لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.. فانتبهوا أيها المسلمون

لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين

اعلموا إخوتي في الله أن عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” قال: لست بالخب ولا الخب يخدعني. بمعنى أنه ينفي عن نفسه صفة المُخادعة، فإن المخادعة صِفةٌ ذكرها ربنا عن المنافقين، ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾. وقال -جل من قائل- عنهم ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ﴾.

فالمؤمن ليس بمخادعٍ ولا ختَّال، لكنه في الوقت نفسه لا يُخْدَع؛ ما يسمح لأعداء الله ﷻ بأن يُلَبِّسوا عليه وأن يخدعوه.

تداول الناس فيما مضى من الأيام مقطعا صوتيا لشخصين يتكلمان، أحدهما يسب دين الله ﷻ، ويتكلَّم عن شخصٍ ما بعباراتٍ عنصرية بغيضة. وقد تلقَّفت أحزاب الشمال وأهل الباطل ذلك المقطع وروَّجوه وأذاعوه في كل وادٍ من أجل أن يدمغوا قِطاعا عريضا من الناس أنهم بهذه الصفة.

وها هنا لا بد من بيان أمور:

أولاها: أن سب الدين كفر بإجماع المسلمين. من سب دين الله ﷻ فقد خرج من ملة الإسلام. وعلى هذا قد أجمع أهل العلم.

هذا السَّب مِمن صدر قول مُجَرَّم بغيض، وصاحبه واجب عليه أن يتوب إلى الله ﷻ وأن يجدد إسلامه؛ سواء صدر هذا السب من شيخٍ أو شاب، من رجل من العامة أو من الخاصة؛ الحكم واحد.

ثانيًا: العنصرية في دين الإسلام بغيضة. فإن ربنا ﷻ قد خلقنا ونحن مختلفون شعوبا وقبائل وألسِنة وألوانا، من أجل أن نتعارف ونتآلف لا من أجل أن يفخر بعضنا على بعض، ولا أن يبغي بعضنا على بعض. فإن الناس كلهم لآدم وآدم من تراب ﴿أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

وقال النبي ﷺ «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب».

وقال رسول الله أيضًا «الناس رجلان مؤمن تقي كريم على الله وفاجر هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب».

وواجبٌ على من ولّاه الله الأمر أن يأخذ على يَد من يتناول الناس بلسانه ويحتقرهم، كما فعل رسول الله ﷺ حين قال أحد الصحابة -وهو من أهل التقوى وأهل البر- حين قال لآخر: يا ابن السوداء. قال له -عليه الصلاة والسلام- «أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيك جاهلية». هكذا عزره ﷺ بهذه الكلمة الشديدة التي تناسب كلمته تلك.

ثالثًا: أحزاب الشمال هؤلاء، من شيوعيين وبعثيين وناصريين وجمهوريين؛ ومن لفَّ لفهم، ومن كان من المنافقين ممن التف حولهم. نقول لهم: متى عُهِد عنكم دفاعٌ عن دين الله، أو غضب لحرمات الله أن تُنتهك؟ متى عُهِد عنكم أنكم تتمعر وجوهكم من أجل هذه المخالفات؟

ولذلك ما ينبغي لكم أيها الناس أن تُخْدَعوا، قد خُدعتم مرَّة فلا تُخْدَعوا مرتين وثلاثا. فقد قال رسول الله ﷺ «لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ» وهو حديث صحيح وردَ في صحيح البخاري.

وهنا أيضًا: كلمة حول ارتفاع أسعار الأدوية.. ورسالة للمسؤولين

أضف تعليق

error: