خلق وغرس مشاعر الانتماء والولاء للوطن في قلوب الأبناء

تمت الكتابة بواسطة:

من المعروف أن كل إنسان يوجد في داخله فطرة تتعزز بداخله الانتماء والولاء لوطنه. ولكن يجب أن تتكاتف جميع الجهود من مؤسسات حكومية وتعليمية وخاصة من أجل تعزيز وغرس حب الوطن لدى الإنسان عن طريق العمل والاجتهاد والتوعية، كما يجب أيضًا غرس هذه القيم كذلك لدى الأبناء وتربيتهم على تلك القيم والمشاعر من أجل الانتماء للوطن.

كيف يمكن خلق مشاعر الانتماء والولاء للوطن في قلوب الأبناء؟

يقول الأستاذ “سلطان الزهراني”، خبير التنمية البشرية، أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى للإنسان فطرة الانتماء لوطنه؛ فالإنسان منذ بدء الخليقة قد تعلم الزراعة والصيد والاستفادة من البيئة المحيطة، ومع مرور الوقت فإن الإنسان يصبح في داخله مشاعر الولاء لوطنه، وبالتالي فهو يقوم بنقل هذه المشاعر لأبنائه.

والجدير بالذكر أن الإسلام قد أقر بأمر الانتماء للوطن؛ فالإسلام قد دعا إلى ثبات المجتمع وتماسك المجتمع، وتماسك من يدير هذا المجتمع، وبالتالي فإن هذه الفطرة تعتبر فطرة موجودة في طبيعة الإنسان. ولكن من الضروري معاونة المجتمع ومعاونة مؤسسات الدولة في استدامة هذه الفطرة واستدامة هذه المشاعر.

ومما لا شك فيه أن مرحلة الطفولة لا تقل أهمية عن مرحلة البلوغ في مسألة حب الوطن، ولكن يجب أن ندرك أن الجيل الحالي يختلف تمامًا في تفكيره عن الجيل السابق، ومن أجل ذلك فإن غرس قيم الحب والانتماء في نفوس الأطفال تأتي من عوامل متغيرة.

وبالنسبة لمدربين التنمية البشرية فإنهم يتجهون جميعاً إلى البحث عن الوسائل التي تحقق نفس الهدف وهو الولاء للوطن ولرئيس الدولة والحكام.

ولكن أسلوب طرح ونقل هذه المعلومات يختلف بالنسبة للأطفال أو البالغين. وبالتالي للاستمرار والبقاء على هذا الوضع يجب غرس الولاء للوطن لدى الجيل القادم.

كما يقول أ. “الزهراني”، أن الأسرة والمجتمع والمؤسسات يجب أن تتكاتف جميعًا من أجل نفس الهدف وهو غرس الولاء للوطن.

ولكن بالنسبة لنظرية كومب: فإن غرس أي مفهوم تعليمي لدى الأبناء يتم من خلال أربع محاور؛ المحور الأول هو الشعور، والمحور الثاني وهو الرؤية والمشاهدة؛ وذلك من خلال قدرة الطفل على مشاهدة إنجازات الدولة من خلال الزيارات أو الأفلام أو وسائل الإعلام، أما المحور الثالث يعتمد على عملية التفكير في الأضرار التي سوف تنتج من عدم الولاء للوطن، وبالنسبة للمحور الرابع فهو الفعل؛ وذلك من خلال التطوع أو القيام بالخدمة الوطنية، وجميع هذه السبل والمحاور مجتمعة تهدف إلى غرس الولاء للوطن في الأبناء.

دور النظام التعليمي في تعزيز الولاء والانتماء للوطن

أردف أ. “سلطان”، أن النظام التعليمي له دور هام جدًا في غرس الولاء للوطن في الأبناء؛ فالنظام التعليمي يجب أن يقوم بالتركيز على الفعل؛ فإذا قمنا بإعطاء الطالب الفرصة لكي يفيد المجتمع ويفيد الدولة من خلال النظام التعليمي فإن الطفل سوف يتعلم ويطبق ذلك فعليًا ويرى نتائج أفعاله وإنجازاته الإيجابية التي قام بها، وبالتالي فإن هذا النظام يصبح نظام متكامل.

ختامًا، ينصح أ. “الزهراني”، مؤسسات الدولة سواء كانت حكومية أو مؤسسات خاصة بعدم التركيز فقط على الإنتاجية الحالية، وإنما يجب أن تفكر على المدى الطويل، كما يجب أن تقوم باستغلال مجهود الموظف في مصلحة الوطن؛ فمثلًا من المعروف أن كل إنسان يعمل من أجل الحصول على راتب ويزداد في الخبرة، ولكن يجب أن يؤمن الإنسان أن العمل الذي يقوم به يصب في مصلحة الوطن، وبذلك يستطيع الموظف أن يعمل بجهد أكبر وساعات إضافية، وإضافة إلى ذلك فإن هذا الشخص يستمر في العمل في هذه المؤسسة لفترة أطول.

وبذلك نعزز لدى الإنسان الحب والولاء للوطن ويحصل كلًا من الموظف والمؤسسة والدولة على الفائدة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: