خطبة: الثقة بالله ﷻ.. شعار المؤمنين

خطبة: الثقة بالله ﷻ.. شعار المؤمنين

عناصر الخطبة

  • الثقة بالله ﷻ من علامات الإيمان وحسن التوكل على الله ﷻ.
  • المؤمن يوقن بتأييد الله ﷻ لعباده المخلصين، ويثق أن كل ما يصيبه إنما هو بقدر الله ﷻ الذي لا يضيع عباده المؤمنين.
  • منهج الأنبياء والصالحين وعباد الله المؤمنين هو حسن التوكل على الله ﷻ والثقة بنصره وتمكينه.
  • الثقة بالله ﷻ أحد أهم المحفزات للبناء والرقي والتقدم الحضاري.
  • الآثار الإيجابية للتعلق بالله والثقة بحكمته وعدله سبحانه على الفرد والمجتمع.

الخطبة الأولى

الإسلام دين عظيم يربي أبناءه على معاني الثقة بالله سبحانه، والتمسك بالمبادئ الإسلامية القويمة، لأن الثقة بالله ﷻ ترسخ العقيدة الصحيحة في القلب، والاعتدال في الأعمال، والاستقامة في الأخلاق، وتحفز صاحبها على الاجتهاد والسعي في شتى مجالات الحياة، فيصير المؤمن الواثق بربه الملتزم بهذه القيم إنساناً قوياً في نفسه، صالحاً في مجتمعه، واثقاً بربه ﷻ، صاحب عزيمة في الإقدام على الأمور.

وإنَّ أهمّ ما يميز شخصية المسلم اطمئنان النّـفس لحكم الله ﷻ، والاعتماد على الله ﷻ في كلّ الأمور، فتجد المسلم الواثق بربه يأخذ بالأسباب التي جعلها الله في الدنيا، فلا تثنيه العقبات، ولا تحبطه نوائب الدهر، بل هو قوي الإرادة، عزيز النفس، يعمل ويجتهد، ويُخلص نيته لله ﷻ، ثم يطمئن إلى أن الله ﷻ لن يضيع أعماله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ الكهف: 30.

والثقة بالله ﷻ نعمة من أعظم النعم على المسلم، وهي مستمدة من وعد الله ﷻ للمؤمنين بأنهم هم الذين يعمرون الأرض ويقيمون الحق والعدل، قال الله ﷻ: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]، وليست الثقة مجرد كلمات لا تتجاوز اللسان، بل الثقة أعمال وأفعال، يقوم بها المسلم بناء على علم صحيح، ويصاحبها خلق قويم، وليست الثقة بالله مجرد ادعاء، بل هي تخطيط وتنظيم واعتماد على الأسباب التي بثها الله ﷻ في الكون.

وإنّ لهذا الخلق العظيم أثراً إيجابياً كبيراً على نفس الإنسان، فهو يورث المؤمن طمأنينة وراحة بال، كما أنّ الثقة بالله ﷻ دليل على حسن التوكل وتفويض الأمر لله ﷻ، وهو مظهر من مظاهر حسن العبادة وصدق الاستعانة بالله ﷻ لقوله سبحانه: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]، وهذا هو سبيل من أنعم الله ﷻ عليهم وهداهم الصراط المستقيم، لذلك لا بدّ أن تكون الثقة بوعد الله ﷻ وتأييده ملازمة للمؤمن في جميع أحواله، في شدته ورخائه، وفي قوته وضعفه، لأن الواثق بالله ﷻ لا يهتز يقينه ولا يتزعزع إيمانه مهما اشتدت الظروف وصعبت الأحوال، قال الله ﷻ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُل وَظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّي مَن نشَاء ولَا يُرَدّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: 110].

وقد تجلّت أسمى معاني الثقة بالله ﷻ في نبينا الكريم ﷺ وهو في غار ثور، وكان عندئذ محاطاً بالمشركين من كل جانب، وكان أبو بكر الصديق خائفاً على رسول الله ﷺ من هول الموقف يقول: “لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ”، غير أن ثقة نبينا ﷺ بربه وهو يخاطب صاحبه بقوله: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّك بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا» متفق عليه، كانت الثقة بالله ملازمة للرسول ﷺ، وكانت هي السلاح الذي حفظه من كيد الكفار وتربصهم به، قال الله ﷻ: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِين كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذ يقُول لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَل اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُود لَم تَرَوْهَا وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40].

وإن لكل خلق من الأخلاق أسباباً تعظمه وتقويه، وتجعله ثابتاً في القلب لا يتزحزح، ومن الأسباب التي تقوي الثقة بالله ﷻ الاعتقاد التام بأنّ الخير والشرّ كلّه بيد الله، وأن لا أحد في السماوات والأرض يملك شيئاً من ضر أو نفع إلا الله ﷻ، فيغدو المؤمن المعتقد لذلك في ثقة عالية بربه، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن يصيبه، فهو راض عن ربه في كل حال.

ولقد علمنا النبي ﷺ الثقة بالله ﷻ؛ حيث قال عبد الله بن عباس كنت رديفاً للنبي ﷺ، فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله ﷻ لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» سنن الترمذي.

ومن أعظم الشواهد على الثقة بالله ﷻ في حياة النبي ﷺ وصحابته الكرام رضي الله عنهم، غزوة الخندق، فقد تهافتت الأحزاب على المدينة من كل جانب، وقام المنافقون يخذِّلون الناس، ويكذبون بشارات النبيّ ﷺ بالفتوح الإسلامية وانتشار نور الإسلام، ويلقون في قلوب الناس الهزيمة والخوف والتخاذل، قال الله ﷻ يصف هذا الموقف الهائل: ﴿إِذْ جَاءُوكُم مِن فَوْقِكُمْ وَمِن أَسْفَل مِنْكُم وإِذ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وتَظُنُّون بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: 110-111].

ومع كل تلك الصعاب التي واجهها النبي ﷺ وصحابته الكرام، ورغم نكث اليهود لعهدهم، إلا أن ثقة النبي ﷺ وأصحابه بالله ﷻ بقيت ثابتة، فهذا رسول الله ﷺ بعد أن اعترضته صخرة عظيمة أثناء حفر الخندق، يبشر أصحابه باليمن والشام وفارس، وما هذه البشائر إلا إشارة أكيدة إلى نصر الله وتمكينه لرسوله ولعباده المؤمنين، والصحابة رضي الله عنهم يحفرون الخندق مستبشرين واثقين بنصر الله، وهم يرددون:

واللَّهِ لَوْلاَ اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلاَ تصدقنا وَلاَ صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَن سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا

إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
إِذَا أَرَادُو فِتْنَةً أَبَيْنَا

وقد سجل الله ﷻ في كتابه الكريم هذا الموقف المشرف الواثق بالله، قال الله سبحانه: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُه وصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وتَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 22]، هذه حال المؤمنين وديدنهم دائماً وأبداً، واثقون بنصر ربهم واثقون برحمته، لا يصدهم الشيطان عن طريق الجنان.

وكانت قلوب الصحابة رضي الله عنهم عامرة بالثقة بالله ﷻ، فها هم في غزوة حمراء الأسد بعد غزوة أحد، يخرجون لملاحقة أعدائهم بالرغم من جراحهم، لا يزيدهم كلام الناس وتخويفهم إلا إيماناً وثقة بالله، قال ﷻ: ﴿الَّذِينَ قَال لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُم فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]، ثم يأتي الثواب من الله لعباده المخلصين الواثقين بوعده، قال ﷻ: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْل لَم يَمْسَسْهُم سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّه ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: 174].

وهذا سيدنا أبو بكر الصدَيق رضي الله عنه ضرب لنا أروع الأمثلة في الثقة بالله، فعَن نِيَار بْن مُكْرَمٍ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿الم غُلِبَت الرُّوم فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِن بَعْدِ غَلَبِهِم سَيَغْلِبُون فِي بِضْع سِنِينَ﴾ [الروم: 2].

خَرَجَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق يَصِيحُ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ: ﴿الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْض وَهُم مِن بَعْدِ غَلَبِهِم سَيَغْلِبُون فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾، قَال نَاسٌ منْ قُرَيْشٍ لِأَبِي بَكْرٍ: فَذَلِكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، زَعَم صَاحِبُكَ أَنَّ الرُّوم سَتَغْلِب فَارِسَ فِي بِضْع سِنِينَ، أَفَلَا نُرَاهِنُك عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: بَلَى، وَذَلِك قَبْلَ تَحْرِيمِ الرِّهَانِ، فَارْتَهَنَ أَبُو بَكْرٍ والمُشْرِكُون وتَوَاضَعُوا الرِّهَانَ، وَقَالُوا لِأَبِي بَكْرٍ: كَمْ تَجْعَل البِضْع ثَلَاثُ سِنِينَ إِلَى تِسْع سِنِينَ، فَسَم بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَسَطًا تَنْتَهِي إِلَيْهِ، قَالَ: فَسَمَّوْا بَيْنَهُم سِتَّ سِنِينَ، قَالَ: فَمَضَتِ السِّتّ سِنِين قَبْل أَنْ يَظْهَرُوا، فَأَخَذَ المُشْرِكُون رَهْن أَبِي بَكْر، فَلَمَّا دَخَلَتِ السَّنَةُ السَّابِعَةُ ظَهَرَتِ الرُّوم عَلَى فَارِسَ، فَعَابَ المُسْلِمُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْمِيَةَ سِتّ سِنِينَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِي بِضْعِ سِنِينَ، قَالَ: وَأَسْلَمَ عِنْدَ ذلِكَ ناسٌ كَثِيرٌ.

والمؤمن الواثق بربه يقلب المحنة إلى منحة، ويعلم أنّ كل ما يأتي من الله فهو خير ونعمة، ويحمل في طياتها الرحمة والحكمة من الله، فعَنْ صُهَيْبٍ الرومي رضي الله عنه، قَالَ: قَال رَسُول اللهِ ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْر الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» صحيح مسلم.

ولنا في خلق الثقة بالله ﷻ أسوة حسنة في السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث ترَكها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنها الرضيع إسماعيل، بأرض قفار لا أثر فيها للحياة، لكن سيدنا إبراهيم عليه السلام أرجع الأمر لله ﷻ، فكانت ثمرة هذه الثقة بالله ﷻ أن أبدلهم الله بالضيق فرجاً وسعة، وخلد الله ذكر هذه الأسرة المباركة وجعل البيت الحرام مهوى أفئدة الخلق، قال الله ﷻ: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَه مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْه مِن حَيْثُ لَا يَحْتَسِب وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّه فَهُوَ حَسْبُهُ إِنّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُل شَيْء قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2-3].

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

عباد الله: إن الثقة بالله لها أثر كبير على استقرار المجتمع وأمنه وأمانه، ورُقيه وتقدمه وازدهاره، مع اعتدال أفراده في أعمالهم وأقوالهم، فالثقة بالله ﷻ مطلوبة في جميع الميادين، والمجتمع الواثق بربه لا يخشى التحديات والمصاعب، ويُقدم على العمل والبناء بعزيمة وقوة وشعاره في الحياة: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ التوبة: 105، وإذا كان الناس على ثقة بربهم، كان مجتمعهم قوياً متماسكاً، لا تهزه الشائعات والأراجيف، وكان على ثقة أن الله ﷻ لا يخذله، وأن هذه الأمة ستنهض مهما أحاطت بها المعوقات والظروف القاسية.

كما أنّ المجتمع الذي يتخلق أفراده بالثقة بالله ﷻ لا توجد فيه الأمراض القلبية، كالحسد والرياء والتباغض والتدابر والقطيعة، فالله هو الرزاق فلا خوف على رزق يقسمه أرحم الراحمين، والله هو المحيي والمميت، فلا خوف إلا من الله، والله هو من بيده النصر، فالمجتمع الإسلامي مجتمع معتصم بربه لا يخاف ولا يخشى سواه، والأسرة التي ينشأ أفرادها على الثقة بالله ﷻ تكون قوية متماسكة، بعيدة عن أسباب التفكك والانحلال.

عباد الله: الثقة بالله تخرج لنا جيلاً يحمل رسالة نبيه، ويعمل بأمر ربه، ولا يخشى في الله لومة لائم، فلا يغير مبادئه وأخلاقه لمجرد مكسب أو مطمع أو غاية زائلة، بل يكون الصدق والإخلاص والعمل الدؤوب غالباً على طباع الناس وأخلاقهم ونفوسهم، فما أحرانا بأنْ نتخلّق بهذا الخلق العظيم، وأن نحرص على تعليمه لأبنائنا وطلابنا في بيوتنا ومدارسنا.

والحمد لله ربّ العالمين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top