مقال عن شم النسيم

تمت الكتابة بواسطة:

شم النسيم

هناك العديد من التقاليد المصرية الموجودة حاليًا مستمدة من العصور القديمة جدًا، بما في ذلك يوم شم النسيم، والذي ربما تم الاحتفال به منذ ٤٥٠٠ عام، وبالنسبة للمصريين، يعني شم النسيم حرفيا استنشاق النسيم، وهو يمثل بداية الربيع، كما يصادف هذا اليوم على الفور يوم الاثنين الأول بعد عيد الفصح القبطي وقد كان مرتبطًا بالزراعة في مصر القديمة التي احتوت على طقوس الخصوبة التي تم ربطها لاحقًا بالمسيحية والاحتفال بعيد الفصح، ويعتقد أن المصريين كانوا أول من احتفل بهذه المناسبة.

يبدو أن عطلة شم النسيم قديمة قدم مصر، وبحسب دائرة الإعلام المصرية، فإن اسم هذه العطلة مشتق فعليًا من موسم الحصاد المصري القديم الذي كان يطلق عليه “شامو” أي تجديد الحياة، ووفقًا لملاحظات بلوتارخ، اعتاد المصريون القدماء على تقديم الأسماك المملحة والخس والبصل إلى آلهتهم في هذا اليوم.

طريقة الاحتفال بشم النسيم

وفي الصباح الباكر من يوم شم النسيم، يخرج ملايين المصريين ويتجمعون في مساحات خضراء مفتوحة حتى لو اضطروا إلى الجلوس على بقع عشبية بجوار الطرق، بسبب ندرة الحدائق العامة والمناطق المفتوحة في القاهرة، ومنهم من يستمتع برحلة نيلية عبر قارب في النيل مع أسرهم، ثم يتناولون وجبة الغداء هناك، حيث تبدأ العائلات عند الفجر في إعداد طعامهم، ثم تأخذ معهم مفرشًا كي يجلسون عليه، ويتمتعون بنسيم الربيع.

يحتفل بشم النسيم بتناول الأطعمة التقليدية، حيث أن هذا اليوم مرتبط بالعديد من أنواع الطعام التي يتم تناولها معًا ولكنها متنوعة جدًا، ومن أنواع الأطعمة التي يتم تناولها في هذا اليوم الفسيخ (الأسماك المملحة)، والبيض المسلوق، والبصل الأخضر، حيث لكل نوع منها أسطورة مختلفة.

يعتقد الكثير من الناس أنه من غير الصحي تناول الفسيخ لذا قاموا بإزالته من قائمة الطعام واستبدلوه بالتونة المعلبة، بينما يري أخرون أن الفسيخ آمن بنسبة مائة بالمائة، حيث يستخدم الملح كوسيلة لتجفيف الأسماك والحفاظ عليها، ولا توجد أي إضافات أخري مضافة إليه، وبالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء العملية برمتها يدويًا.

علاقة البيض الملون بشم النسيم

تم صبغ البيض في زمن الفراعنة وتعليقه في المعابد كرموز للحياة التجديدية، حيث لا يرمز البيض فقط إلى الحياة الجديدة، ولكنه يُستخدم كأعمال فنية صغيرة للاستمتاع بها في النزهات، وبالإضافة إلي تلوين البيض، فقد كانوا قديمًا هناك يقومون بكتابة الأمنيات على البيض ثم يعلقوها علي الأشجار أو في المنازل، على أمل أن تجيب الآلهة على هذه الرغبات والأمنيات، ويعتبر وقت التلوين أفضل جزء لجميع أفراد الأسرة، حيث تذهب الأسر عادة إلى الحدائق والمنتزهات العامة في الصباح الباكر، وأول شيء تقوم به هو تلوين البيض، حيث يتم استخدام الألوان المائية ثم توضع في الشمس حتى تجف حتى تكون جاهزة للاستمتاع بها.

أما بالنسبة للبصل فيرجع إلي أسطورة الفرعون الصغير، حيث يُروي أن الملك كان له ابن وحيد وكان محبوب جدًا من قبل الشعب، إلا أنه أصيب بمرض غير معروف، فكان طريح الفراش لسنوات، فقام الملك باستدعاء كاهن الاله آمون، فلما راه الكاهن قال أنه مريض بسبب الأرواح الشريرة، لذا أمر بوضع بصل أخضر ناضج تحت رأس الفرعون الصغير، و قام أيضًا بتقطيع بعض البصل ووضعه على أنف الصبي ليتنفس الأبخرة، وبعد محاولات الكاهن تعافى الصبي المريض بسرعة وبعدها قامت الاحتفالات في القصر للاحتفال بهذه المناسبة التي تزامنت مع بداية موسم الربيع، واحتفالًا وفرحًا بهذا الحدث علق الناس البصل الأخضر على أبواب منازلهم، وهو ما يفسر كيف أصبح البصل من الأطعمة الرئيسية على الطاولة في يوم شم النسيم “.

المراجع: Touregypt , Officeholidays


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: