أثر صلاح الوالدين في صلاح الأبناء

أثر صلاح الوالدين في صلاح الأبناء

أثر صلاح الوالدين في صلاح الأبناء

هذا المقال يُكَتب لبيان أثر صلاح الوالدين في صلاح الأبناء بإذن الله. فنقول -وبالله ﷻ التوفيق- إن لصلاح الوالدين أثرٌ في صلاح الأبناء. ومن ثَم فإن الله ﷻ قال في كتابه الكريم ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا﴾.

فإذا حضرت الميت وهو يوصي أو يريد أن يوصي فتكلَّم بكلام طيب. فغدًا أنت ستموت، وسيحتاج أولادك إلى من يقوم برعايتهم، وستحتاج البنات إلى من يصلح شؤونهن. فاتق الله وقُل كلمة طيبة تبقى لك في ذريتك، تبقى لك في أبنائك وبناتك.

وكان أبوهما صالحا

ولقد ذَكَر الله ﷻ نبيه موسى “عليه السلام” وما حدث له مع الخضر “عليه السلام”. قال ﷻ ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾.

قوم لم يقدمون لنا الطعام ولا الشراب الكافيين لنا. تعمدُ إلى جدارٍ لهم تقيموه دون أجر! فماذا كان؟ قال الخضر بعدُ ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾.

فكانت العِلة من إقامة موسى والخضر الجدار بدون أجر إكرام الغلامين اليتيمين لصلاح أبيهما. ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾.

فصلاح الآباء له انعكاس على الأبناء.

ومن ثَم فقد ورد عن بعض السَّلف -ويُذكر هذا عن سعيد بن المسيب “رحمه الله”- إنه قال لولده: يا بني لأزيدن في صلاتي من أجلك. وقيل: لأزيدن في دعائي لك كي يصلحك الله. وقيل: لأطوّلن في صلاتي وأدعو الله لك فيها بالهداية. وقيل: لأزيدن في صلاتي حتى أدخل في عداد الصالحين حتى يُصلحك الله.

واطَّلِع على: مسؤولية الآباء في تربية الأبناء

أثر صلاح الوالدين وأعمالهما الصالحة على تربية الأبناء

فصلاح الوالدين له أثر في الأبناء والبنات. فالأولاد والبنات يتأسَّون بالأبوين.

فإذا رأى الابن والده يقوم من الليل، يصلي، ويتلو كتاب ربه، ويبكي، ويسجد، ويطيل السجود، ويدعو الله؛ بلا ريبٍ أن هذا يتأثر. لم يصنع أبي هذا؟ لم يصنع أبي هذا الصنيع؟ لم يقوم من الليل يصلي ويبكي؟

إذا وجد الولد والده يصوم؛ سيتدرب على الصيام.

يتصدق؛ سيتدرب على الصدقة.

إذا وجد والده وصولا للرحم؛ سيتعلم من والده وصل الرحم.

إذا وجد والد ذاكرا لله ﷻ؛ فسيتعلم ذكر الله ﷻ من الوالد.

فالوالد أسوةٌ لولده، يأتسي بِه الولد أكثر ما يأتسي. وكل ذلك بإذن الله ﷻ.

شاهد أيضًا: فضل دعاء الوالدين للأبناء

قصص قصيرة..

ثم إن لهذا الصلاح -صلاح الآباء- أثرٌ في سلوكيات الولد مع الناس. فالناس يوقرون الولد كثيرا لصلاح أبيه. وقد رأى ابن عمر -رضي الله ﷻ عنهما- عبد الله بن جعفر. فقال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.

وأيضا رأى ابنا لأسامة ابن زيد -والولد في ثوبه بعض الإسبال- فقال: من هذا الولد؟ وأراد أن يشتد. فقيل له: هذا ابن أسامة بن زيد. فأطرق عمر برأسه قائلا: لو رآه رسول الله ﷺ لأحبَّه. لأن أباه حِبُّ رسول الله، وابن الحِب أسامة بن زيد بن حارثة. رضي الله عن أسامة وعن زيد.

ثم إن الله ﷻ خاطب الإسرائيليين وناداهم بأبيهم الصالح لعلهم يتأثرون. ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ يا أولاد الرجل الصالح والنبي الكريم إسرائيل؛ الذي هو يعقوب ﷺ.

وقال أيضًا ﷻ للناس ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾. يا ذرية الطيبين الصالحين الذين حُمِلوا مع نوح في الفُلك. وما حُمِل مع نوح إلا مؤمن. ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾.

وهكذا قوم مريم يقولون لها ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ يا أخت الصالح هارون ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾.

فصلاح الآباء والأمهات ودعواتهما لأبنائهما وبناتهما لها عظيم الأثر. والأولاد يأتسون بهم، والناس يثنون عليهم. والله يكرم الأبناء بسبب الآباء قال ﷻ ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾.

أضف تعليق

error: