تحقيق عن الدروس الخصوصية

تحقيق عن الدروس الخصوصية

ما الجريمة التي يرتكبها المدرس عندما يأتي إليك ليعطيك درسا خصوصيا بناء على طلبك، ثم يحصل على مقابل لهذه الخدمة؟

ولماذا يرفع كل مسئول في وزارة التربية والتعليم شعار محاربة الدروس الخصوصية، في الوقت الذي – ربما – يستعين فيه هذا المسئول -نفسه – بمدرسين خصوصيين لأبنائه؟

وهل تتناسب هذه الصورة التي يظهر فيها المدرس وكأنه مجرم مطارد من المسئولين، مع قدسية هذه المهنة التي لخصها أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله: كاد المعلم أن يكون رسولا؟!

هذه الأسئلة وغيرها كانت تدور بأذهاننا ونحن نفكر في إعداد هذا الملف عن الدروس الخصوصية التي يجب أن نعترف بأنها أصبحت واقعا نعيشه…

واقع له نجومه ومشاهيره، وطقوسه، وفلوسه أيضًا.

قد نتفق، وقد نختلف مع العديد من الآراء التي ترفض أو تؤيد تحارب أو تشجع الدروس الخصوصية، لكننا قررنا أن نحتفظ برأينا مؤقتا، ونرصد هذا الواقع كما هو، خاصة في هذه الأيام التي تعتبر موسما للدروس الخصوصية مع اقتراب مواعيد الامتحانات في المدارس والجامعات… هذا الواقع الذي يجعل بعض التلاميذ باشاوات في مدارسهم لأنهم ببساطة يشترون المدرسين بفلوسهم ومن ثم يسمح لهم هؤلاء المدرسون بالغياب من المدرسة أو يتغاضون عن هروبهم من الحصص مقابل إعطائهم لدروس خصوصية…

وجدير بالذكر أن لجنة التعليم بمجلس الشعب كانت منذ سنوات قد طلبت دراسة إصدار قانون ينظم الدروس الخصوصية ويحدد مواعيدها بما لا يتعارض مع المواعيد الرسمية للمدارس… لكن شيئا من هذا لم يحدث في الواقع، ولعل فتح هذا الملف من جديد يكون فرصة لإعادة طرح هذا الأمر، خاصة وأن القضاء على الدروس الخصوصية بشكل نهائي، أمر يبدو مستحيلا لأسباب كثيرة سوف تكتشفها بنفسك بعد قليل… والآن… من أين نبدأ؟ من فوق أم من تحت؟

من الجامعات التي أصبحت الدروس فيها بيزنس يجعل بعض المعيدين يتعمدون الرسوب في امتحانات الترقي إلى الدرجات الأعلى حتى يستمروا في إعطاء الدروس الخصوصية لأن لوائح الجامعات – التي لا تطبق غالبا – تنص على أن المعيد الذي يضبط متلبسا بإعطاء دروس خصوصية يعاقب بلفت نظره فقط… أما المدرس المساعد فيفصل من الجامعة…

أم من الحضانات التي أصبحت مراكز لغرس مفهوم الدروس الخصوصية عند الأطفال؟

الأغلى والأشهر في المراكز الخاصة

ظهرت العديد من المراكز الخاصة التي تقدم دروسا لمجموعات كبيرة من الطلاب يضمهم فصل واحد أو مدرج كبير يشبه مدرجات الجامعة…

ويجلس فيه الطلاب والطالبات متجاورين كما يحدث في الجامعة، وهذا في حد ذاته كان أحد وسائل جذب الطلاب للاشتراك في هذه المراكز لكي يشعروا بأنهم أصبحوا كبارا وليسوا مجرد تلاميذ في المدرسة.

واعتمدت هذه المراكز أيضا على الإعلانات التي تملأ جدران المباني في شوارع مصر وتحمل أسماء المدرسين الذين يعملون بها بعد أن تمنح كل منهم لقبا مثيرا مثل: عملاق الفيزياء، ومايسترو الكيمياء وبرنس الجغرافيا.

وهكذا أصبح للدروس الخصوصية نجوم ومشاهير يتنافسون كفريق كرة القدم، للفوز باجتذاب أكبر عدد من الطلاب، معتمدين في ذلك على تكنيكات مختلفة… فنجد مثلا في مادة اللغة العربية اسمين تملأ إعلاناتهما جدران المباني هما مجدي عبد المعبود وسمير السعدني ولكن يبقي الأول ذا صوت مدو بين طلاب مرحلتي الثانوية العامة خاصة في المراكز التعليمية أما أشهر المدرسين الخصوصيين في هذه المادة فهو سليمان الشناوي ونادرا ما يدرس في أحد المراكز.

في اللغة الإنجليزية نجد طلال عبد الخالق ونشاطه يمتد إلى المراكز التعليمية والدروس الخصوصية. وحتى ينضم الطالب إليه في أحد مجموعاته لا بد أن يمر باختبار في اللغة ثم يبدأ تصنيفه مع أي المجموعات ينتمي ولا بد أن يحجز دوره أولا منذ الإجازة الصيفية بداية من شهر أغسطس وإلا فإنه سينضم لمجموعات أحد المراكز التي يدرس بها ومن الطريف الذي يحكيه الطلاب أنه إذا تجاوز شرحه ميعاد الحصة (الساعتين) فقد تصل الحصة الواحدة إلى ثلاث ساعات أو أكثر ويحضر المدرس منهم الطعام على حسابه الخاص.

أما في اللغة الفرنسية فيتكلم الطلاب عن محمد كمال ومؤنس الشامي كأفضل مدرسيها… وفي الكيمياء يأتي اسم أشرف جابر وفي الأحياء مجدي فوده.

وفي الفيزياء بشري عبد الملاك وهي الأغلب سعرا، وقد تكون مادة الرياضيات وما بها من معادلات ونظريات مادة صعبة بالنسبة للعديد من الطلاب وهي من أكثر المواد التي يقبلون عليها لأخذ دروس خصوصية. ويبتعدون عن المراكز ليكون العدد قليلا وبالتالي التركيز يكون أكثر. ومن الأسماء اللامعة في مادة الرياضيات محمد زيادة وعصام إبراهيم وعمرو زياد.

وفي التاريخ يتكلم الطلاب عن يوسف الشناوي أنه يعرف الأسئلة المهمة وكيفية حلها.

وفي الجغرافيا والاقتصاد يذكرون نصار صابر.

فقط نشير إلى أن هذه الأسماء التي وردت على السنة الطلاب ونقلنا بعضها من إعلانات الشوارع لا تعني بالضرورة أنهم الأفضل لكن ربما يكونون الأكثر شهرة في هذا المجال.

واقرأ هنا عن: فساد التعليم في مصر.. أكاديمي

KG دروس!

ن – أ – م [مدرس ابتدائي] لديه تفسير لما يحدث في الـ K. G… يقول: المناهج الدراسية في الحضانة أصبحت صعبة خاصة وأن المواد التي كان يدرسها الأطفال في أولي وثانية حضانة هي تعلم الحروف الأبجدية والأرقام الحسابية والرسم والحروف الأجنبية فقط أما الآن فالطفل لا بد عندما ينتقل إلى المرحلة الابتدائية لا بد من أن  يكون قد تعلم القراءة والكتابة ويأخذ مناهج كان قديما يأخذها طلاب الصف الرابع الابتدائي فالآباء الآن يخافون أن يصبح أبناؤهم متأخرين في الدراسة فيلجئون إلى الدروس الخصوصية لتسهل عليهم الدراسة فيما بعد وتتراوح أسعار الدروس الخصوصية باختلاف المناطق ففي منطقة حدائق القبة يصل سعر الدرس إلى عشرين جنيها بخلاف مصاريف الحضانة ويحصل الطفل على أربع أو خمس حصص أسبوعيا أما في مصر الجديدة فترتفع الأسعار نسبيا حيث يصل سعر الدرس إلى ثلاثين جنيها ويحصل الطالب على ثلاث حصص فقط أسبوعيا ولا يزيد وقت الحصة الواحدة عن 30 دقيقة!

ولكن أسعار الدروس تختلف عندما يذهب المدرس الخصوصي لمنزل الطفل حيث يرتفع سعر الحصة بشكل كبير جدا ويأخذ المدرس ثمانين جنيها نظير إعطائه للدرس الخصوصي للطفل في المنزل الذي يصل إلى 60 دقيقة ويتراوح عدد الحصص المنزلية إلى ثماني حصص شهريا.

ويقل سعر الدرس الخصوصي إذا كان مع الطفل مجموعة أطفال آخرين في المنزل ليصل إلى 60 جنيها شهريا لذا تلجأ بعض الأسر إلى عمل مجموعات لأطفالهم في منزل أحدهم لتوفير بعض نفقات الدروس الخصوصية في هذه المرحلة.

المدرسون يتكلمون

هذا ما قاله الطلاب… وربما يكون لديهم بعض الحق في الأسباب التي تدفعهم للحصول على دروس خصوصية خوفا على مستقبلهم في ظل اتهامهم للمدرسين بعدم الشرح في حصص المدرسة… فماذا عن المدرسين… وكيف يدافعون عن أنفسهم؟

يقول (م. ع) مدرس لغة إنجليزية، أعمل في مجال التدريس بعد أن تخرجت في كلية اللغات والترجمة، ولم أكن أهدف إلى الدروس الخصوصية من عملي ولكني اضطررت لذلك نظرا لضعف الراتب الحكومي، ثم إني لا أجبر طالبا على أخذ درس معي، فضلا على أني منتظم في حصص المدرسة العادية، ويضيف قائلا: أتمنى أن يرتفع الراتب إلى الحد الذي يغنيني عن الدروس، وذلك لمشقة العمل ولأن ما أكسبه من هذه الدروس يذهب إلى مدرسي أولادي!

يتحدث (ر س) مدرس رياضيات، صافي دخلي هو 248 جنيها وهو ما لا يكفي لتلبية أي احتياجات أساسية فأنا أنفق على المواصلات 70 جنيها شهريا، وأجرة السكن 75 جنيها، غير باقي متطلبات الحياة مما يجعلني مجبرا على اللجوء إلى الدروس الخصوصية ولكن مدرسي التربية الفنية أصعب حالا فلا يوجد لديهم مورد رزق آخر أو بعض التخصصات التي لا يمكنهم إعطاء الدروس، لي أخ أصغر مني بدبلوم صنايع وأشتغل في إحدى المصالح الحكومية ببداية راتب 250 جنيها أي يعادلني بعد 12 سنة من العمل.

إسأل مجرب

وبرغم أننا لا نشجع الدروس الخصوصية فإن من واجبنا أيضا أن نشير إلى أنها كانت سببا في تفوق بعض الطلاب… كما كانت سببا في رسوب بعضهم أيضا… ولنبدأ بالمتفوقين أولا:

في البداية يقول سامح عبدالعاطي – الطالب بكلية الطب – جامعة المنوفية، والحاصل على مجموع 97,3 % في الثانوية العامة – القسم العلمي – شعبة العلوم.

من مميزات الدروس الخصوصية أنها تكسر حاجز الرهبة من الامتحان، وتبني الثقة في نفس الطالب، والتي تساهم – في نظري – بأكثر من 75 % من المجموع.

وتقول أسماء محمد على – الطالبة بكلية طب بنات الأزهر – والحاصلة على المركز الخامس على مستوى الجمهورية في العام الماضي بمجموع 98.8 % بينما كانت الدروس الخصوصية بالنسبة لي طوال المراحل الدراسية السابقة شيئا فرعيا، إلا أنني أصبحت في الثانوية أعتمد عليها اعتمادا أساسيا قد تتعدى 70 %، والشيء المميز فيها هو أنها أحد روافد الثقة في النفس التي تعد العامل الأساسي في التفوق.

وهناك هاجر حمدي – الطالبة بكلية الطب – جامعة عين شمس – والحاصلة على مجموع 97.5 % في الثانوية العامة – القسم العلمي – شعبة العلوم – التي تقول: إن الدروس الخصوصية من أساسيات التفوق، حيث إن لها دورا كبيرا في تحصيل ومتابعة المواد الدراسية، في ظل تخلي المدرسة عن الدور المنوط بها، وهذا هو بالضبط ما حدث معي، ففي المرحلة الأولى الصف الثاني الثانوي لم أحصل على مجموع أكثر من 95 %، وذلك لقلة الدروس التي كنت أتلقاها، إلا أنني تداركت ذلك في المرحلة الثانية، فمع بداية العام الدراسي بدأت في التحصيل مع المدرسين الخصوصيين، وهو الأمر الذي جعلني أحصل في نهاية العام على مجموع 100 %، لأن الدروس هي التي تساعد على تحديد طريقة المذاكرة والتحصيل.

واسأل مجرب تاني!…

ولكن أحيانا يحدث ما سوف تقرأه الآن. [م ح] يقول: في مادة الكيمياء كان المدرس أثناء الشرح يتوقف عند بعض النقاط ويقول لنا اكتب سؤال امتحان كيمياء 2004 وظل إلى نهاية العام يختار بعض الأبواب ليشرحها على اعتبار أنها مهمة ويهمل باقي الأبواب على اعتبار أنها لن تأتي في الامتحان. وعندما استلمت ورقة الامتحان وجدت أن الأسئلة أغلبها من الأبواب التي لم يشرحها الأستاذ وأثر ذلك على إجاباتي في ورقة الإجابة ويوم النتيجة وجدت نفسي حاصل على 32 درجة في مادة الكيمياء مما أدى إلى تدمير مجموعي وضياع حلمي في الالتحاق بكلية الهندسة.

محمد العوضي: بعد لجنة الامتحان مباشرة أحاول أن أتصل بالمدرسين لأطمئن منهم على إجاباتي وهل هي صحيحة أم لا؟ في بعض الامتحانات التي تأتي من توقعات المدرس أجد المدرس يرد على بالتليفون ويطمئن علينا ويقول لنا مبارك مقدما ولكن عندما يأتي الامتحان من خارج التوقعات قد يغلق المحمول الخاص به ولا يرد علينا.

الهروب إلى الدروس

وقد يكون السؤال عن سبب لجوء الطلاب إلى هذه المراكز أو الدروس الخصوصية بشكل عام تقليدا، ومؤكد أن اجابته معروفة لنا ولك.

ولكن نستمع أيضا إلى ما يقوله هؤلاء الطلاب، ولنحاول أن نعرف كيف ينظمون وقتهم بين المدرسة والدروس التي تكون أحيانا في مواعيد المدرسة.

– يقول وليد يحيي طالب بالمرحلة الثانية أستطيع أن أوفق بين مواعيد المدرسة والدرس بالمركز لأن صاحب المركز في نفس المنطقة ويعرف مواعيد المدارس فيها لذلك يبدأ المركز في الساعة الثالثة تماما.

أما بالنسبة للمواعيد الصباحية في المركز فتكون في الشهر الأخير قبل الامتحانات وأحيانا تبدأ هذه المحاضرات في الساعة الثامنة صباحا.

وللعلم لقد حجزنا لهذه المحاضرات من الآن وأنا لجأت للمركز غصبا عني لكي أفهم الدروس فالكتاب المدرسي ليس له أي معنى فلو قرأناه عشرين مرة لا نفهم إنما ملازم المركز مبسطة ومفسره.

لماذا نضيع وقتنا في المدرسة وهي لا تفيدنا بأي شيء مقارنة بمراكز الدروس الخصوصية التي تعطي لنا الشرح المبسط.

هكذا بدأ محمد علاء الدين منير الطالب بالمرحلة الثانية حديثه: – نحن لا نلتزم بأي شيء في المدرسة والمدرسون يدركون ذلك تماما فهم يشرحون بلا اهتمام لأنهم متأكدون من أننا ملتحقون بمراكز الدروس الخصوصية التي نتلقى فيها الشرح بضمير يصل لدرجة أن يشرح المدرس 10 مرات حتى نفهم.

والغريب أننا نفهم من المدرس بالمركز وعلى الرغم من أن عددنا في الدرس بالمركز يكون كبيرا فقد يصل أحيانا إلى 80 طالبا وطالبة في محاضرات المراجعة النهائية.

– أما هاني عادل سالم طالب بالمرحلة الثانية فقال درسي الخصوصي يبدأ في الساعة الواحدة ظهرا فلا أستطيع أن أقول لمدرسي الحصة الخامسة والسادسة بالمدرسة إنني لدي درس خصوصي وأستأذن منهما.

لذلك أهرب من المدرسة بواسطة القفز من على السور حتى ألحق بالدرس في بيت أحد زملائي.

– ويتدخل زميله شريف قائلا: – أنا أريح نفسي من كل هذه المتاعب وأتغيب من المدرسة في ذلك اليوم حتى استيقظ براحتي وأذاكر حتى موعد الدرس.

يقول على عبد الرحمن طالب بالصف الثالث الثانوي الأزهري: أنا أدرس في مدرسة أزهرية ولدينا لا أهمية للغياب لأن الغياب يكون مكتوبا بالقلم الرصاص فممكن أمسحه أنا وزملائي بعد ذلك

ثم إن إدارة المدرسة تدرك جيدا أن المواد الدراسية كثيرة فنحن ندرس مواد الثانوية العامة العادية بالإضافة لمواد أزهرية لذلك جدولنا مملوء بالمواد الكثيرة فمن أين سنجد وقتا لنذاكرها وأنا أستغل فترة الصباح للمذاكرة بدلا من تضييعها في المدرسة.

لذلك أنا أتغيب عن المدرسة معظم أيام الأسبوع واجعل المدرسة لمقابلة الأصدقاء والزملاء فقط ونهرب قبل موعد الانصراف ولكنني ملتزم كل الالتزام بمواعيد دروسي في المركز.

– أما عن رأي المدرسين في ظاهرة غياب الطلبة عن المدرسة فيقول المدرس محمد عبد الحميد مدرس فلسفة: أحيانا يستأذن مني الطلبة في الخروج من المدرسة للذهاب للدرس حيث إن مواعيد درسهم بعد المدرسة وبعض الطلبة منازلهم بعيدة عن المدرسة لذلك يخرجون مبكرا عن مواعيد الانصراف.

أما عن تصرفي معهم فأنا أوافق على خروجهم ولا اكتبهم غيابا لأنني أراعي ظروفهم وظروف أهلهم الذين يدفعون ثمن الدروس الخصوصية ولأنها مدفوعة مقدما.

كما أراعي احترامهم لي أنهم يستأذنون مني ولم يهربوا وليست كل المواعيد هكذا، فهي تكون مؤقتة وعرضة للتغيير دائما.

اضحك مع الأساتذة!

وبرغم أن موضوع الدروس الخصوصية من الموضوعات الجادة والجافة… وغير المثيرة، إلا أننا وجدنا فيها أيضا ملمحا كوميديا، رأينا أن نضمه إلى هذا الملف لنخفف قليلا من حدته… ولنبتسم مع طلبات المدرسين الغريبة عندما يأتون إليك في البيت.

يقول أحمد سامي: اضطر والذي لشراء تكييف بعدما امتنع مدرس الكيمياء عن الحضور للدرس الخاص مرتين على التوالي بحجة أن شقتنا حر وأنه لا يحتمل هذا الجو واشترط علينا أن نقوم بتشغيله قبل مجيئه بنصف ساعة ولا يتوقف مطلقا طوال مدة الحصة.

ويضيف محمود عبد المنعم: مدرس الفيزياء الذي يشرح لنا يصيبه الصداع إن لم يتناول الشاي أو القهوة أو مشروبه المفضل النسكافيه كل ربع ساعة تقريبا.

وإن توقف الأمر على الشاي أو القهوة فليست هناك مشكلة أما مشروبه المفضل هذا فهو مكلف جدا مما أضطرنا لتجميع تكلفة عبوة النسكافيه والكريمة من بعضنا وظل كل واحد منا يتحمل حوالي خمسة عشر جنيها وكيلو سكر وعبوتي شاي كل شهر لمزاج المدرس العزيز الذي ظن أنه في قهوة وليس في بيت، إضافة لتفرغ أمي طيلة الحصة لطلبات الأستاذ.

وتقول منه الله عبد الباقي مدرسنا اعتاد على تناول الغداء عندنا بحجة أن الدرس من الساعة الثالثة إلى الخامسة ويقول في كل مرة إنه ترك الغداء وأتي ليلحق بحصتنا فنضطر لطهو الطعام أنا وأمي قبل ميعاد الدرس كل أسبوع وطبعا لازم يكون به لحوم أو فراخ ولا بد من أن يكون طعاما جيدا لأن الأستاذ أكيل والمشكلة أن وقت تناوله الأكل لا يقتطع من وقت الحصة ونظرا لأنه مدرس شهير وسمعته كبيرة في أسئلة الامتحانات نضطر لتحمل نفقات الأكل والشرب ونصف ساعة وقتا ضائعا.

حكايتي مع الدروس!

كانت هذه هي بعض الأسباب التي تدفع الطلاب للحصول على درس خصوصي… لكن ما رأيك فيمن قضي عمره كله في الدروس… استمع إلى هذه القصة:

علاقتي بالدروس بدأت منذ طفولتي بسبب سفر والذي إلى الخارج لمدة سنتين لذلك كانت الدروس هي الحل الوحيد وقد بدأت هذا المشوار في ثانية ابتدائي، حيث كنت أحضر إلى مصر قبل بدأ امتحانات التيرم بحوالي شهر واستمر طوال هذا الشهر في أخذ الدروس في مختلف المواد.

في بعض الأحيان كنت أشعر أنني مجرد ماكينة أخذ دروس وأذاكر ولازم أذاكر أكثر من المعدل الطبيعي عشان امتحانات الدروس المستمرة وألا أتعرض للعقاب وأنا بطبعي خجولة وكنت أخاف أي مدرس يشكو لأبي أو أمي وخضت معركة الدروس الخاصة في جميع المراحل.

ومشوار الدروس الذي لم يظهر له نهاية والذي تعرضت فيه لنوعيات كثيرة من المدرسين الذين كان منهم الشرس ومنهم الهادئ والمستغل والمقنع وصفات أخرى كثيرة ومن إحدى المضايقات التي يتعرض لها الطلاب في المدارس في مختلف المراحل ضغط واضطهاد بعض المدرسين للطلبة لإجبارهم على أخذ الدروس.

ولم ينته بعد هذا الكابوس بل يمتد إلى المرحلة الجامعية وأنا واحدة من الذين يفعلون هذا حيث اني تعودت منذ أن دخلت الجامعة على الدروس مع أحد المعيدين الذي تعرفت عليه من خلال بعض الأصدقاء واستمرأت معه حتى الآن وأنا في السنة الثالثة في الجامعة وذلك لسهولة الورق الملخص الذي يقدمه لنا ويقوم بشرحه أيضا بطرق سهلة وتجعلنا أيضا نستطيع التعبير عنه بعدة طرق ولسنا مجبرين على حفظ الكتب كما هي.

أضف تعليق

error: