قصة قصيرة عن الزكاة وفضلها

تمت الكتابة بواسطة:

والدَّوْر الآن على واحِدة من أكثر القصص جمالا ووعظًا وفائِدة. هي قصة قصيرة عن الزكاة وفضلها وأثرها في حياة المسلم ونمو ماله ورزقه.

قصة قصيرة عن الزكاة وفضلها

قصة قصيرة عن الزكاة

شاب أندونيسي يعمل بإحدى الشركات بمدينة الدمام بالسعودية. ويعمل معه ثلاثة من العمال من بلاد عربية في أعمال صعبة، ويتقاضون القليل من الأجر. ويقطن الأربعة معا في حجرة واحدة.

في أحد الأيام حدث حريق في حجرتهم. وعند سماعهم للخبر أسرعوا إلى هناك. فوجدوا الحجرة بأكملها كالرماد. كل ما يملكون احترق، حتى ملابسهم.

وإذا بهم يعثرون على كشكول من الورق قد احترق من الأطراف ولكنه غير محترقٍ من الوسط. فالتقطه أحد العمال العرب فإذا بمبلغ من المال يتساقط. إنه الشيء الوحيد بالغرفة الذي لم يحترق.

أصيب هذا العامل بذهولٍ شديد. وتساءل: كيف نجا هذا المبلغ وكل ما حوله محترق! فإذا بالشاب الأندونيسي يبكي قائلا: إنها نقود الحج.

ثم أخذ يقص قصته قائلا: أنا شاب جامعي من أسرة فقيرة. لا أجيد اللغة العربية، وأريد تعلم تجويد القرآن وحفظه. وأنا قرأت مرة إعلانا يريدون فيه عمال نظافة بالحرم. ومع أنني جامعي إلا أنني قلت أعمل بالحرم أي شيء حتى لو عامل نظافة.

ولكن قدر الله أن أرسلوني للدمام. ورغم أن راتبي قليل جدًا إلا أنني كنت أدخر منه قدر الإمكان. ويعلم الله أتعبني ذلك لكي أقضي فريضة الحج.

فسبحان الله الذي حفظ لي ما لي. وأنا لا استعجب هذا. فقد حدث مع والذي من قبل حينما كنت صغيرا ولا أعرف معنى الزكاة.

حيث كان أبي يدخر من ماله للزكاة. ويضع ما يدخر في حديقةٍ صغيرة لنا خارج البيت، خوفا من اللصوص الذين يسطون على البيت.

وعندما نذهب في الصيف إلى قريتنا يذهب أبي إلى الحديقة التي وضع فيها مال الزكاة ويأخذه ويعطيه للفقراء من أبناء قريتنا.

وفي سنةٍ ذهب أبي ليحضر مال الزكاة الذي غلفه بورق الجرائد وفي كيس من البلاستيك. وعندما فتح أبي الكيس وإذا بكل ورق الجرائد أكلتها الفئران. ودُهش أبي وهو يفتح تلك الأوراق. وهي تتساقط من يديه قطعا صغيرة.

وبدأ يردد: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وإذا به يجد النقود. فرفع أبي يديه إلى السماء وهو يحمد الله ويشكره. وقال لنا: هل عرفتم يا أولادي لماذا نجى الله هذه النقود ولم تأكلها الفئران؟ لأنها أموال زكاة.

وتابع العامل الأندونيسي كلامه قائلا -وهو يبكي بدموعه-: والله يا إخوتي كلما أتصل بأمي بين الحين والآخر لأطمئن عليها، والله لا تسألني عن صحتي ولا عملي. ولكن سؤالها الوحيد كم حفظت من القرآن؟ ثم توصيني بالزكاة والحج.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ | وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: