فيلا كازامور.. تحفة معمارية شرقية أعلى جبال الألب

أعلى جبال الألب بالقرب من مرتفعات سانت مارتن فيلا خالدة تتحدي الزمن بأسلوبها المعماري الفريد تقف بشموخ وآصاله تسمى حاليا فيلا “كازامور”.

على بعد 100 متر خارج أسوار مدينة جرينوبل وبالتحديد فوق صخرة “كازاموري” قام جوزيف في عام 1855 ببناء ذلك المبنى على الطراز الشرقي مستخدما الخرسانات الجاهزة والتي كانت تعد أحد أساليب البناء المتطورة جدا في ذلك الحين ليصبح مسكنا يجمعه مع زوجته وأطلق عليه فيلا “منغوليا” لتبقى شامخة حتى الآن كشاهد أخير على تطور العمارة الإسلامية في القرن التاسع عشر ومهارة الحرفيين الذين إستقدمهم صاحب المكان من بلاد المغرب لتنفيذ حلمه الشرقي.

يتميز التصميم المعماري الفريد للمنزل بروحه الشرقية ذات الطراز الإسلامي المغربي المختلف تماما عن المعمار السائد في فرنسا خلال تلك الحقبة وكأن تلك المساحة تم إقتطاعها من بلاد الشرق نقلها إلى فرنسا.

بعد وفاة أصحاب المنزل تعرض للكثير من التخريب والتدمير ولكنها أبت أن تنهزم أمام عوامل الزمن وأيادي المخربين حتى قامت وزارة الثقافة الفرنسي وبعض الجمعيات الوطنية للمحافظة على التراث بشراء الفيلا وترميمها عام 1981 ثم تصنيفها كإحدى المعالم التاريخية في عام 1983 لتصبح الآن من أهم المزارات السياحية في منطقة جرنوبل وأطلق عليها إسم “فيلا كازامور” نسبا للصخرة التي تحمل الفيلا على عاتقها منذ سنوات طوال.

نري الإبهار في الزخارف الموجودة على الأعمده وأيضا الأرابيسك المستخدم بحرفيه لإظهار الطابع الشرقي والمتضافر مع فصوص الزجاج المنفوخ داخل الجبس بأسلوب فريد ومنمق وتبرز الحديقة بزهورها الغريبة وألوانها، وتتداخل  المدرجات على شكل ممرات  بتناسق مع الحديقة ومشاتل البرتقال داخل الأحواض والأصص ونقوش الساعات الشمسية الثلاثة على شكل زهرة عباد الشمس ونشاهد تماثيل الحدائق حيث التمثال يعبر عن نفس الحالة وروح المكان.

نجد الجزء الخلفي من الفيلا يتجه إلى حديقة الشتاء المغلقة بواجهة خشبية مرتفعه  المستوحاه من منازل مضيق البوسفور، وتم تزين واجهة المنزل بالكامل بالبلاط الشرقي القادم من الشام ليعطي منظرا بديعا يأخذنا إلى طراز من قلب بلاد الشرق.

ويبقي المكان شاهقا شامخا يتحدي الزمان لينطق بالروح الشرقية في قلب أوروبا.

أضف تعليق

error: