صلة الرحم بركة العمر والرزق

صورة , جبر الخواطر , صلة الرحم
جبر الخواطر

الإنسان في هذه الحياة ضعيف، واهن القوى لا يملك لنفسه شيئا من النفع أو دفع الضر، وهو وحده لا يقوى على مصاعب الحياة ومشقاته، مهما بلغ من قوته ومهما كانت أحواله، فهو دائما بحاجة إلى السند والدعم والتعزيز ممن حوله، ولا يجد الإنسان في شدته إلى من جمعته بهم رحم، وربطته بهم صلة أو قرابة، فالقرابة هي أو من يفزع إليها الإنسان إن اشتد به الضرر أو أحاط به الخطر.

لأجل ذلك وأكثر كان للرحم في ديننا الحنيف مكانة عظيمة، وكان لصلة الرحم شأن كبير وأي شأن؟؟؟

وهنا في هذا المقال سوف أذكر نفسي وإياك عزيزي القارئ بأهمية صلة الرحم ومكانتها في الشريعة الإسلامية، ومدى حرص الإسلام عليها، وسوف نتذكر فضلها وما أعده الله من حسن الثواب لواصلها، وما توعد به قاطعها، والله الموفق والمستعان.

تذكير بأهمية الرحم وصلة الرحم في الكتاب والسنة

إننا في زمن كثرت فيه المشاغل وتكالبت على الناس الهموم والمتطلبات، وتوارت فيه القيم واختفت فيه الصلات العاطفية بين الناس، في هذا الزمن يصبح من الواجب علينا كل حين أن ندق ناقوس الذكرى، فنذكر الناس بما نسوه وما لهتهم عنه الحياة ، فالعمر محدود السنين، والأيام تمر في لمح البصر، لذا يجب أن نفيق من ثباتنا ونحصل الخير والبركة بصلة الأرحام ، والتقرب إلى الله بما يحب، ولنحرص على ما ينفعنا يوم نقف بين يدي الله عز جل.

ولقد وردت عدة آيات فيما يتعلق بصلة الأرحام وأهميتها نذكر منها على سبيل المثال: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)، وفي هذه الية يتوعد الله قاطعي الأرحام باللعن، واللعن هو الطرد من رحمة الله، والعياذ بالله.

ومن الأحاديث التي تبين بوضوح مكانة صلة الأرحام وزنتها في ميزان العبد ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله ” وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله: إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك. قالت: بلى. قال: فذاك لك “.

ومن التحذير من قطع الرحم ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (لا يدخل الجنة قاطع رحم).

من هم ذوي الأرحام؟

إن ذوي الأرحام كلمة تشمل كل أقارب الإنسان ومن تربطه بهم صلة الدم، من الآباء والأمهات والأبناء والاخوات والخالات والعمات، وغيرهم، وتختلف درجة وجوب صلة الرحم باختلاف درجة القرابة، وصلة الرحم في كل حال من أوجب ما أوجبه الإسلام على أتباعه، وحث عليه.

ثمار صلة الرحم التي ينعم بها الفرد في الدنيا والآخرة

صلة الرحم من الأمور التي لها فضل عظيم، وأثار طيبة على الفرد على المجتمع بأسره، فالمجتمع الذي يحرص أفراده على صلة الرحم، ويحسنون إلى ذوي القرابة، ويمدون يد العون لذويهم وأهليهم، غالبا ما يكون مجتمعا مترابطا قويا، تنتشر فيه المودة ويسوده الحب والوئام والسلام وتتوارى فيه الأحقاد والبغضاء، ولكن ليس هذه هي الثمرة الوحيدة لصلة الرحم، بل إنها من الأعمال التي يسعد الفرد بثمارها وينعم بفضلها في الدنيا والآخرة، ومن ذلك ما يلي:

من المعلوم أن صلة الرحم سبب من اسباب طول العمر، وسعة الرزق وهذا ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله: (من أحب أن يبسط الله له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه)، وقد اختلف العلماء في المقصود من الحديث، فقال بعضهم المقصود البركة في الرزق والبركة في العمر، وقال آخرون أن المقصود الزيادة الحسية الملموسة في الرزق والعمر، وأيا كان المقصود فكلاهما خير!

من أطيب الثمرات أن الله يرزق الواصل ميتة سوية، ومردا طيبا، ويقيه ميتة السوء وهذا أمر عظيم وأمنية غالية للمسلم، حيث يقول –صلى الله عليه وسلم-: (إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بها في العمر ويدفع بها ميتة السوء ويدفع بها المكروه والمحذور).

ومن ثمراتها كذلك أنها مكفرة للذنوب وماحية للخطايا.

ومن ثمرت صلة الرحم أنها تورث الإنسان حب أهله وحسن الذكر بينهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top