٢, ٣ معنى اسم الله الرحمن والرحيم

تمت الكتابة بواسطة:

أسماء الله الحسنى, الرحمن

ثم قال الرحمن، ونضم إليه الرحيم. فهما يدلان على صفة واحدة وهي صفة الرحمة. والرحمة في أصل اللغة هي الرقة والعطف والرأفة. والله جل وعلا رحمن له الرحمة العامة في الدنيا لجميع الخلق، وفي الآخرة للمؤمنين.

معنى اسم الله الرحمن والرحيم

قال الله جل وعلا “الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم” وهي تدل اتصاف الله جل وعلا بالرحمة وبالإحسان للعباد، وبأن رحمته وسعت كل شيء بحسب ما تقتضيه حكمته جل وعلا.

والرحمة رحمتان:

رحمة التي هي صفة الله جل وعلا، ورحمة مخلوقة وهي الجنة. وأجمع أهل العلم أنه لا يجوز أن يُسمى الرحمن لغير الله سبحانه وتعالى ولا أن يوصف به غير الله، ولا يقال فلان رحمن، ولكن يجوز في الرحيم، كما قال الله جل وعلا عن نبيه “بالمؤمنين رؤوف رحيم”، فيجوز ذلك.

وأثر هذان الاسمان من أسماء الله الحسنى عظيم إذا كانت الرحمة من الله سبحانه وتعالى. فترجو رحمة من؟ تلتجأ إليه سبحانه وتعالى، تسأله الرحمة “يا رحمن ارحمني” “يا رحيم ارحمني” تتودد إليه جل وعلا، فهو الرحيم.

ورحمته واسعة، ورحمته سبقت غضبه جل وعلا، يقبل القليل ويجازي عليه بالكثير، ويعفوا عن الكثير من السيئات والمعاصي، وهذا من رحمته جل وعلا.

لذلك، حتى العبد يدخل الجنة برحمة الله ليس بعمله. قال النبي صلى الله عليه وسلم “لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه”.

ومن رحمته جل وعلا أن أناساً من أهل المعاصي والكبائر إن ماتوا ولم يتوبوا، فمنهم من يتجاوز الله سبحانه وتعالى عنه برحمته.

فجاء في الحديث “إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه”. طبعاً بعض الفرق المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة حرفت في هذا الاسم الرحمن الرحيم، وقالوا هذا مجاز.

ثم ما الذي جعلهم يقولون مجاز؟ قالوا الرحمة هي رقة في القلب، هذا أكبر إشكال وقع فيه المعطلون لصفات الله، أنهم قاسوا الله جل وعلا بخلقه، قاسوا الله العظيم الجليل بخلقه، فوقعوا في هذا النفي والتعطيل لصفاته جل وعلا.

أسماء الله الحسنى, الرحيم

ثم كيف تصفون المخلوق بأنه رحيم وفيه رحمة وتجعلونها حقيقة وتنفونها عن أرحم الرحمين، فتقولون هي مجاز، فلا شك أن هذا من الضلال المبين.

هل يعجز ربنا سبحانه وتعالى بدلاً من أن يقول ” الرحمن الرحيم” يقول “أنا أُنعم على عبادي حتى تجعلون معنى الرحمة هي الإنعام”؟

رحمة تليق بجلاله سبحانه، وسعت كل شيء، والإنسان إن اتصف بالرحمة فهي رحمة ضعيفة هزيلة قاصرة كضعفه وقصوره.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: