قصة لعله خير.. موعظة وعبرة للمواقف الصعاب في حياتنا

قصة لعله خير

لعله خير من الله، ننطقها ولا ندري بخباياها، تلك هي الكلمة التي يمكن ان تجعل حياتنا أفضل، وهي محور قصه اليوم. فما احوجنا الى ان نقول لأنفسنا ولمن حولنا: اصبر واحتسب، فلعله خير.

قصه اليوم هي التي توصيك بالتريث والصبر وأخذ العظة والعبرة ممن حولك من الناس ممن يتعرضون لمصائب كبيره ومشاكل لكنهم صبروا واحتسبوا الاجر والثواب عند الله عز وجل وقالوا في أنفسهم لعله خير.

قصة لعله خير

يُحكى أنّ رجلاً له سبعه اولاد وقد رزقه الله سبحانه وتعالى بهم، وقد ابتلاه في نفس الوقت من خلالهم، حيث ان السبعة قد ابتلاهم الله بالعمى، فهم من فاقدي البصر.

الاب الذي يعيش حياه متوسطه ويشكر الله عز وجل على السَّتر، واساله سبحانه ان يلهمه الصبر.

سمع هذا الأب بطبيب مختص صف يقال انا لديه القدرة على اجراء عمليه جراحيه تعيد البصر لاثنين من ابناءه.

فما أجملها من بشارة لهذا الرجل، فمن ناحية سيكون الحمل عليه اقل، فرعاية ٥ ابناء اهون من رعاية ٧.

ومن ناحية اخرى فان الاثنان اللذان سيشفيان من مرضيهما يمكنهما ان يساعدا ابيهما في رعاية الخمسة الاخرين.

وما لبث ان ذهب هذا الاب الى عيادة الطبيب، وقد تدبر تكلفة هذه العملية الجراحية، والتي تبلغ الفي درهم (٢٠٠٠).

وها قد وصل الأب الى عيادة الطبيب بسيارته المتواضعة، ومعه مبلغ العملية الذي ستجرى لأبنائه الاثنان.

وقد صعد الاب الى العيادة ليسال ويناقش الطبيب عن كل الامور المتعلقة بهذه العملية ومن تم الاتفاق عليها وترتيب كل الامور.

وبالفعل تم ذلك، ثم ترجل الاب الى موقف السيارة ليأتي بتكلفه العملية من أدراج السيارة، حيث ترك الاموال بها.

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فكانت المفاجأة، فان السيارة قد سُرقت هي وما بداخلها.

وهنا اصيب الاب بصدمه كبيره، فالسيارة المتواضعة التي تقضي حاجته من المشاوير والرحلات القصيرة وتحمل اغراضه، قد سُرقت.

بل، وقد سُرق أيضًا المال الذي كان من المقرر ان يكون هو تكلفه اجراء العملية الجراحية لاعين ابناؤه الاثنان.

فما اكبرها من كارثه ومصيبه حلت على هذا المسكين.

ذهب الرجل الى مركز الشرطة، وحكى للضابط الامر بأكمله.

حاول الضابط تهدئة الرجل والشد من أزره، وقال له اطمئن يا سيدي، لعله خير.

لكن الرجل البائس، قال في نفسه: ما الخير في ذلك؟ في السيارة التي سرقت؟ في المال الذي ضاع؟ في الولدين اللذان كانا يتمنيان الشفاء؟ واخذ الرجل يعد المصائب في نفسه ثم رحل وكأنه يحمل على عاتقه كل مصائب هذا الكون.

تمر الأيام، ثم تستدل الشرطة على مكان السيارة، التي قام بسرقتها بعض الصبية، وعندما فرغت السيارة من الوقود تركوها في أحد الاماكن النائية، لتعثر عليها الشرطة، ومن ثم بالاتصال بالضابط المسؤول عن هذه القضية، والذي يسألهم بدوره: قوموا بالبحث في ادراج السيارة، هل هناك اموال (يقصد بالطبع الألفي درهم تكلفة العملية).

فاذا بالجنود يعثرون فعلا على الاموال.

ويسرع الضابط المتلهف لإسعاد ذلك الاب الذي رحل من مكتبه وهو بائس حزين، وقام بالاتصال به، وطلب منه الحضور الى مركز الشرطة.

وفور وصول الرجل قال له الضابط: لك عندي بشرى سارة، فقال الرجل: وانا ايضا لدي بشرى سارّة.

فقال له الضابط: أخبرني بتلك البشرى رجاءً.

فرفض الرّجل، وقال للضابط: لا، بل أخبرني أنت أولاً.

فقال الضابط: يا سيدي، لقد عثرنا على سيارتك، بل وقد وجدنا بها المال أيضًا، وكل شيء بخير لم ينقص ولم يُمس ولم يتلف منهما شيء.

يقول الضابط في نفسه: فلم أشعر بأن الرجل تغيّر حالة كثيرًا، عكس ما كنت أعتقد، فما كان من الزيارة الأخيرة حين قام بالإبلاغ عن ضياع المال والسيارة، يوحي بشكل قوي أن خبر رجوعهما سيكون بمثابة فرحة كبيرة ويوم عيد على هذا الإنسان البسيط.

فقال الضابط للرجل: ماذا بك يا سيدي؟ ألم تُسعدك الأخبار؟

فقال الرجل: سأخبرك بدوري الآن عن مفاجئتي السّارة أيضًا..

وأكمل: لقد شُفي ولداي.

الضابط: ماذا؟ كيف حدث هذا؟

الأب: من عند الله عز وجل، وبدون جراحة ولا طبابة، فقط وبدون مقدمات، وجد الولدان أعينهما ترى، الحمد لله رب العالمين.

الضابط: الحمد لله، مبارك عليك يا سيدي، وها الآن قد شُفي ولداك، وقد رجعت السيارة، وقد احتفظت بمالك. ذلك من فضل الله تعالى عليك، ألم أخبرك: لعله خير.

انتهت..

تأمّل معي عزيزي القارئ، فقد شفى الله –الحليم– أبناء الرجل الاثنان، بدون عملية جراحية -من يعلم مدى نجاحها، ولربما فشلت- وحينها يخسر الرجل ماله وشفاء ولداه.

كما أن حزنه على ضياع المال والسيارة قد تبدَّل، وكأن الله -عز وجل- أراد أن يمنع الرجل من دفع المال للطبيب لإجراء عملية لولداه، اللذان كانا سيشفيان بقدرة الله -تعالى- وبدون مال.

وكأنّه -سبحانه- منع السيارة والمال عن الرجل بعض الوقت لكي يستفيد من المال ويُشفى أبناءه بلا تكلفة ولا عمليات جراحية.

العِظة والعبرة من القصة

نعم، لعله خير، لا تحزن على مصيبة تحِلّ عليك ولا مشكلة تقع بها، فإن الله -عز وجل- يمنع عنك شيئًا ليمنحك شيئًا أفضل، فلكل محنة منحة.

وبعد هذه البحكاية، تذكر قول الله عزَّ وجل ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح: ٥، ٦].

وتدبَّر حديث المصطفى ﷺ حين قال: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.

ملاحظات حول القصة

  • القصة حقيقية.
  • تم سرد القصة بواسطة الشيخ نبيل العوضي.
  • قِس القصة على مشاكل مختلفة من حياتك وحياة من حولك واكتشف الفائدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top