هل التفاؤل والتشاؤم معديان

صورة , رجل , مبتسم , التفاؤل , الفرح

يوضح “د. أسامة النعيمي” استشاري الطب النفسي. الشيء الأساسي أن كل السلوكيات معدية، وكلمة معدي يجب أن يكون فيها شيء يسبب العدوى، لكن الصحيح أن السلوكيات معدية، وأسهل مثال على ذلك أنك إذا كنت جالس وهناك شخص ينطر في هاتفه ويضحك تجد نفسك تبتسم وأكثر السلوكيات عدوى هو التثاؤب أما التشاؤم والتفاؤل فأنا أتفق معك مئة بالمئة بأنها تنتقل من شخص لآخر فوجود أشخاص إيجابيين منطقيين في حياتنا يجعلنا إيجابيين بالاستعاضة أو الاستعارة وكأن هذا النوع يعكس علينا، ولذا فأنا أرى أن التفاؤل والتشاؤم بدايتها تربوية فإذا كان الأب والأم أو المربيين أو المدرسة تفاؤليين إيجابيين يزرعون الإيجابية لدى الطفل ينشأ الفرد وهو عنده رغبات إيجابية ومشاعر إيجابية، وبالعكس إذا كانت الأم أو الأب دائمًا تشاؤميين ينشأ الطفل وفي عقله أن كل الأمور في وجهه سلبية وصعبة التحقيق.

هل الشخص الذي يبث الطاقة السلبية يعلم أنه شخص سلبي؟

بين “د. أسامة” أن بعض الأشخاص يخلط بين السلبية والتشاؤم في التعامل وبين خوفه من التعرض للعين والحسد، ونحن مجتمعات شرقية نعلق الكثير من الأحداث إلى أشياء غيبية فمجتمعنا يثق كثيرًا بتأثير الحسد والعين ويظن أنه إذا عرض الخير الذي فيه سيحسده الناس عليه وهذا يختلف عن الشخص المتشائم بطبعه السلبي الذي لا يرى أي إيجابية في أي تصرف يقوم به حتى لوكان هذا التصرف فرح ملموس، يعني حتى لو مثلًا اتصلتي على فلانة وقلتي لها سمعت أنك حصلتي على وظيفة وأردت تهنئتك فتخبرك بأنها مؤقتة وكان الله في عوننا.

لاحظتي؟ الإنسان المتشائم دائمًا يجد ظروف تحول أفراحه إلى أحزان ومخاوف، الإشكالية ليست به لأنه تطبع بهذا الشيء وإنما الإشكالية هي أنه نقل هذا التشاؤم لغيره.

وعن إمكانية تغيير بعض الموروثات عن الأهل كالتشاؤم من القط الأسود أوالغراب قال الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر إرادة ثم نزعة فهناك تفسيرين لها فهناك أشياء تربينا عليها، مثلًا: لا تفعل هذا الشيء لأنه يسبب كذا وكلها أشياء تحذيرية تربينا عليها لكن الجزء الإرادي هو أني وصلت لمرحلة من العقل والعلم أن جزء كبير مما يحدث لي هو من جنى يدي وهو لا ينفي قدرة الله والصدف والظروف لكن ينهي جزء كبير من هذا الشيء جزء إرادي أنت مسئول عما تقوم به لذلك لوم الآخر عليه وتوقع السلبي فيه قد يكون ليس الطريقة الأسلم للتعامل مع الظروف، والإنسان بطبعه تفاؤلي ويخطئ من يقول أن الناس تشاؤميين فالإنسان بالبداية يسعى لبداية الحياة فيستيقظ ويقف يمشي ويتوكل على الله ويذهب لعمله، التشاؤمية تأتي من عقد يزرعها فينا أهلنا أو مجتمعنا أو تجاربنا السابقة.

كيف يمكن أن نتعلم الإيجابية إذا كانت غير موجودة لدينا؟

أجاب “د. أسامة” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فيجب أن يبدأ الإنسان بنفسه ويبدأ التغيير بالنظرة إلى الأمور بعقلانية ويفصلها عما حدث حولها، فمثلًا إذا انتقلت فلان من نقطة لنقطة وقام بحادث فالبعض يتشاءم من السيارة والبعض من الطريق وكلها أفكار سلبية وهناك مئات الأفكار التي يمكن أن تظهر في عقل هذا الإنسان منها أنه سلم على حارس العمارة ودفع لفلان أو اتصل بفلان أو لم يتصل لكن الإنسان ليتعلم الإيجابية لا بد أن يجرد الموقف من المشاعر الآنية فالانطباع الأول هذا طبعك الأساسي لكن بعدها إذا نظرت للأمور يجب أن نظر لإيجابيات هذا الموقف، هناك أمور من الصعب وضع أي شيء إيجابي فيها عندما يتحول الأمر إلى سمة عامة أن معظم أفكارك إيجابية، فالشيء الأول يجب أن تتخلص من الصدمة قبل أن تحكم عليها، ثانيًا يجب أن يكون هناك واقعية وعقلانية في نظرتك للأمور سواء تفاؤلية أو تشاؤمية لأن التفاؤل أحيانًا تكون غير واقعية

أضف تعليق

error: