خطبة جمعة عن فضائل الصحابة وألقابهم «رضوان الله عليهم أجمعين»

لا رَيْب أن ما ينشده الأئِمَّة والخُطباء من خُطَبٍ تتحدَّث عن أصحاب رسول الله يحْمِل كل حَق. وها نحن هنا نسوق إليهِم خطبة جمعة -مكتوبة- عن فضائل الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- وألقابهم.

نتحدَّث عن الصّدّيق والفارون، ذو النورين، أبو تراب “حيدرة”، أمين الأُمَّة، سيف الله المسلول. ونتذَكَّر خادم ومؤذِّن وشاعر وخطيب الرسول؛ رضي الله عنهم جميعا.

خطبة جمعة عن فضائل الصحابة وألقابهم

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وآل محمد؛ صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا | يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

أما بعد عباد الله فإن أحسن كتاب الله. وخير الهدي هدي نبينا محمد ﷺ. وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

الخطبة الأولى

عباد الله. إن أكرم خلق الله ﷻ على الله بعد أنبيائه ورسله هم أصحاب رسول الله ﷺ. أصحاب النبي الذين افتدوا النبي ﷺ بمُهجهم ومُقلهم وأرواحهم وأموالهم وأهاليهم. فدافعوا عن هذا الدين ونشروه. فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

أصحاب النبي الله عليه وسلم الذين قال الله -سبحانه وتعالى- عنهم ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.

هؤلاء الذين رضي الله عنهم. إذ دافعوا عن النبي ﷺ في ساعة العُسرة. وما تركوا النبي ﷺ في سراء ولا ضراء، حتى مات بعضهم أيام النبي ﷺ، فدعا النبي لهم، وبيَّن منازلهم. ومنهم الشهداء ومنهم الصديقون ومنهم الصالحون، فرضي الله عنهم أجمعون.

عباد الله؛ إن فضل الصحبة لا يعدله شيء. ولذلك، فمهما عمل الإنسان واجتهد لن يبلغ مرتبة صحبة النبي ﷺ. إذ لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤمنا به ومات على ذلك.

هذا الصحابي الجليل هو لقب عظيم، وشرف جليل. لأن الله ﷻ أكرمهم بذلك، ورضيه لنبيه صاحبا. فأي شرف، وأي منزلة أعظم من هذه المنزلة! منزلة الصحابة.

ومن الصحابة من حصل له بعض الألقاب التي كانت بمنزلة تشريف وتكريم له، وإن كان اللقب أُطلق على رجل وتميز به بهذا اللقب، إلا أن الصحابة كلهم يتميزون بهذا اللقب.

الصّدِّيق

كما تميز بلقب الصِّديق أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه. فإن كفار قريش يبحثون عن الخطأ والزلل على النبي ﷺ ليعيبوه ويعيبوا دينه.

فمرة خرج النبي صباحًا يخبر الناس بعد ليلة أسري به من مكة إلى بيت المقدس، وعُرج به من بيت المقدس إلى السماء السابعة، ثم عاد، ثم رجع، ثم أصبح بين الناس؛ كل هذا في ليلة واحدة؛ وهي حادثة الإسراء والمعراج. ولا شك أن المؤمن يؤمن بذلك، ويستيقن، ولا يشك في ذلك.

فخرج النبي ﷺ يخبر الناس. فلقيه من لقيه من المشركين، فقال: أتثبت على هذا الكلام يا محمد! يضرب الناس أكباد الإبل من مكة إلى بيت المقدس شهرًا كاملا وأنت تقول أنك ذهبت وعدت في ليلة؟ قال نعم. فلما جاء أبو بكر -رضي الله عنه- طاروا إليه. يقولون: ألا تسمع ما قال صاحبك؟ قال: وما قال؟ قال: يقول إنه ذهب إلى بيت المقدس ثم عاد في ليلة واحدة، ونحن نضرب أكباد الإبل شهرًا في الذهاب وشهرا في الإياب! قال أبو بكر: إن كان قالها فقد صدق. فإني والله أصدقه بخبر السماء.

فعرف الناس أن هذا هو الصديق الذي لا يُكَذِّب النبي ﷺ بخبر واحدٍ أبدا.

ن كان قالها فقد صدق.. فكان هذا اللقب العظيم إلى يوم القيامة، أبو بكر الصديق. حتى إن كثيرًا من المسلمين لا يعرف أن أبا بكر الصديق ليس له ولدٌ اسمه بكر. بل هو اسمه عبد الله بن عثمان التيمي. واشتهر لقبه بالصدق والتصديق كرامة من عند الله ﷻ لهذا الرجل.

الفاروق

وعمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه. لما أسلم وكانت دعوة النبي ﷺ «اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب»؛ فكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه.

فأسلم عمر. وكان الناس في ضعفٍ وفي خوفٍ حتى أسلم عمر. فأول من جَهَر بالإسلام جهرًا شديدا من الصحابة هو عمر بن الخطاب. فصار يصدح بذلك في فناء الكعبة. فسُمي الفاروق لذلك.

فلقب عمر -رضي الله عنه- الفاروق، لأن الله فرَّق بين الحق والباطل في مثل هذه المواقف. ولقد هاجر الناس سرا وهو لم يرضى أن يهاجر سرًا، بل خرج إلى الناس وتحداهم أن يلحقوه عند هِجرته، فما لحقه أحد.

فاروق، صيغة مبالغة من التفريق بين الحق والباطل.

ومن شِدَّة إيمانه أن الشيطان يفر منه، وأنه إذا سلك طريقا سلك الشيطان طريقا آخر. رضي الله عنه وأرضاه.

ذو النورين

وعثمان الشهيد، المُحسن، المُنفق، المبشر بالجنة؛ رضي الله عنه وأرضاه. تزوَّج ابنتي رسول الله ﷺ. تزوج رقية -رضي الله عنها وأرضاها-، فماتت. ثم زوَّجه النبي ﷺ أم كلثوم -رضي الله عنها وأرضاها-.

فكان الرجل الوحيد في الدنيا كلها وبأسرها الذي تزوج ابنتَي نبي. فأُطلِق عليه -بحسب الأقوال المشهورة- أنه ذو النورين. لأنه تزوج نورين من بنات النبي ﷺ؛ رقية ثم أم كلثوم. رضي الله عن الجميع.

حيدرة.. أبو تراب

وَرَدَ في صحيح البخاري أن النبي ﷺ قال يوم خيبر «لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله». فكان الصَّحابة يتشوَّقُون أن يكونوا هذا الرجل. فلما صلوا الفجر، قال النبي ﷺ «أين علي بن أبي طالب؟» الله أكبر. فهل كان علي هو الوحيد الذي يحب الله ورسوله؟ حاشا وكلا. بل كان علي وأبو بكر وعمر وعثمان؛ وغيرهم.

وذلك لأن الصحابة كل كلهم يحبون الله ورسوله، ويحبهم الله ورسوله. لكن تميَّز بهذا اللقب، وبهذا الشيء، وبهذه الفضيلة؛ تكرُمة من عند الله ﷻ، مع حصول هذا الشيء لكل أصحاب رسول الله ﷺ.

وتأمَّل كلماته وقت غزوة الأحزاب أمام عمرو بن ود:

أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه — ضِرغامُ آجامٍ وَلَيثُ قَسوَرَه
عَبلُ الذِراعَينِ شَديدُ القِصَرَه — كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ المَنظَرَه
عَلى الأَعادي مِثلَ رِيحٍ صَرصَرَه

وعلي بن أبي طالب كان يُلقَّب بألقاب كثيرة -رضي الله عنه وأرضاه- لكن أحب الألقاب إليه أبو تراب. فإنه تخاصم مع فاطمة -رضي الله عنها وأرضاها- بنت النبي ﷺ وهي زوجته. فدخل النبي ﷺ على ابنته فاطمة. فسأل عن علي، فقالت: حصل بيني وبينه شيء.

فلَم يقل أبو الزوجة الذي هو رسول الله ﷺ، لم يقل هذا الذي فيه ما فيه، زوجناه وأكرمناه، ثم يخاصم ابنتنا… لا، وإنما خرج رسول الله ﷺ يبحث عن علي.

وهذا فيه فائدة -أيها الإخوة-؛ أن الأب لا يستعجل في نصرة ابنته، فلعل ابنته تكون هي الظالمة، هي الباغية، هي الآثمة. وحتى نتأنى في ذلك، ونحل المشاكل الأسرية بأسلوب حسن نبوي.

خرج النبي ﷺ فوجد عليّا قد خرج من البيت وجلس في مسجد النبي ﷺ، ونام على التراب. فأقامه النبي -عليه الصلاة والسلام-. فإذا ظهره فيه تراب. فقال -وهو ينفض التراب عنه-: «قم يا أبا تراب. قم يا أبا تراب».

ونستفيد أيضًا من هذه القصة أن الرجل إذا خاصم زوجته، فإنه من الشجاعة ومن الرجولة ومن الحكمة، أن يخرج من بيته. لأنه إن بقيَ في البيت سوف تحصل المشاكل، ويحرض الشيطان، ويوسوس للزوجة وله؛ حتى يفوز الشيطان بالطلاق. فإن الطلاق بين الزوجين هو أحب الأشياء إلى الشيطان.

فإن الرجل لو خرج في وقت الخروج، ثم عاد بعد ساعة أو أقل؛ حتى تهدأ النفوس، لكان ذلك من الحكمة. كما فعل أبو الحسنين، أبو تراب علي بن أبي طالب؛ رضي الله عنه وأرضاه.

سيف الله المسلول

ومن الألقاب أيضًا لقب سيف الله المسلول، وهو خالد ابن ابن الوليد، رضي الله عنه وأرضاه. فالنبي ﷺ كان في المدينة؛ وكان ينقل الخبر لأصحابه في غزوة مؤتة. وكان قائِد المسلمين زيد ابن حارثة، يحمل الراية، فأُصيب، فقُتِل.

فقال -صلى الله عليه وسلم- يخبر الصحابة بما جاءه من الوحي.

وأخذ الراية جعفر بن أبي طالب؛ رضي الله عن الجميع. ثم قُطِعَت يده. فلم تسقط الراية، أخذها بشماله. فقُطِعَت يده. فلم تسقط الراية، أخذها بعضديه. حتى أُصيب فقتل.

فأخذ الراية عبد الله ابن أبي رواحة، رضي الله عن الجميع، ثم قتل.

ففي المعارك لا بد من أن تسقط الراية، فيسقط الجيش. هنا يحافظون على الراية فانظر إلى جعفر، وسُمي جعفر الطيار لأنه طار مع الملائكة في الجنة، كما رآه النبي ﷺ صبيحة المعركة. رأى جعفرًا -رضي الله عنه- يطير مع الملائكة في الجنة، فسمي جعفر الطيار. ولا زال أولاده إلى اليوم يسمون: فلان ابن جعفر الطيار؛ لأنه طار مع الملائكة، أكرمه الله بعد أن فقد ذراعيه، ثم مات -رضي الله عنه- دفاعا عن الإسلام.

ثم لما مات الثلاثة، جاء خالد بن الوليد فأخذ الراية. قال ﷺ -وعيناه تذرفان- «أخذ الراية سيف من سيوف الله، خالد بن الوليد، ففتح الله عليه».

فسُمّي خالد بن الوليد: سيف الله المسلول؛ رضي الله عنه وأرضاه.

أمين الأمة

لما جاء الناس من نجران يسألون النبي ﷺ عن رجلٍ يأتيهم. فقال «لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين». فبعث معهم أبو عبيدة ابن الجراح عامر بن عبد الله، رضي الله عنه وأرضاه.

أرسله معهم. وقال «هذا أمين هذه الأمة». والحديث صحيح في صحيح البخاري.

أسأل الله ﷻ أن يلحقنا بهم، وإن يجعلنا في زمرتهم مع مرافقة النبي ﷺ في الجنة.

أقول قولي هذا، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد يا عباد الله. ونُكمِل مع الصحابة الأكارِم وألقابهم.

خادم رسول الله

فقد فاز أنس ابن مالك بلقب خادم رسول الله ﷺ. وصار هذا اللقب تشريفًا له وتكريما. وكان يفخر به. إذ إن أنسا كان عمره عشر سنين، ثم مات النبي ﷺ وعمر أنس عشرون سنة.

فقد خدم النبي ﷺ عشر سنين ولم يلق النبي ﷺ منه أذى ولا تقصيرا في ذلك. فرضي الله الجميع.

مؤذن الرسول

وفاز بلال بأنه مؤذن رسول الله ﷺ. نعم، أذَّن للنبي ﷺ لما يتمتع به من صوت جهوريّ قويّ. فأذَّن، وكان مؤذن النبي ﷺ حتى مات. فلما مات النبي ﷺ لم يؤذن بعد ذلك.

ثم لما طلب منه الصحابة بعد سنين أن يؤذن فقام، فأذَّن، فلما وصل أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله، بكى، ولم يكمل الآذان. فبكى الصحابة لما تذكروا رسول الله ﷺ، وتذكروا أذان بلال إبان حياته ﷺ. فرضي الله عن الجميع.

خطيب الرسول

ومنهم ثابت بن قيس، خطيب رسول الله ﷺ. كان له صوت قويّ وآتاه الله من الفصاحة والبلاغة واللغة شيئًا عظيما.

حتى إذا جاء من المشركين من يهاجم النبي ﷺ بخطبة رنانة. قال لثابت «قم يا ثابت». فكان ثابت يرد عليهم حتى يخزيهم، ويبلع ألسنتهم؛ فلا يستطيعوا أن يتكلموا بكلمة.

هذه الصواريخ وهذه القذائف الربانية التي وهبها الله لثابت، يُسكِت بها أعداء الله.

فلذلك على الخطباء والأدباء أن يُسَخروا قدراتهم للدفاع عن السَّنَّة وأهل السنة.

شاعر الرسول

وكان منهم شاعر رسول الله ﷺ، حسان بن ثابت. فإذا جاء أحد المشركين؛ فقال قصيدة عصماء قوية، يهاجم بها النبي ﷺ ومن معه. قال «قُم يا حسان». فقال للفور، وكأنَّ القصيدة أُعِدَّت مسبقا. فيقولها فورا، مددا من الله، وتوفيقا من الله، وتسديدا من الله.

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ — وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ
أَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍ — فَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُ
لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ — وَبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِلاءُ
فَإِنَّ أَبي وَوالِدَهُ وَعِرضي — لِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقاءُ

ثم أخذ بهذه القصيدة العصماء، يرد عليهم، حتى أخزاهم الله؛ فلا ينطق ببنت شفه. لأن هذا المَدد والقوة من الله. فلا أحد يستطيع أن يقول ما قال حسان، ولا إن يتكلم أحد بمثل ما تكلم ثابت. لأنهم يدافعون عن الله ورسوله، وعن دين الإسلام.

هؤلاء هم أصحاب رسول الله ﷺ.

أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم — إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ

فكيف لأحد أن يتكلم عن رسول الله أو عن أصحابه. والنبي ﷺ يقول «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه»

لا إله إلا الله. ما أعظم فضل أصحاب رسول الله ﷺ. لذلك، لتمتلئ قلوبنا بمحبة أصحاب رسول الله ﷺ. ولتمتلئ بيوتنا بأسماء أصحاب رسول الله ﷺ. ولتُشَنَّف آذاننا بسمَاع قصص أصحاب رسول الله ﷺ، لتبقى الأمة قوية، وليبقى الناس في قدوة عظيمة.

هؤلاء هم القدوة، وهؤلاء هم الأسوة. إذ رضي الله عنهم وأرضاهم.

الدعاء

أسأل الله ﷻ بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يلحقنا بهم. اللهم الحقنا بهم يا رب العالمين. اللهم احشرنا معهم في زمرة النبي ﷺ.

اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى لنا ولوالدينا ولإخواننا وأهلنا وأزواجنا وذرياتنا يا رب العالمين.

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وقِنا واصرف عنا برحمتك يا ربنا شر ما قضيت.

اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا كربا إلا نفسته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا ضالا إلا هديته، ولا عاصيا إلا وفقته للتوبة العالمين.

اللهم أحسِن خاتمتنا يا رب العالمين.

اللهم ارزقنا بر آبائنا أمواتا وأحياء يا رب العالمين.

اللهم نسألك يا الله الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

وصل اللهم على نبيك محمد وآله وصحبه وسلم. وأقم الصلاة.


وبعْد؛ فكان ما قرأتم واطَّلعتُم عليه هو خطبة جمعة عن فضائل الصحابة وألقابهم «رضوان الله عليهم أجمعين». ألقاها فضيلَة الشيخ د. فرحان بن عبيد الشمري؛ جزاه الله خيرًا.

بالطَّبع كان هذا غيض في فيض مِمَّا ورد في فضائل أصحاب النبي محمد -عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام-. فإذا أردنا مزيد إسْهابٍ وإفَاضَة وتَوَسُّع في الحديث عنهم فسنحتاج إلى الكثير والكثير من الخُطَب والدروس والنَّدوات. رضيَ الله عنهم جميعا.

ونوصيكم أيضًا بالطلاع على: عقيدة أهل السنة والجماعة تجاه أصحاب النبي ﷺ – خطبة الأسبوع لهذه الجمعة

رأي واحد حول “خطبة جمعة عن فضائل الصحابة وألقابهم «رضوان الله عليهم أجمعين»”

أضف تعليق

error: