فضل صلاة الجماعة

صورة , صلاة الجماعة , الصلاة , مسلمون
صلاة الجماعة

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما عل عباده الذين اصطفى، وسلام على النبي المصطفى، شمس الضحى وقمر الدجى وأصحابه نجوم الهدى ومن بهم اهتدى، ثم أما بعد:

فقد شرع الله الصلاة وجعل لها مكانة خاصة بين العبادات، وجعلها عماد هذا الدين وركنه الركين، وحبله المتين، فمن ضيعها فقد ضيع الدين ومن حفظها فقد حفظ الدين، لذا كان الأمر بالصلاة من الأمور التي لا تقبل التهاون أو الجدال.

مكانة الصلاة في الإسلام

الصلاة ركن من أركان الإسلام وهي الركن الثاني بعد الشهادتين، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من العبادات، فقد قال النبي –صل الله عليه وسلم-:(أول ما يُحاسَب به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإنْ صلحتْ، صلح سائرُ عمله، وإن فسَدَتْ، فَسَدَ سائِرُ عمله).

وليس ذلك فحسب بل إن من أهم ما يميز الصلاة عن باقي العبادات أنها صلة بين العبد وربه، فمن انقطع عن الصلاة فكأنما قطع صلته بالله، وما أقساه من تشبيه، كذلك فالصلاة هي الفيصل بين الكفر والإيمان، وهي ما يميز بين المسلم وغير المسلم، ومن الأحاديث الدالة عل ذلك، قول النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي يرويه جابر –رضي الله عنه: (بيْن الرجلِ وبيْن الشِّرْكِ والكفرِ تَرْكُ الصلاةِ)، وقد أيد القرآن الكريم هذا المعنى وأصله، حيث يقول جل وعلا في سورة التوبة: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾.

وفي الصلاة فضائل لا تحصى ولا تعد، فهي كفارة للذنوب، ورادع عن ارتكابها ابتداء، وهي من أحب الأعمال إلى الله وإقامتها هي إقامة للدين، وصلاح للمؤمن في حاله ومآله.

فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد

وردت عدة أحاديث في فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد، وكلها تدور في دائرة التفضيل والحث على صلاة الجماعة ولزوم المساجد ومنها ما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم -: إذ يقول: (من توضأ، فأحسنَ الوضوء، ثُمَّ أتى المسجد، فهو زائر الله، وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر)، وكذلك الحديث الشهير في فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد من حيث الأجر، والذي رواه عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- وأورده البخاري في صحيحه: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، وفي رواية اخرى عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- يقول: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة)، ولا تعارض بين الروايتين وقد وفق بينهما علماء الحديث من عدة وجوه.

الحكمة من تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفرد

صلاة الجماعة في المسجد تفضل عن صلاة الفرد لأنها تنطوي على عدد من الفضائل والأمور المستحبة، والتي تعد كل منها فضيلة في حد ذاتها، وتستوجب ثوابا وأجرا منفصلا، وقد ورد حديث يعلل أفضلية صلاة الجماعة عن صلاة الفرد، حيث يقول –صلى الله عليه وسلم-: (صلاةُ الرجلِ في الجماعةِ تُضَعَّفُ على صلاتِه في بيتِه، وفي سُوقِه، خمساً وعشرين ضِعفاً، وذلك أنّه: إذا توضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثم خرَج إلى المسجدِ، لا يُخرِجُه إلا الصلاةُ، لم يَخطُ خُطوَةً، إلا رُفِعَتْ له بها درجةٌ، وحُطَّ عنه بها خَطيئَةٌ، فإذا صلَّى، لم تَزَلْ الملائكةُ تصلي عليه، ما دام في مُصَلَّاه: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحَمْه، ولا يَزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما انتَظَر الصلاةَ).

ففي صلاة الجماعة، خروج من البيت بغرض الصلاة، وتلك فضيلة، ومشي إلى المساجد، وهذا من الأعمال المستحبة، وكذلك حضور الجماعة، والصلاة في المساجد، والصلاة على أول الوقت، وهذا من أفضل ما تنطوي عليه صلاة الجماعة أنها تلزم الأنسان بالصلاة على وقتها، وفيها اجتماع المسلم بإخوانه في محل طاعة وعبادة.

كما أن في الحرص على صلاة الجماعة امتثال لأوامر النبي –صلى الله عليه وسلم-، وفيه اكتمال لدين العبد وإرضاء لخالقه، وفيه تحصيل للأجر،
فإن الله عز وجل يعد لمن يحرص على صلاة الجماعة في ذهابه وإيابه الأجر الكريم والجزاء الحسن، فهو يثاب على نيته ويثاب على مشيه وخطواته إلى الصلاة.

وأخيرا أخي المسلم، فإننا بحاجة إلى كل ما يثقل موازيننا، ويعلي في الصالحين درجاتنا، ومن ثم فينبغي الحرص على صلاة الجماعة لتحصيل منافعها وثوابها العظيم.

أضف تعليق

error: