أسئلة حول الحديث القدسي: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب

أسئلة حول الحديث القدسي: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب

باختصار؛ السؤال يقول: ما معنى الحديث القدسي الذي قال فيه الله ﷻ: ﴿من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته﴾. وما رأي الدين فيمن يلجأون إلى أولياء الله الصالحين بالدعاء؟

وكان الجواب حينها من الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي -رحمه الله-؛ حيث قال: إن كلمة الولاية تطلق على الله الخالق وعلي العبد المخلوق – فالمؤمنون أولياء الله، قال ﷻ: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون كما قال ﷻ: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور…

وخلاصة القول في الولي أنه عبد تولي الله في الطاعة وصدق العبادة، فتولاه الله بالكرامة – التي هي البشري في قوله: لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة وشأن العبادة المشروعة أن ترقي بالنفس المؤمنة، فإذا أكثر منها بأن أضاف إلى الفرائض نوافلها واتخذ لنفسه منها وردا بالليل والنهار فقد انتهي به هنا إلى حب الله ﷻ ثم ينتهي به هذا إلى شفافية النفس ونور البصيرة حتى يصير مستجاب الدعوة يحب الله له ما يحب ويكره له ما يكره كما يفعل هو ذلك مع ربه ﷻ.

وليس التردد في جانب الله بمعنى الخوف وعدم العزيمة ولكن بمعنى الرحمة، إذ للموت سكرات قاسية ما نجا من آلامها أحد حتى رسول الله ﷺ.

وأما اللجوء في الأمور فلا يكون إلا لله الذي بيده وحده مقاليد الأمور ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ ~ الآية 31 سورة يونس.

كما لا يكون الدعاء إلا إلى الله لأنه عبادة ولا عبادة إلا لله، فإن كانت زيارتهم للتبرك فلا بأس وإن كانت للتذكر بالموت فكذلك – وإن كانت للشفاعة ففيها أقوال، وإن كان اللجوء لطلب نفع أو دفع ضرر فهو حرام يخشى على صاحبه من الشرك.

أضف تعليق

error: