الشعر التعليمي: أهدافه، سماته وأمثلة عليه

تمت الكتابة بواسطة:

الشعر التعليمي

الشعر التعليمي هو ضربُ من النظم يُنظم في قالبٍ شعري في علومٍ مختلفة من تاريخٍ وفقهِ وسيَر وقصصٍ وأخبار!

سنطرح عليكم أدناه، ملخص قوي ومفيد عن هذا النوع من الشِّعْر، ونماذج منه وأمثلة عليه؛ فضلا عن أهدافه وسِماته.. فلنستمِر معًا في القراءة والاطلاع.

أهداف الشعر التعليمي

يهدف الشعر التعليمي لنشر العلوم والمعارف بين الناس، وتيسير وتسهيل عملية حفظها!

ويُعد الشعر التعليمي من الظواهر التي بانت جليةً في العصر العباسي لا سيما مع نمو الثقافة العربية نتيجة الاحتكاك بالحضارات الأخرى وترجمة علومها وآدابها.

وتفاوت الشعراء في نظم الشعر التعليمي؛ فمنهم من حافظ على السمة الشعرية، ومنهم من جعله نظماً خاصاً لا يُشبه الشعر إلا في شكله الخارجي.

ومن هنا بات للشعر التعليمي فوائد ومضار، لابد أنكم عرفتم فوائده فهي ذاتها أهدافه أي؛ نشر العلوم والمعارف، وتسهيل حفظها.

مضار الشعر التعليمي

أما مضار الشعر التعليمي فقد تمثلت في التباسه بالشعر واحتسابه عليه، وهذا أساء لمفهوم الشعر وصورة الشعر العربي.

وقد رآها البعض فناً شعرياً مستحدثاً، ورآها آخرون انحرافاً عن مسيرة الشعر العربي ومأخذاً عليه.

سِمات الشعر التعليمي

هناك سمات كثيرة للشعر التعليمي، وقد اضفت عليه علامات مميزة نذكر لكم بعضاً منها؛

أول سمة من سمات الشعر التعليمي هي البعد عن العاطفة والتركيز على الجانب العقلي، وهذه السِمة نتجت من طبيعة الحياة الفكرية في العصر العباسي.

فقد انتشرت المحاورات والمناظرات هذا إلى جانب الانفتاحِ على الأفكار الفلسفية من الثقافة اليونانية، وهذا ما دفع بشر بن المعتمر للتحدث عن مكانة العقل وأهميته فقال:

للَه درّ العقل من رائدٍ

وصاحبٍ في العُسرِ واليُسر

وحاكمٍ يقضي على غائبٍ

قضيةَ الشاهدِ للأمر

وثاني سمة من سمات الشعر التعليمي هي تكثيف العبارة؛ وهذه السمة ضرورية لأن الشعر التعليمي كما ذكرنا هدفه تسهيل الحفظ، والحفظ يحتاج إلى تقليل الكلمات وتكثيف العبارات لتكون أيسر على الطلاب.

وثالث سمة من سمات الشعر التعليمي هي الشكل الشعري، وهذا يعني أن الشعر التعليمي جاء في أشكال شعرية محدودة.

  • أولها: القصيدة التي نعرفها بأبحرها المختلفة.
  • وثانيها: الأرجوزة، وفي شكل المزدوجات التي تتصف باختلاف القافية بعد كل شطرين!

أما رابع سمة من سمات الشعر التعليمي فهي تنوع الموضوعات، إذ لم يقف الشعراء الذين نظموا الشعر التعليمي عند موضوع عن واحد بل انساقوا إلى موضوعات كثيرة متنوعة، فنظموا في التاريخ والفقه والقصص والنجوم والأمم والملوك.

وأوائل الذين نظموا الشعر التعليمي صفوان الأنصاري وأبان ابن عبد الحميد الرقاشي. وقد تناول ابن عبد الحميد التاريخ والفقه ومبدأ الخلق، وقصص كليلة ودمنة.

ومما نُظم في قصص كليلة ودمنة ما يلي:

هذا كتاب أدبٍ ومحنة

وهو الذي يُدعى كليله ودمنة

فيه دلالات وفيه رشدُ

وهو كتابًُ وضعته الهندُ

فوصفوا آداب كل عالم

حكاية عن ألسن البهائم

وهناك أبو بكر بن دريد الذي نظم قصيدة ذات طابع لغوي ضمنها معظم الأسماء المقصورة والممدودة في اللغة، وبدأها بالنسيء قائلاً:

يا ظبية أشبه شيء بالمها

ترعى الخزامى بين أشجار النقا

وفي أبيات أخرى قال:

لا تركنن إلى الهوى

واترك مفارقة الهواء

يوماً تصيرُ إلى الثرى

ويفوز غيرك بالثراء

أما ابن سينا فله قصيدة عينية ضمنها فلسفةً متعلقةً بمفهوم النفس، وقال فيها:

هبطت إليك من المحلّ الأرفعِ

ورقاء ذات تعزّز وتمنّعِ

والآن بتم تعرفون الشعر التعليمي سماته وبعضاً من أمثلته، نلقاكم على خير في موضوع جديد من موضوعات المزيد.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: