السياحة في مولدوفا

صورة , تشيسيناو , مولدوفا , روسيا
تشيسيناو – مولدوفا

معلومات عن دولة مولدوفا

قلما ينجذب البعض إلى البلدان الصغيرة أو الغير ساحلية، وهما وصفان متحققان بجدارة في ملدوفا Moldova، فهي بلد صغير غير ساحلي تحدها رومانيا من الغرب وأوكرانيا من الشرق ولا يتجاوز عدد شعبها الخمسة ملايين نسمة، إلا أن هذين الوصفين لم يمنعاها من أن تكون مقصدًا سياحيًا يستحق التعريف به.

تاريخ دولة مولدوفا

دولة ملدوفا Moldova كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية والإتحاد السوفيتي لاحقًا، مما أكسب مدنها بعض خصائص وسمات تستحق الإكتشاف، ففيها ولا شك متعة ثقافية وولع معرفي بجزء من التاريخ الروسي الممتد عبر ما كانت مقاطعته سابقًا وأصبحت دولة حاليًا، فهو تاريخ أشبه برقعة البازل التي تحتاج إلى تجميع قطع الأطراف والزوايا مع قطع القلب لرؤية الصورة كاملة، فملدوفا قطعة في زاوية على رقعة البازل الروسي بها تَكْمُل المعرفة التاريخية. فضلًا عن سكانها الخليط من أعراق عدة لكل منها عادات وطريقة معيشة مما يُعزز شعور الحاجة للإستقصاء والإستكشاف.

المناطق السياحية في دولة مولدوفا

الرحلة المعرفية اليوم لدولة ملدوفا… الوجهة المنسية للسائح العربي.
مولدوفا عاصمتها تشيسيناو أو كيشيناو، وهي أكبر مدن الدولة ومركزها الإقتصادي والثقافي. وتعتبر اللغة المولدوفية هي اللغة الرسمية للبلاد، وبجانبها الروسية التي يتحدث بها عدد ليس بالقليل من السكان المحليين.

أما تيراسبول فهي ثاني أكبر المدن، والمثير للدهشة أنها دولة مستقلة بقرار داخلي فقط حيث لا تعترف بها دولًا أخرى بما فيها روسيا، ولعل أبرز أسباب الإنفصال ترجع إلى أن الغالبية من سكانها من الأصل السلافي (مزيج من الروس والأوكرانيين).

وواقعيًا تعتبر مولدوفا بؤرة إنصهار لجنسيات عدة ومختلفة، فـ 75% من المولوفيين رومانيين، و8% منهم أوكرانيين، ثم يليهم الروس، هذا الإنصهار عدد من طبائع الشعب وتقاليده.

وإقتصاديًا يعتبر دخل الفرد المولدوفي الأقل مقارنة بكل الدخول السنوية في أوروبا، لكن على الجانب الآخر فإن تكلفة المعيشة فيها منخفضة إلى حد بعيد عن مثيلاتها في باقي أوروبا، ولا أدل على ذلك من تكلفة وسائل النقل العامة وسيارات الأجرة فيها، وكدليل آخر تعتبر أسعار الوجبات الغذائية فيها منخفضة أيما إنخفاض، لكن الغريب أن فنادق الإقامة تتساوى مع غيرها في أوروبا من حيث الأسعار.

والمطبخ الملدوفي التقليدي مشهور بتنوعه الجم مع تأثره بالثقافة الغذائية للدول الأخرى مثل روسيا واليونان وأوكرانيا ورومانيا، كما تشتهر ملدوفا بإنتاجها الغزير من العنب وأنواع عدة من الخضروات والفواكهة، كما تشتهر بإنخفاض أسعار لحوم الضأن والدواجن فيها.

وأنسب أوقات السفر إلى مولدوفا في العام هي الشهور ما بين أبريل إلى يونيو لروعة الطقس ودفئه، كما أنه من المستحسن قبل السفر إليها التطعيم ضد الدفتيريا والكزاز وإلتهاب الكبد A، وإن كان الأمر ليس مُلزمًا.

أما بالحديث عن مزاراتها السياحية فهي عديدة ومتنوعة، ففيها الكنائس الأرثوذكسية العتيقة والمتاحف والحدائق والأسواق، كما فيها من القلاع التاريخية مثل قلعة “سوروكا” التي شُيدت في القرن الخامس عشر على يد أحد قادة البلاد الملقب بـ “ستيفان سيل” الذي استمر حكمه خمسين عامًا وقاد البلاد للإستقلال عن جيرانها ومنهم الإمبراطورية العثمانية ومملكة المجر ومملكة بولندا.

ولعل أقدم المدن المولدوفية هي “أورهيول فيشي” الواقعة في وادي صغير يحمل نفس الاسم، ولازالت هذه المدينة إلى الآن محتفظة بالمستوطنات الأولى العائد تاريخها إلى مئات السنين، وتبرز حول هذه المستوطنات كهوف جبلية عليها منحوتات صخرية تحكي قصتها وتاريخها وقصة وتاريخ الدولة بالكامل مثل كهف “المفاجآت” وكهف “إميل راكوفيتا”، وفي المدينة أيضًا قلعة حربية مقامة منذ القرن الخامس عشر، ودير “دورميتيون” العائد إلى القرن الثاني عشر والدال على أجمل المشاهد المعمارية للقرون الوسطى.

وفي التلال المحيطة بأركان المدن تتلألأ الطبيعة الخلابة مع غابات الكروم ومزارع الخضروات والفواكهة.

ولم تنسى مولدوفا تاريخها وتنوعها الثقافي والشعبوي، فأسست تخليدًا لحضارتها وثقافتها أكثر من مائة متحف ومعرض، فيها ما يختص بالتحف الأثرية، ومنها العارض لمصنوعات الحرف اليدوية، ومنها الحربي والتاريخي والسياسي والموسيقي واللوحي…. إلخ.

وختامًا وجب التنويه والتبشير بأن خدمات الإنترنت الهوائي (واي فاي) متاحة في كل أركان الدولة ومبانيها وشوارعها وبالمجان.

أضف تعليق

error: