً فعنْ دُنياكَ لا تَسَلِ

ثم مع الشَّاعر خليل مطران؛ وهذا البيت البَديع:

بِالعِلْمِ يُدْرِكُ أَقصَى المَجْدِ مِنْ أَمَمٍ — وَلا رُقِيَّ بِغَيْرِ العِلْمِ لِلأُمَمِ

وإلى الشاعِر معروف الرصافي..

كفى بالعلم في الظلمات نورا — يُبيّن في الحياة لنا الأمورا
فكم وجد الذليل به اعتزازاً — وكم لبِس الحزين به سرورا
تزيد به العقول هدىً ورشداً — وتَستعلي النفوس به شعورا
إذا ما عَقّ موطنَهم أناسٌ — ولم يَبنوا به للعلم دورا

وهذا الطغرائي يُتحفنا:

من قاسَ بالعلمِ الثراءَ فإنَّهُ — في حُكمهِ أعمى البصيرةِ كاذبُ
العلمُ تخدمُه بنفسك دائماً — والمالُ يخدمُ عنكَ فيه نائبُ
والمالُ يُسلَبُ أو يبِيدُ لحادثٍ — والعلمُ لا يُخشَى عليه سالبُ
والعلمُ نقشٌ في فؤادِكَ راسخٌ — والمالُ ظِلٌّ عن فِنائِكَ ذاهبُ
هذا على الإنفاقِ يغزُرُ فيضُهُ — أبداً وذلك حين يُنفَقُ ناضِبُ


إلى هنا نكون قد قدَّمنا لكُم موضوع تعبير عن العلم النافع؛ تَمَّ تفريعه بالعناصر وتوثيقه بالاستشهادات اللازِمة، بما لا يجعل منه موضوعًا طويلا أو يُجتزأ كثيرًا ليكون قصيرًا. لكِننا راعينا التوسّط والاعتدال عند كتابته.

أضف تعليق

error: