أسباب وعلاج التبول اللاإرادى عند الكبار

صورة , التبول اللاإرادى , سلس البول
التبول اللاإرادي

ما هو التعريف الطبي للتبول اللاإرادى؟

قال “د. سمير شماسنة” طبيب وجراح” التبول اللاإرادى هو فقدان السيطرة الإرادية على عملية التبول.
وينتج في مجمله من مشكلة عصبية بين المثانة وبين الدماغ. وهو من الأمور المزعجة والمُحرجة جدًا.

والتبول اللاإرادى لا يعدو كونه عَرَض لمرض آخر، وتزيد نسبته في النساء (50%) عن الرجال (30%).

هل تختلف أسباب الإصابة بالتبول اللاإرادى ما بين الأطفال والبالغين؟

أكد د. سمير أنه بالنسبة للأطفال فلا يوجد سبب مرضي للتبول اللاإرادى عندهم حتى عمر الخمس سنوات، لكن بعد الخمس سنوات يمكن التدخل طبيًا لعلاج ظاهرة التبول اللاإرادى.

أما التبول اللاإرادى عند البالغين (ويُعرف أيضُا باسم سلس البول) فينقسم إلى ثلاثة أنواع أساسية ونوع آخر نادر الحدوث وليس أساسي، وهذه الأنواع تختلف في أسبابها كالتالي:

سلس البول التوتري، وليس له علاقة بالتوتر العصبي، ولكنه عبارة عن نزول قطرات من البول لا إراديًا أثناء العطس أو السُعال، أو أثناء ممارسة بعض التمارين الرياضية. ويكون بسبب ضعف في عضلات عنق المثانة أو عضلات الحوض.

ويُصيب غالبية النساء بعد الولادات المتكررة، كذلك النساء بعد سن إنقطاع الطمث، نظرًا لنقص هرمون الإستروجين الذي يعمل على تلف عضلة المهبل.

سلس البول الإلحاحي: ويكون عند الرغبة الكاملة في التبول، لكن يخرج البول لا إراديًا قبل الوصول إلى المرحاض. وقد ينتج عن النشاط الزائد للمثانة، أو ينتج عن صغر المثانة.

سلس البول المتنوع أو المُختلط: وهو عبارة عن خليط من النوعين الأول والثاني، حيث يخرج البول أثناء العطس مثلًا مع عدم القدرة على تمالك النفس لحين دخول المرحاض. وهو أكثر الأنواع إحراجًا على المستوى الإجتماعي.

النوع الأخير هو نوع غير أساسي ونادر الحدوث جدًا، وينتج عن تغيرات فسيولوجية في المثانة، تؤدي إلى إستمرار وتكرار التبول اللاإرادى كل نصف ساعة تقريبًا.

ومن التقسيم السابق يمكن إجمال الأسباب المؤدية للإصابة بالتبول اللاإرادى عند البالغين في الآتي:
• الولادات المتكررة عند النساء.
• الإستئصال الكامل للبروستاتا عند الرجال.
• إلتهاب المسالك البولية المزمن والمتكرر، حيث أن المثانة لا تُفرغ كل ما بداخلها من البول، فعندما تمتليء ببول جديد تضطر إلى إخراج القطرات المتبقية داخلها أولًا لإستيعاب البول الجديد.
• تهيج عنق أو جدار المهبل.
• الإمساك الشديد، لأنه يضغط على المسالك البولية مما يساعد في خروج سلس البول.
• الإفراط في تناول الأغذية والمشروبات الغنية بمادة الكافيين مثل القهوة والشيكولاتة والمشروبات الغازية.
• الإفراط في تناول الحمضيات، لأنها مُدرة للبول بالأساس.
• الإصابة بزيادة الوزن أو السمنة.
• الإصابة بمرض السكري.
• تناول بعض الأدوية كالمهدئات ومضادات الإكتئاب.

هل يلعب العامل الوراثي دور في الإصابة بالتبول اللاإرادى؟

توجد علاقة وراثية في الإصابة بالتبول اللاإرادى بين أفراد العائلة الواحدة، لكن لا يجب أن نغفل أنه عَرض لمرض ما، وعند مُعالجة السبب الرئيسي سنتغلب على المشكلة تمامًا.

هل يؤثر حبس البول في الإصابة بالتبول اللاإرادى على المدى البعيد؟

صحيًا يجب عدم حبس البول نهائيًا عند كل المراحل العمرية، لأن التعود على حبس البول يُصيب بفقد السيطرة على أوقات التبول بمرور العمر، للخلل العصبي الناتج عن عملية الحبس بين المثانة والدماغ.

أين تكمن خطورة التبول اللاإرادى عند كبار السن؟

تكمن الخطورة في إنعزال الشخص عن المجتمع، وتوقفه عن ممارسة الأنشطة اليومية الحياتية العادية، الأمر الذي ينتج عنه ردة فعل صحية على الحالة النفسية للمريض، قد تؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب والإنطواء، وحالات من التوتر والهلع المستمر، مع الرُهاب الإجتماعي ومن ثَم الإنعزال.

ما أبرز طرق الوقاية من التبول اللاإرادى عند الكبار؟

أشار د. سمير إلى وجود ثلاثة عوامل أساسية للوقاية من سلس البول، هي:
• تجنب الإفراط في تناول مادة الكافيين، والمنتشرة في القهوة والشيكولاتة والمشروبات الغازية.
• تجنب الإفراط في تناول العصائر المُدرة للبول مثل الليمون والبرتقال.
• المُصابون فعليًا بسلس البول عليهم تجنب تناول السوائل قبل الخروج من المنزل.

ما الدور المنوط بالأهل للسيطرة وعلاج التبول اللاإرادى عند المريض؟

يلعب الأهل دورًا هامًا في الوقاية أولًا ومنذ الطفولة والعلاج ثانيًا من التبول اللاإرادى، ويتمثل هذا الدور المهم في:
• حث الطفل على عدم حبس البول.
• عدم التعنيف الجسدي أو التوبيخ اللفظي للطفل إذا حدث وتبول لا إراديًا.
• تعويد الطفل على التبول قبل النوم مباشرة، مع إيقاظه من النوم على الأقل مرتين أثناء الليل للذهاب إلى المرحاض والتبول، مع ملاحظة • معدلات تحسن الحالة، والهدف هنا هو تنشيط الكفاءة الوظيفية لأعصاب المثانة.
• حث الطفل على ممارسة بعض التمارين التي تهدف إلى تقوية عضلات المثانة والحوض.

• الإلتزام بالبرنامج العلاجي الدوائي، مع المتابعة المستمرة لنتائج العلاج على الطفل المريض.
• الفحص والعلاج المبكر فور الإصابة، لأن تأخير المتابعة الطبية يؤدي إلى زيادة الفترة الزمنية للعلاج مع إحراز نتائج أقل.
• عدم الخجل الإجتماعي أو الهروب النفسي من هذا المرض، لأن ذلك يمثل عامل نفسي ضروري في العلاج.

هذا الإلتزام من جانب الأهل مع طفلهم منذ الصغر يساعد كثيرًا في وقايته من الإصابة بالتبول اللاإرادى، وكذلك علاجها إذا حدثت الإصابة فعليًا، الأمر الذي يُجنب إستمرار الإصابة بالتبول اللاإرادى مع البلوغ والكبر.

ما أهم الطرق العلاجية للتبول اللاإرادى؟

تتعدد طرق العلاج للتبول اللاإرادى، وتنقسم في مجملها إلى شقين:
العلاج اللاجراحي: وهو المُعتمد على:
الحمية الغذائية الخالية من مادة الكافيين ومدرات البول من العصائر وباقي السوائل.
ممارسة مجموعة من التمارين الرياضية المحددة والمعروفة لتقوية عضلات المثانة وعضلات الحوض.

إستعمال مجموعة من الأدوية مثل أدوية الديدراسيتور التي تساعد على التحكم في المثانة وإرتخائها بشكل منضبط لتفريغ كل كميات البول الموجودة بداخلها، لمنع تراكم البول الذي يؤدي حتمًا إلى الإصابة بالإلتهابات.

مع بعض الحالات التي لا تُحرز تقدمًا مع الأدوية، يتم إستخدام شريط مادة البرولين لرفع المثانة ومن ثَم تخفيف الضغط عليها.

العلاج الجراحي: وهو آخر الإجراءات العلاجية حيث يتم إتباعها بعد فشل كل الطرق اللاجراحية، وقد يلجأ الأطباء إلى زرع مثانة بديلة بعد إستئصال المثانة الطبيعية خاصة إذا كانت مُصابة بأورام سرطانية.

أضف تعليق

error: