مقال عن رعاية الموهوبين

رعاية الموهوبين

إن الموهبة نعمة من الله سبحانه وتعالى وهبها لبعض عباده، وهي عبارة عن قدرات استثنائية يتمتع بها الفرد عن غيره. وبحديثنا عن رعاية الموهوبين نقول أن الموهبة تكون عبارة عن إنجاز غير عادي في بعض الأمور والمهارات، وهي قدرة يبديها الفرد في مجالات كثيرة سواء عقلية وذهنية أو إبداعية. وهي قدرة تميز صاحبها منذ الصغر فيظهر متفردًا في بعض الخصائص والسمات التي لا يمتلكها غيره. وتُقاس الموهبة بقدرة الفرد على الابتكار في أمر ما أو مجال من المجالات، كالمواهب الفنية في الموسيقى أو الرسم أو غيرها، والمواهب في مجالات الإنتاج والإبتكار والإبداع، وكذلك المواهب الذهنية والعقلية والتي تعبر عن طفرة في الإدراك خاصة بالشخص الموهوب تميّزه عن غيره.

صفات الأشخاص الموهوبين

يتميز الأشخاص الموهوبون بعدة صفات تميزهم عن غيرهم من الأشخاص العاديين ممكن لا يمتلكون مواهب أو لم يمنحهم الله “جلّ شأنه” موهبة كآخرين، سمات وخصائص تجعل المحيطين بهم يلاحظون امتلاكهم لموهبة أو أنهم ذوو أنماطًا مختلفة في التفكير والتصرف والسلوك، حيث يمكن ملاحظة بعض السمات العقلية والذهنية المختلفة التي تعبر عن اختلافه، كما يمكن للشخص الموهوب أن يتكيف مع واقعه مهما كانت حالة هذا الواقع دون التذمر أو التعب، فالشخص الموهوب لديه القدرة على التكيف وحسن التصرف وسرعة البديهة، وكذلك يمكنه إيجاد الحلول لأية مشكلة قد تواجهه. كما يتحمل الشخص الموهوب الضغوط والأعباء ويستطيع أن يستثمر كل الظروف المحيطة به بشكل إيجابي. كما أن الناحية النفسية والسلوكية للشخص الموهوب تختلف كثيرًا عن غيره من الأشخاص غير الموهوبين حيث أن سلوكياته مستقرة إلى حد كبير بعيدة عن التعصب وعدم السيطرة على النفس، على عكس الآخرين ممكن لا يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم وسلوكياتهم في مواقف معينة من الغضب. كما يتميز الشخص الموهوب بالخيال الواسع وقدرته غير العادية على الإبداع والابتكار. بالإضافة إلى ميله لاكتساب خبرات جديدة في مجالات كثيرة مما يدل على جرأة وحب استطلاع ومعرفة كبيرة ليست عند الكثيرين.

ولأن أغلب المواهب تظهر على الأفراد منذ الصغر فإنها تبدو واضحة أكثر للمحيطين بالشخص الموهوب منذ أن كان طفلًا، وعليهم أن يقوموا باكتشافها وتنميتها على النحو الأمثل. ويكون أقرب المحيطين به منذ صغره هم أهله وأسرته والذين عليهم دور كبير في متابعة طفلهم ومراقبته حال شعورهم بشئ مختلف فيه عن باقي أقرانه، واكتشاف مواطن القوة والموهبة لديه، والعمل على تنميتها بشكل كبير واستثمار تلك الموهبة في أن يصبح شخصًا مختلفًا فيما بعد يبرع ويتميز في أمر من الأمور. لذا على الأسرة أن تقوم بدورها في محاولة التعرف على ميول طفلهم والتعرف على رغباته عن طريق مراقبته ومتابعة سلوكه واهتماماته ومعرفة ما يجذب تفكيره أو يلفت انتباهه ورد فعله تجاه ذلك مما ينذر بموهبته المحتملة في هذا الشأن. كما أن المراقبة والمتابعة هذه تفيد في التعرف على ممارسات وسلوكيات أطفالهم وخصائصهم السلوكية والتفاعلية وهو ما يساعد على الفهم الجيد لهم. وعليهم ألا يحقروا من أي شئ يقوم به طفلهم حتى وإن استصغروه، بل عليهم مساعدته وأن يشعروه أن ما يقوم به بالغ الأهمية طالما أنه يحب أن يقوم به ويوافق ميوله ويجعله يبتكر فيه أكثر. عليهم كذلك أن يجالسوا أطفالهم لفترات كبيرة ويشاركونهم أفكارهم وميولهم وذلك لتنمية التواصل الاجتماعي عند الأطفال مع المحيطين بهم وهو ما يؤدي إلى تطور مهارات كثيرة في الحديث واللغة والسلوك وغيرها.

كيف تكتشف الأسرة المواهب لدى الأطفال

كما يمكن للأسرة أن تتعرف على ميول أطفالهم وتكتشف مواهبهم عن طريق تقييم قدراتهم من خلال اللعب، وهو الفترة التي يقوم فيها الأطفال بالتصرف على سجيتهم دون حذر ويقومون بالتخيل والابتكار مع ألعابهم وشخصياتها ما يعبر عن مهاراتهم وميولهم الشخصية، ويمكن من خلالها معرفة قدرات الأطفال على التواصل أو التعامل مع المواقف الطارئة أو المشكلات التي قد تحدث، وكذلك قدرتهم على الابتكار والإبداع وقيام مهاراتهم العقلية والذهنية. وغير ذلك من الطرق التي على الأسرة اتباعها لاكتشاف موهبة أطفالهم والعمل على تنميتها.

رعاية الموهوبين

وبعد مرحلة المراقبة والمتابعة هذه لاكتشاف المواهب لدى الأطفال علينا أن نرعى مواهبهم في حالة إذا ما اكتشفنا ذلك، وأن نعمل على تنميتها دومًا وعدم كبتها أو الانحراف بها عن المسار. ورعابة الموهبة تأتي بعدة طرق من أهمها تشجيع الشخص الموهوب منذ الصغر وتحفيزه ليستطيع أن يعبر عن قدراته وموهبته بشكل كامل والعمل على توفير جمي الإمكانيات التي تنمي من هذه الموهبة قدر الإمكان. كما يجب العمل على توفير البيئة والمحيط الذي يؤدي إلى تنمية الموهبة وتساعد على الابتكار والإبداع. وعلينا كذلك أن نقوم بإرشاد أطفالنا إلى مختلف الطرق والوسائل التي تعمل على إمدادهم بالخبرات والمعرفة التي يحتاجون إليها لتنمية موهبتهم ولمعرفة كيفية استغلالها. ولعل التواصل مع الطفل منذ الصغر يُعد من الأمور المهمة جدًا فالتواصل والحوار وإجراء المناقشات يعزز من القدرة على التعريف بالنفس والتعبير السليم عنها والقدرة على الإبداع. وغير ذلك من الأمور التي يجب على الأسرة القيام بها لتنمية موهبة أبنائهم ورعايتها. والأهم هو أن على الأسرة عدم التمسك برسم حياة أبنائهم وعليهم فقط أن يساعدونهم ليكتشفوا أنفسهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top