خطبة الجنة دار المتقين.. خطبة قصيرة جدًا وسهلة

خطبة «الجنة دار المتقين».. تلك التي نسوقها إلى كل الأئمة والخطباء الأكارم لتكون موضوع خطبة الجمعة القادمة في التي يتكفَّلون بإلقاء خُطَب يوم الجمعة فيها.

وهذه أحد الخطب القصيرة السهلة التي يُمكِن اللجوء إليها حين يضيق الوقت بالخطيب؛ ولو أني لا أُفضّل ذلك، حيث يجدر بالخطباء الأكارم أن يكونوا على مستوى المسؤولية لهذه المهمة المبارَكة التي أُوكلت إليهم.

مقدمة الخطبة

الحمد لله رب العالمين القائل: ﴿إن للمتقين مفازا﴾ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله القائل: «إن في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».

فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

الخطبة الأولى

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، فإنها طريق إلى الجنة، قال ﷻ: ﴿‌تلك ‌الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا﴾.

أيها المتقون: لقد أنزل الله ﷻ القرآن العظيم ﴿‌هدى ‌وبشرى للمؤمنين﴾ فبشرهم بالأجر الكبير، قال ﷻ: ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن ‌لهم ‌أجرا ‌كبيرا﴾ فيكرمهم ربهم يوم القيامة، بجنة عرضها السموات والأرض، تستقبلهم ملائكة الجنة، وقد فتحت أبوابها، قال الله جل في علاه: ﴿‌وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين﴾ يدخلونها وقد استنارت وجوههم فرحا بجنة ربهم، قال رسول الله ﷺ: «إن ‌أول ‌زمرة ‌يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة».

فيجدون الجنة كما قال ﷻ: ﴿لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد﴾، وقال ﷻ: ﴿وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ‌ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم﴾ وقال النبي ﷺ: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك، فيقول: أحل عليكم رضواني ‌فلا ‌أسخط ‌عليكم بعده أبدا».

فاللهم أدخلنا الجنة بغير حساب، وأحلل علينا رضوانك ورحماتك، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد ﷺ، وطاعة من أمرتنا بطاعته عملا بقولك: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وهنا كذلك: خطبة عن معاملة غير المسلمين

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، أعد للمتقين جنات النعيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أيها المؤمنون: يقول الله ﷻ: ﴿‌وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين﴾. وهم الذين يتسابقون في الخيرات، ويسارعون إلى الطاعات، ويجتنبون المنهيات، وقد وصفهم الله ﷻ بقوله: ﴿الذين يؤمنون بالغيب ‌ويقيمون ‌الصلاة ومما رزقناهم ينفقون﴾ ومن جميل أقوالهم وحميد أوصافهم، أنهم: ﴿يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار * الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين ‌والمستغفرين بالأسحار﴾ فيا سعادة الذين حققوا التقوى في حياتهم، ففازوا بجنة ربهم: ﴿‌وقالوا ‌الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين﴾.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، فقد بشر جبريل عليه السلام النبي ﷺ فقال له: «ألا أبشرك؟ إن الله ﷻ يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه».

فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وختامًا؛ نترككم مع مقترحنا الأخير هنا؛ وهي: خطبة عن الميراث / الوصية وأسباب خلاف الورثة

أضف تعليق

error: