أركان الصيام ومبطلاته مع الكفارات

أركان الصيام ومبطلاته مع الكفارات

نتناول في مقالنا هذا -بحول الله وقوَّته- ذِكر أركان الصيام ومبطلاته [مفسداته] مع الكفارات التي تجب على المسلم إذا وقع في هذه المبطلات. وذلك مع ذِكر المذاهب في هذه الكفَّارات. فقد أوردنا رأي المذاهب مقابل ما يراه المذهب المالكي. وميّزنا رأي المالكية باللون الأحمر حتى يسهل التعرّف على رأي المذهب على حِده.

هذا المقال يعتبر بحث مُختصر عن أركان الصيام ومبطلاته. فإذا أردتم التعمق في المسألة فعلي الرجوع إلى العلماء ودروسهم وكتب العلم التي تناولت هذه الأمور باستفاضة.

وكذلك من أراد أن يطَّلِع على رأي كافَّة العلماء والمذاهب في مسألة بعينها سواء من أركان الصيام أو مبطلاته أو مروهاته، فحريّ به الرجوع لى العلماء أو إلى دار الإفتاء أو كتب العلم ليجِد جوابًا شافيا وافيا كافيًا لمسألته.

أركان الصيام ومبطلاته

بداية؛ فإن الركن في العبادة هو ما تفسد العبادة بتركه. والصيام له ركنان اثنان تفسد العبادة بتركهما. أما الركن الأول فهو النية. النية من الليل. قال النبي ﷺ «من لم يجمع الصيام قبل الفجر» يعني من لم ينوي الصوم قبل الفجر «فلا صيام له». والركن الثاني هو الإمساك عن جميع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. قال الله ﷻ ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾. وبداية الليل تكون بذهاب قرص الشمس. — يُمكنك أيضًا هنا الاطلاع على: آيات عن الصيام في القرآن الكريم.. برقم الآية واسم السورة

فهذان هما ركنا الصوم اللذان يفسد الصوم بتركهما؛ وإليكم التفصيل:

النية

أما الركن الأول وهو النيَّة. فالنية هي العزم على الصوم. ومحل النية القلب. فلا يتكلف النطق بها فالله عليم بذات الصدور. ومجرد استحضار الإنسان لما سيقوم به واستعداده للصوم بالسحور ونحوه يدل على وجود النية في قلبه.

ومن أمسك يومه كله عن جميع المفطرات ولم يستحضر نية أداء الفريضة والتقرب إلى الله فلا صوم له. ووقت النية هو الليل. فلا يجوز تأخيرها إلى ما بعد الفجر. وشهر رمضان كله –في مذهب الإمام مالك– كعبادة واحدة، فتكفي فيه النية في أول الشهر. ويحسن تجديدها في كل ليلة؛ إلا إذا انقطع صيامه بسبب مرضٍ أو سفرٍ أو نحوه، فحين إذ يجب عليه تجديد النية.

الإمساك عن جميع المفطرات

وأما الركن الثاني وهو الإمساك عن جميع المفطرات.

وأول تلك المفطرات هي تعمد الجماع في نهار رمضان، وهو مفطر بإجماع. فمن تعمد ذلك وجب عليه قضاء ذلك اليوم ووجب عليه كذلك الكفارة.

والكفارة هي صيام ستين يومًا متتابعة، أو إطعام ستين مسكينا.

والكفارة -في المذهب- على التخيير. إن شاء كفر بهذا وإن شاء كفَّر بهذا.

فإذا وقع الجماع منه سهوا ونسيانا فعليه القضاء فقط. لأنه ترك ركنا. وليس عليه الكفارة لأنه لم يقصد انتهاك الحُرمة.

ومثل الجماع تعمد إخراج المني بأي طريقة كان. فإذا وقع منه ذلك فعليه القضاء فقط عند الجمهور. أما عند المالكية فعليه القضاء والكفارة.

أما خروج المني في الاحتلام -يعني في النوم من غير قصد- فليس فيه شيء، لا قضاء ولا كفارة.

وأما المذي؛ فإذا تعمد إخراج ذلك بنحو قبلة أو لمسٍ فعليه القضاء ولا كفارة عليه في المذهب.

ومن المفطرات أيضًا تعمد الأكل والشرب. فهو مفطر بإجماع. ومن تعمد فأكل أو شرب في نهار رمضان فعليه قضاء ذلك اليوم بإجماع. [وعليه كذلك الكفارة التي سبق ذكرها –في المذهب المالكي-].

فإذا نسي فأكل أو شرب فعليه –في المذهب المالكي– القضاء فقط، خلافا لسائر المذاهِب التي تُسقط عليه حتى القضاء. والمالكية يتأوّلون حديث النبي ﷺ في هذا الباب الذي يقول «من أكل ناسيا وهو صائم، فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه». يقولون بأن المقصود منه هو رفع الإثم عنه فقط. وقوله «فليتم صومه» يعني فليمسك باقي يومه مراعاة لحرمة رمضان.

وكذلك من المفطرات استعمال الحقن المغذية التي يُستغنى بها عن الأكل والشرب كالسيروم ونحوه؛ لأنها في معنى الأكل والشرب.

ومن المفطرات وصول أي شيء مائع إلى الحلق بحيث يجد طعمه في حلقه.وفي المذهب المالكي-: سواء كان الوصول عن طريق الأنف أو الأذن أو العين فهو سواء. وقد قال النبي ﷺ «وبالغ فى الاستنشاق إلا أن تكون صائما». يعني خشية وصول شيءٍ إلى الحلق ولو قطرة ماء.

ومن المفطرات شرب الدخان أو التدخين. لأنه تعمَّد استنشاقه. أما إذا استنشق هذا الدخان في الهواء من غير قصد فهو كسائر الغُبار والدخان الذي لا يستطيع الإنسان أن يحترز منه، فلا شيء فيه.

ومن المفطرات تعمد القيء. فمن تعمد القيء وجب عليه قضاء ذلك اليوم. فإذا غلبه القيء وذرعه فلا شيء عليه إلا إذا رجع منه شيء إلى جوفه فوجب عليه القضاء حينئذ في المذهب. والعلم عند الله ﷻ.

وبعْد؛ فقد تناولنا الحديث في هذا المقال حول أركان الصيام ومبطلاته مع الكفارات. وإذا أردتم أيضًا؛ فهذه: أحاديث نبوية عن الصوم.. مع بيان درجة صحتها ورواتها

أضف تعليق

error: