الاستغاثة: تعريفها وأنواعها

تمت الكتابة بواسطة:

الاستغاثة

تعريف الاستغاثة

اللهم أغث إخواننا من كل كرب، أغث هو فعل مشتق من الاستغاثة، والاستغاثة معناها في اللغة: طلب الغوث، وهو التخليص من الشدة والنقمة، والفكاك من الشدائد.

وشرعاً: نِداء الله ﷻ والتوجه إليه لإزالة الشدة والكرب.

هل الاستغاثة عبادة لله؟

نعم؛ الاستغاثة عبادة وقربة؛ ولهذا يجب صرفها لله ﷻ، وعدم إشراك أحد معه.

وهناك آيات قرآنية تؤكد ذلك، فقد قال الله ﷻ ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ﴾، قال ﷻ ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾.

في الآية بيان لحال المؤمنين في غزوه بدر، وأنهم لما أصابهم الكرب طلبوا من الله الغوث بالنصر على المشركين، فاستجاب الله لهم.

أنواع الاستغاثة بغير الله

الاستغاثة بغير الله نوعان:

الاستغاثة الجائزة

وهي الاستغاثة بالحي الحاضر القادر في أمر يستطيعه، مثل استغاثة الصغير بوالديه، واستغاثة الضعيف بالقوي الحاضر ليدفع عنه الأذى.

ومن أدلة جواز ذلك قول الله ﷻ ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾.

فموسى –عليه السلام– كان حياً حاضرًا قادرًا، فلهذا جازت الاستغاثة به.

الاستغاثة الشركية

وهي الاستغاثة بغير الله في كشف الضر، أو تحويله في شيء لا يقدر عليه إلا الله، أو الاستغاثة بالميت مطلقاً، أو الاستغاثة بالحي الغائب، وهذه الأنواع من الاستغاثة شرك أكبر.

تُعد شركاً أكبر: لأن الاستغاثة عبادة، وصرفها لغير الله ﷻ شرك أكبر.

ومما يدل على ذلك قوله ﷻ ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنسَانُ كَفُورًا﴾.

نستنتج من هذه الآية أيضاً أن الضراء لا يكشفها إلا الله ﷻ، فالإنسان إذا وقع في كرب وشدة فلا ملجأ له إلا إلى الله –عز وجل– قال ﷻ ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾.

هل قد يستغيث المشركون بالله؟

كان كثير من المشركين إذا وقعوا في كُربة وانقطعت بهم الأسباب يرجعون بفطرتهم إلى الله وحده لا شريك له؛ لعلمهم أن الله وحده لا شريك له هو النافع وقت الشدائد.

قال ﷻ الله ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾.

عجباً لأمرهم فإذا كان هذا حالهم وقت انقطاع الحيل والأسباب فلماذا لا يكون هذا حالهم دائماً.

اللهم اجعلنا دائماً وأبدا ممن يستغيثون بك وحدك لا شريك لك.

⬛️ وهنا أيضًا مقترحات:


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: