مقال عن ثورة القاهرة الثانية

تمت الكتابة بواسطة:

ثورة القاهرة الثانية

بعد الثورة الأولى التي قام بها المصريين على الحملة الفرنسية وأسفرت عن نتائج ظالمة وقاهرة من إعدام وفرض ضرائب، لم ييأس المصريون من القيام بثورة أخرى لمقاومة طغيان الحملة الفرنسية، وفي العشرين من مارس عام ١٨٠٠ م (١٦ ذي القعدة ١٢١٤هـ)، اندلعت ثورة القاهرة الثانية بحي بولاق ثورة قامت من الشعب المصري ضد الفرنسيين في ٢٠ مارس ١٨٠٠م وانطلقت الثورة من حي بولاق صمد فيها المصريون لأكثر من شهر، في هذا التقرير نقدم الأحداث والنتائج.

قيام ثورة القاهرة الثانية

بينما كان الجيش العثماني يواجه الفرنسيين، قرر بعض المماليك والجنود دخول القاهرة وإشعال المقاومة بها فقامت ثورة القاهرة الثانية، وكانت أكثر تنظيماً وقوة من الأولى واستمرت لأكثر من شهر حتى قام كليبر بإطلاق القذائف من مدافعه وإحراق أحياء القاهرة في ٢١ أبريل ١٨٠٠ (١٦ ذي القعدة ١٢١٤هـ) فاستسلم الثوار من شعب مصر.

أحداث ثورة القاهرة الثانية

بخلاف ثورة القاهرة الأولى فقد ساند التجار والمشايخ وكبارات البلد الثورة وبذلوا الأموال لتوفير الأكل والشرب وتزعموا على رأس الثوار، منهم: السيد عمر مكرم نقيب الأشراف والسيد أحمد المحروقي شاه بندر التجار، الجميع من أهل القاهرة بالإضافة للمماليك والمغاربة والأتراك الذين يسكنون في القاهرة انضموا للثوار وتوجهوا إلى التلال التي توجد خارج باب النصر.

  • المرحلة الأولى من الثورة: وبدأت حيث استخدم الثوار السلاح والنبابيت والعصيان، وقام فريق آخر من أهالي القاهرة بالسير والهتافات ضد الفرنسيين، وتم الاشتباك مع بعض الأقليات وأسفرت تلك الاشتباكات عن العديد من الضحايا سواء من الشوام أو القبط أو غيرهم، أما الجانب الفرنسي فقد لجأ للتحسن بالمعسر بالأزبكية.
  • المرحلة الثانية من الثورة: قام الثوار بجلب بعض المدافع التي وجدوها عند الأمراء أو التي تركها الأتراك، وأحضروا موازين الحديد من الحرانيت والأحجار ليستخدموها بدل الجلل للمدافع ليضربوا مقر الفرنسيين في الأزبكية، وأسسوا مصنع بالخرفنش للبارود، كما اتخذوا مكان لإصلاح المدافع وصناعة العجل والجلل والعربات، ثم قاموا بتحديد مكان للأسرى، وأرسلوا العيون للتجسس على الفرنسيين لمعرفة خططهم، وعاقبوا كل خائن دون تهاون.
  • المرحلة الثالثة من الثورة: اشتعلت الثورة حتى وصلت حي بولاق وقاموا بمواجهة الفرنسيين بالرماح والأسلحة والعصا كما قتلوا حراس المعسكر وأخذوا كل ما فيه، وأسسوا الكرانك والمتاريس وقاموا بالاستعداد للجهاد، وواصل الثوار اليل بالنهار ولم ينم سوى الضعفاء والجبناء، كما قام الفلاحون بإرسال المؤن لأهل القاهرة.

بعد ذلك كان كليبر قد رجع إلى القاهرة بعد مرور ٨ أيام على قيام الثورة فوجد القاهرة قد أصبحت ثكنة حربية فقام بالحصار عليها بشدة ومنع وصول أي معونات لأهلها، كما أرسل لأحد زعماء المماليك مراد بك ليتفاوض على الصلح، ومن ضمنها تعيينه حاكماً على الصعيد بمقابل دفع ضريبة للحكومة الفرنسية ويأخذ هو من أهل الصعيد، وضمن له كليبر حمايته، وتعهد مراد بك بالتعاون مع الفرنسيين ومناصرتهم على أي وضع، لم يتوقف مراد بك عند محاولة إخماد الثورة بل قام بمعاونة الفرنسيين بالذخائر والسفن كما سلم بعض العثمانيين للجيش الفرنسي، وساعد على إحراق القاهرة.

انتهاء ثورة القاهرة الثانية

قام الجيش الفرنسي بدك مدافع الثوار وتشديد الضرب عليهم وإشعال النيران في المباني والقصور بالأزبكية، ومع كل هذا ظلت روح المقومة موجودة لدى المصريين وقام المشايخ من الأزهر والتجار بدعوة الناس للقتال ولكن الفرنسيين بطغيانهم قد انتصروا عليهم بسبب تفوقهم الحربي، فقد قام الفرنسيين بمذبحة في أهل بولاق وانتشرت الجثث في الشوارع كما سرقوا البيوت والقصور والحوانيت واعتدوا على البيوت، وهنا قرر علماء الأزهر السعي لحقن الدماء وقاموا بالتفاوض الذي كان من ضمن بنوده جلاء العثمانيون والمماليك عن القاهرة بأسلحتهم مقابل أن يوقف كليبر الأعمال الوحشية على أهل القاهرة والثوار، ولكن كليبر لم يلتزم بالعفو كما تعهد فقام بفرض الضرائب والغرامات الباهظة وأعدم بعض القادة البارزين للثورة مثل السيد أحمد المحروقي وصادر أملاك الأعيان، وسجن الكثير وفرض على الجميع دفع مبلغ لمدة سنة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: