شروط وأداب أضحية عيد الأضحى

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , عيد الأضحى , الأضحية
عيد الأضحى

ما هي الأضحية؟

قال ” الشيخ محمد حسان” الأضحية هي ما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر (يوم العيد) وأيام التشريق تقرباً لله تعالى، قال جل وعلا ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر:1-2-3].

النحر: الذبح.
وقال جل وعلا ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ﴾ [الحج:36].

وقال جل وعلا ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج:37] ، فلن ينال الله منها اللحوم فالله غني عن العالمين.

والأضحية أيتها الأحبة الكرام قد إختلف أهل العلم في حكمها، فمن أهل العلم من يرى أن الأضحية واجبة على كل قادر، فمعنى واجبة يأثم تاركها ويقع في الإثم من ترك الأضحية، فهذا قول لبعض أهل العلم فمن رحمة الله جل وعلا أن جمهور أهل العلم يقولون إن الأضحية سنة مؤكدة يكره تركها مع القدرة عليها.

فيا من مَن الله عز وجل عليه بالمال ووسع الله تبارك وتعالى عليه بالحلال الطيب لا تحرم نفسك من الأجر ولا تحرم نفسك من هذا الخير وأعلم أن مالك الحقيقي هو ما تقدم في حياتك أما ما تتركه من مال فليس لك بل هو للورثة وستسأل عنه وأنت بين يد الله جل وعلا، وقال الحبيب المصطفى لأصحابه يوماً: (أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ).

فمالك الحقيقي هو ما تبذله الأن بيدك فقدم أخي الحبيب لنفسك والله يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلقٍ جديد وما ذلك على الله بعزيز، عاهد ربك الأن تبارك وتعالى يا من وسع الله عليه على أن تضحي هذه السنة وأسعد الفقراء وتقرب الى رب الأرض والسماء، فكنت العام الماضي قد ضحيت ببقرة والبقرة تجزء عن سبعة أفراد بفضل الله جل وعلا أو ببدنة والبدنة تجزئ على سبعة أفراد وهذا قول جماهير أهل العلم بفضل الله جل وعلا، فلِما لا تعاهد ربك العام وقد وسع عليك فأنظر الى فضل الله عليك في سنة زادك الله من فضله ووسع عليك، فكنت في العام الماضي رزقك الله برزقٍ ما وهذا العام وسع الله عليك فوسع على نفسك بالتوسعة على الفقراء والمساكين.

وعاهد ربك العام يا من ضحيت العام الماضي ببقرة أو ببدنة أو بشاة أن تضحي العام بشاتين أو ببقرتين أو بجزورين أو بجملين وسع ليوسع الله عليك أنفق ولا تخشى من ذي العرش إقلالة فالشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرةً منه وفضلا والله واسع عليم فالمغفرة خلفها الفضل ولا يعرف حد الفضل إلا صاحب الفضل.

فالشيطان يعدكم الفقر يخوف الإنسان بقول يكفي ذبح بقرة واحدة أو التضحية بجمل أو بشاة فكذِب الشيطان وصدق الرحمن وأنفق ولا تخشى من ذي العرش إقلالة.

ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان الى السماء يقول الأول (اللهم أعطي منفقاً خلفة)، ويقول الأخر (اللهم أعطي ممسكاً تلفة) فأنفق لينفق الله عليك، وقال الله عز وجل في الحديث القدسي: (أَنْفِقْ يا ابن آدم أُنْفِق عليك)، وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ).
الأملحين: بمعنى أبيضين، فقد ذبح النبي صلى الله عيله وسلم الكبشين الأملحين الأقرنين بيده الشريفة وقال بسم الله والله أكبر.

وفي الحديث الصحيح الذي رآه الإمام أحمد وأبو داود والترمزي وغيرهما من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (ضحى النبي صلى الله عليه وأله وسلم عن من لم يضحي من أمته)، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم أتى بكبش فنحره أو ذبحه بيده وقال بسم الله والله أكبر هذا عني وعن من لم يضحي من أمتي، وفي رواية أم المؤمنين عائشة في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم وهو يذبح هذا الكبش قال: (بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد) فقد ضحى النبي عن الأمة كلها (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقال جل وعلا بالمؤمنين رؤوف رحيم وقال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ويجب الوقوف عند هذا الحكم من أحكام الأضحية، فأعلم أن كثيراً من أخواننا وأخواتنا من أهل الفضل قد يذبحون الأضحية قبل صلاة العيد وهذا لا يجوز، ويرجو الشيخ من أخوانه وأخواته من مَن يستمعون الى الشيخ أن يبلغوا مَن لم يسمع ومَن لم يشاهد الحلقة يرجو الشيخ أن تخبروا أهل الفضل من مَن يتعجلون بذبح الأضحية قبل صلاة العيد بأنها ليست أضحية وإنما هي صدقة تصدق بها على الفقراء وإنما هي لحم ذبحه لأهله وليست من النسك في شيء وليست من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في شئ هذا أمر في غاية الأهمية لأن الشيخ شخصياً يعلم بعض أحبابه ممن ذكرهم أنهم كانوا يذبحون الأضحية قبل فجر عيد الأضحى في الليل.

فهذا لحم ذبحته وقدمته لأهلك أو لمن ستتصدق به عليه من الفقراء والمساكين فليست أضحية وليست من النسك التي تريد أن تستن فيه بالرسول صلى الله عليه وسلم، وروى الإمام مسلم في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا (يوم عيد الأضحى) نصلي ثم نرجع لننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، فمن ذبح قبل الصلاة، فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ).
ثم نرجع لننحر: ثم نرجع لنذبح.

وليس من النسك في شيء: أي ليس من العبادة وليس من الأضحية أو من سنة الأضحية ، وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين).

شروط الأضحية

وأيضاً من شروط الأضحية أيها الأفاضل أن تكون الأضحية طيبة مدرعة من كل عين، فعندما تشتري هذه الشاة أو البقرة لنفسك فإنك تتحرى الدقة والصواب وتبحث عن الأطيب وعن من تحمل اللحم الجيد فالله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا فلا تقدم لربك إلا أغلى ما تملك وإلا أطيب ما تملك وأسمع قول الله جل وتعلا: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [ آل عمران:92]، فلا بد أن تكون الأضحية طيبة مبرئة من كل عين.

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمزي والنسائي وبن ماجة وهو حديث صحيح من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة لا يجزين في الأضاحي، العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والكسيرة التي لا تنقي).

لا يجزين في الأضاحي: تعني لا تصلح للأضحية.

الكسيرة: فهي التي لا تقدر على الحركة والقيام والمشي ولا على الرعي ، فهذا الحديث يكفى في أن تختار الطيب فيما تقدمه لربك تبارك وتعالى.

ما هي سن الأضحية

قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم؛ فتذبحوا جذعة من الضأن).

المسنة: هي السنية من كل شيء من الإبل والبقر والغنم، السنية من الإبل ما لها خمس سنوات ودخلت في السادسة، والسنية من البقر ما لها سنتان ودخلت في الثالثة، والسنية من الغنم ما لها سنة ودخلت في الثانية.

الجذعة: ما لها ستة أشهر عند جمهور أهل العلم بنص حديث رسول الله صل الله عليه وآله وسلم، فهذا هو السن الذي يجزئ في الأضحية.
الضأن: الأضحية.

فإذا تعسر على أحدكم أن يجد هذا السن من الأضحية (الضأن) فإذبحوا جذعة.

أداب الأضحية

كما في صحيح مسلم من حديث أم سلمى رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم ان يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره)، ومن أهل العلم من يرى أن الحكم هنا للوجوب والنهي هنا للتحريم وجمهور أهل العلم بفضل الله جل وعلا على النهي في حديث أم سلمى للكراهة التنزيهية وليست من الكراهة التحريمية فمن أراد أن يضحي وأراد أن يتسن عن النبي فليمسك عن شعره وأظفاره، فالنهي للكراهية وليست التحريم.

حكمة الأضحية

أما حكمة الأضحية فقد شرعه الله تبارك وتعالى للتوسعة من بعد ذلك على فقراء المسلمين يوم عيد الأضحى وإحياءاً لهذه الذكرى الجميلة ذكرى التضحية لله جل وعلا التي قدمها للبشرية عامة وللأمة الإسلامية خاصة.

خليل الله إبراهيم ونبي الله إسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأذكى السلام.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: