قصة قارون في سورة القصص – مختصرة

قصة قارون في سورة القصص – مختصرة

سنتعرف في هذا الموضوع على قصة قارون من خلال تفسير سورة القصص من الآية السادسة والسبعين إلى الثامنة والسبعين، والآيتان واحد وثمانون واثنان وثمانون.

تفسير سورة القصص الآيات [76 – 78]

قال ﷻ ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾.

إن قارون كان كافرًا جبارًا متكبرًا، وينبغي على المسلمين أن يتجنبوا التشبه بأي خصلة من خصاله، وعليك أن تتجنب هذه الخصال، وقد تفضل الله عليه فأعطاه من الكنوز والأموال المدخرة ما إن مفاتيح خزائنه لتثقل بالجماعة من الرجال الأشداء، وبدلاً من أن يشكر ربه بغى على قومه ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ | وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾.

نصائح قوم قارون له

نصحه قومه بعده نصائح منها:

  • ألا يفرح بطرًا متكبرًا.
  • أن تكون الآخرة مهمة، وهذا لا يمنع أن يتمتع بالحلال في الدنيا.
  • أن يُحسن إلى الناس بالصدقات.
  • ألا يعيث في الأرض فسادا.

هل استجاب قارون لنصحهم؟

قال ﷻ ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾.

بل ادعى أن الله رضي عنه، وفضله، على غيره على علم علمه الله منه وختمت الآيات ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾.

أنكر الله عليه أنه لم يعتبر بمن سبقوه ممن أهلكهم الله، وكانوا أكثر منه قوة وجمعاً للمال، ثم قال الله ﴿وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾.

قال ﷻ ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.

تحدث الله عن تمني الذين تعلقت قلوبهم بالحياة الدنيا أن يُعطوا مثل ما أُعطى قارون، لأنه على حد وصفهم لذو حظ عظيم أي؛ لذو نصيب وافر من الدنيا.

قال ﷻ ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ﴾.

الذين أوتوا العلم من أحبار بني إسرائيل علموا أن ما أعده الله للصابرين على طاعته وعن شهوات الدنيا لهو أفضل لهم مما أُعطى قارون.

كيف كانت نهاية قارون؟ تفسير سورة القصص الآيات [81 – 82]

قال ﷻ ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ﴾.

خسف الله به وبداره الأرض ولم يجد من يدفع عنه العذاب.

كيف أصبح من تعلقت قلوبهم بالدنيا؟

قال ﷻ ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾.

ندموا وآمنوا بأن الرّزاق هو الله، واعترفوا بتفضل الله ومَنه عليهم.

تفسير الآية [83] من سورة القصص

قال ﷻ ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

أخبر الله في هذه الآية أنه جعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علوا، أي؛ تجبراً في الأرض ولا فسادا، وأخبر سبحانه أن حسن الخاتمة إنما يكون لمن اتقى الله ﷻ.

تفسير الآية [84] من سورة القصص

قال ﷻ ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

إنها الآية التي خُتمت بها قصة قارون في السورة، وفيها أخبر الله أن من جاء في الآخرة بالحسنة فله خير منها بالفوز بالجنة، ومن جاء بالسيئة فلا يؤاخذ إلا بقدر سيئته. وبهذا نكون قد أنهينا تفسير آيات قصة قارون في سورة القصص.

الخلاصة

تعلمنا في هذا الدرس قصة قارون، وأما عاقبته فقد خسف الله به وبداره الأرض، ولم تنصره أي فئة، وهنا تغير موقف من افتُتن بقارون فندموا وأيقنوا أن مصدر الرزق هو الله، وأدركوا تفضل الله عليهم حيث لم يخسف بهم الأرض. وأخيرا ختم الله ﷻ القصة بأن العاقبة للمتقين.

أضف تعليق

error: