أثر العطاء على الفرد والمجتمع

تمت الكتابة بواسطة:

العطاء

يُمكن تعريف العطاء على أنّه إحدى الفضائل الإنسانية التي تعني البَذل والتضحية، ويكون ذلك بعدم التقيّد بحب الذات فقط، وإنّما حُب الآخرين أيضاً، ونقول أن أثر العطاء على الفرد والمجتمع حيث يعني التجرّد من الأنانيّة والتملّك، وتفضيل البذل على الاحتكار، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، وبالتالي لا تُسيطر عليه الأهواء وحب المال، إنّما حُب مساعدة الآخرين من خلال هذا المال.

ما هو العطاء وما أهميته

تقول “أماني جوزع” المدربة في العلاقات الاجتماعية: أن العطاء هو واحد من أهم المشاعر الإنسانية، التي تعطينا شعور بالسعادة.

والشخص المعطاء لابد وأن يتسم بصفات مهمة، وهما:

  • الوعي بالذات.
  • التواضع، الرأفة، والتعاطف.
  • الشعور بالامتنان.

وينبع شعور العطاء وحب العطاء من القلب أولاً، من خلال حب الأشخاص، وإمدادهم بالاحتياجات الاساسية، كما نقدم الحب للأشخاص بالطريقة التي يفضلونها.

ومن أهم معوقات العطاء:

  • مشاعر الأنانية.
  • الأوامر الكثيرة؛ فقد يتوقف الشخص عن العطاء إذا كان الشخص الذي يعطيه يشعره دائماً أن ما يعطيه له حق، ويزداد في طلباته وأوامره.
  • وجود أشخاص ينتقدون ما نعطيه لهم.
  • الشعور بالخوف؛ فقد يخاف الشخص بأن يصبح العطاء مفروضاً عليه مع مرور الوقت.
  • طلب الشيء بشكل غير لائق؛ مما يضطر الشخص إلى رفض طلبه رغم قدرته على تلبيته.

ومع هؤلاء الأشخاص، إذا كنت تحبهم، ولكن يمنعك من العطاء طلبهم لذلك بشكل غير مناسب لك؛ من الممكن أن تفاجئهم بالعطاء دون توقعهم.

والعطاء لا يتوقف مفهومه على ذلك فقط، فالحوار نفسه يحتاج إلى روح معطاءه تسمح لمن تحاوره بأن يتحدث ويبث كل ما بداخله، وتستمع لها بارتياح.

ومن الجدير بالذكر أن هناك من يعطي ولكن بمقابل، سواء كان هذا المقابل هو أن ينالوا القبول، أو الرضا، أو التقدير؛ ولكن هؤلاء الأشخاص لديهم مشاكل حقيقية مرتبطة بتقدير الذات، ويجب أن يعرفوا أن قيمتهم لا ترتبط أبداً بالسلوك، ولا ترتبط بعطائكم المبالغ فيه.

اقرأ أيضاً: السلوك الفوضوي عند الأطفال

ومن المهم أن الشخص المعطاء قبل أن يعطي بأن يسأل نفسه، هل يعطي أم لا؟، وهل بعطائه هذا سيضيف شيئاً جديداً، أم لا، كما يجب أن يحدد الطريقة المناسبة للعطاء قبل اتخاذ القرار، فالعطاء لا يعتبر مسألة عاطفية فقط.

وبالمناسبة، فإنه لابد وأن نشبع أطفالنا بفكرة العطاء المخطط؛ بمعنى أن يعطي لصاحبة شيء ما أو لعبة ما، وفي موقف آخر يعطيه صديقة لعبته مثلاً، فالمشاركة والعطاء من أهم القيم الإنسانية التي يجب أن نربي أطفالنا عليهم.

والعطاء لا يمكن أن نقدره بقيمته المادية، قد يكون عبارة عن رسالة بسيطة تحمل الامتنان والشكر والمشاعر الصادقة.

وأخيراً، فلا يفضل أبداً أن يتباهى الشخص الذي يعطي بعطائه، فالمن هذا يعتبر محرماً إنساناً ودينياً أيضاً.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: