ما هي مفاتيح الرزق

صورة , الرزق , قراءة القرآن , الاستغفار
قراءة القرآن

الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد ،فإن الله عز وجل برحمته قدر الأرزاق كما قدر الآجال وجعل لها مفاتيحا بها تستفتح خزائنه وتستنزل رحماته وفي هذه السطور نستعرض بعضا من مفاتيح الرزق مسترشدين في ذلك بالكتاب والسنة.

مفهوم الرزق

بداية أشير إلى مفهوم خاطئ عن حقيقة الرزق فالبعض يظن أن الرزق هو المال فحسب، لكن في الواقع فإن دائرة الرزق تتسع فتشمل كل عطاء من الله تعالى لعباده سواءا كان مالا أو ذرية أو عافية أو بركة أو طاعة يوفق إليها العبد أو قناعة وكفاية.

كل هذا من الرزق ولله حكمة في بسط الرزق لبعض عباده وتضييقه على البعض الآخر، فمن حكمته في قضية الرزق ما جاء عنه وهو العليم بخلقه (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ).

المفتاح الأول: تقوى الله عز وجل

إن التقوى من أعظم أسباب الرزق والفرج وأكثرها نفعا حيث أن الله يتفضل على عباده المتقين بالتوسعة عليهم وإكرامهم والتفريج عنهم ويدل على ذلك قول تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)وتقوى الله في قضية الرزق بأن نطلب الرزق الحلال وأن نبتعد عن أبواب الحرام كالغش والاحتيال والسرقة والربا والرشوة .

ولقد كانت المرأة من نساء السلف توصي زوجها إذا خرج من بيته يسعى على رزقه وتقول له اتق الله ولا تطعمنا الا الحلال الطيب فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على عذاب الله، ومن مظاهر التقوى في قضية الرزق آداء الحقوق لأهلها كالزكاة المفروضة والصدقات وجميع الحقوق المتعلقة بالمال.

المفتاح الثاني :التوكل على الله

ومعنى التوكل هو اليقين والإعتقاد ان الله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين مع مباشرة الأسباب من عمل أو سعي، ولقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- حقيقة التوكل كما جاء في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا) ومعنى تغدوا خماصا وتروح بطانا أن الطير تخرج من أعشاشها أول النهار وهي جوعى ثم تعود من آخر النهار ممتلئة البطون، وهذا الحديث أصل في التوكل الصادق الذي يستجلب به الرزق أما أن يجلس الإنسان في بيته ويزعم أنه متوكلا فهذا تواكل وتكاسل عن مباشرة الأسباب والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وإنما بالسعي الدءوب مع التوكل تحصل الأرزاق.

المفتاح الثالث: صلة الرحم

إن صلة الرحم باب عظيم من الأبواب التي تستفتح بها خزائن الله عزوجل وتستجلب بها الأرزاق وتتنزل بها النعم والبركة، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) والبسط في الرزق بمعنى الكثرة والنماء والسعة والزيادة فيه حقيقة وحكما، ولقد مدح الله عباده الذين يصلون الأرحام وعدهم من الفائزين برضوانه وجنته.

المفتاح الرابع: الاستغفار

إن من يلزم الاستغفار يجعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال الله تعالى:( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) إن للإستغفار أثرا عظيما في قضية الرزق شريطة استحضار النية الصادقة وحضور القلب واليقين الصادق أن الله لا يخلف الميعاد ولا يرد من تضرع اليه ودعاه.

مما يروى في الأثر من قصص بني إسرائيل أنه لما حل الجدب وانقطع المطر خرج موسى الكليم عليه السلام ومعه سبعين من صالحي قومه إلى الخلاء وأخذوا يتضرعون إلى الله أن ينزل المطر ولكن الله عز وجل لم يستجب لهم ولم ينزل المطر فقال سيدنا موسى يارب لم لم تجب دعاءنا فقال الله عز وجل: إن بينكم رجل عاص أخرجوه من بينكم حتى أستجيب لكم فنادى موسى في قومه أن فيكم رجل عاص لا بد أن يخرج حتى يستجاب لهم، هنالك توجه الرجل العاصي إلى الله مستغفرا وتائبا وراجيا من الله أن يغفر له وان يستره ولا يفضحه فنزل المطر منهمرا فتعجب موسى وقال يارب نزل المطر ولم يخرج الرجل العاصي قفال الله لقد تاب إلي واستغفرني فقال سيدنا موسى: من هو يا رب فقال الله عزوجل: يا موسى سترته وهو يعصيني فكيف أفضحه بعد أن تاب؟!

أضف تعليق

error: