نحو عام جديد أكثر رفاهية

عام جديد , رفاهية , bag , صورة

تتوالى علينا الأعوام وتمضي بنا الأيام، والأحوال في تغير مستمر الحياة تتجه نحو الصعوبة والتعقيد في ظل الأوضاع الراهنة التي نمر بها، فالاحتياجات كل يوم في زيادة والامكانيات باتت محدودة وقاصرة عن الوفاء بما نريد!

ولأن الحياة أكبر وأعقد من مجرد كلمات وشعارات وتهاني نتبادلها في المناسبات فسنحاول أن نعدل بعض الأفكار والسلوكيات مع مطلع العام الجديد لنستمتع برفاهية أكثر ونحقق راحة أكبر في عامنا المقبل.

كلنا يعلم أن بعض عاداتنا في الإنفاق خاطئة وبعض نظراتنا لمسألة الاقتناء والامتلاك فيها شطط وتغالي، ومن ذلك أن أصبح حكمنا على الناس وعلى معادنهم وانطباعاتنا عنهم متوقفة على ما يبدوا عليهم من علامات الثراء والجاه، كما أننا ربطنا بين ما يقتنيه الناس وبين مكانتهم ومشاعرنا نحوهم.

ولا شك أن هذه الزاوية في الحكم على الإنسان غير صالحة وغير ملائمة إطلاقا، فكم من أناس يرتدون أفخم الثياب ويستقلون أفخم المركبات، ويتيهن في الأرض فخراً بما يملكون من متاع الدنيا وزينتها، ولو اطلعت على دواخلهم وعقولهم لوجدتها خواء، وفراغ مرعب، فهم لا يملكون فكرا ولا قيما ولا مبادئ ولا حتى أهداف لحياتهم، وربما لا يشعر بأثر نعمتهم وفضل ثرائهم إلا أنفسهم وذويهم، يستمتعون ويمضون حياتهم في رفاهية وبزخ رهيب، ولا يخططون لاستثمار ثرواتهم فيما ينفعهم بعد رحيلهم، أو يجعل لهم ذكرا طيبا بعد ذهابهم.

لسنا هنا بصدد الحديث عن معايير الحكم على الناس، بل ما يعنينا أن نلفت النظر إلى أن تعهد تلك الأمور في الحكم على الناس أثر على فكرنا وشوش نظرنتا للسعادة ومفهومها عندنا.

وبما أننا نستقبل عاما جديدا، نخطو معه أولى خطواته، فنحن نوجه دعوة من القلب لتغيير نظرتنا لمفهوم الرفاهية والسعادة، وأن نتخفف من القيود التي وضعناها لأنفسنا والشروط التي قيدنا بها سعادتنا، لنستمتع بعام أكثر رفاهية مهما كانت ظرفنا المادية أو متاعبنا المالية.

غير أفكارك عن السعادة، تحايل على ظرفك لتحقيق الرفاهية

الفكرة الأولى: اعلم أن السعادة لا تتوقف على شيء معين ولا علاقة لها بتحقيق أمور معينة، فالسعادة شعور ينبع من داخلك وقرار يمكنك وحدك اتخاذه، فيمكنك أن تقرر أن تسمح لنفسك بالسعادة حتى وإن أحاطت بك بعض الضغوط أو اعترت حياتك بعض الصعوبات، ويمكنك أن تحرم نفسك منها باختيارك أيضا، ومن سائل حرمان الإنسان لنفسه من السعادة أن يجعل سعادته مرهونة بتحقيق أشياء معينة، ويظل ينتظرها، ويغفل عن أمر غاية في الأهمية أنه لا ضمانات في الحياة، فمن أدراك أن ما تتمناه سيحدث، ومن أدراك انك ستعيش حتى يحدث؟ ومن أدراك أنك إن عشت حتى يحدث وإن حدث بالفعل أن لا يقترن به شيء يغتصب فرحتك أو ينغص سعادتك!

الفكرة الثانية: الرفاهية مرتبطة بكثرة المقتنيات والثراء، لكن هذا لا يعني أنها حكرا على الأثرياء، فيمكنك أن تدير مواردك بذكاء وبحكمة، وتقدم الأهم عل المهم، وتحسن استغلال الفرص المتاحة حولك التي قد تمنحك بعض الرفاهية، يمكنك أن تتعلم ثقافة الادخار والتدبير، تتخلى عن بعض الأشياء الثانوية والتي ليست ذات قيمة كبيرة، لتحقق الأهداف الأكبر.

الفكرة الثالثة: اعلم أن الرفاهية الحقيقية ليس في امتلاك الأموال ولا القدرة على شراء ما لذ وطاب من اللباس والطعام والشراب، بل الرفاهية الحقيقية وقمة الرفاهية أن تكون لديك القدرة على تذوق ما تأكل ولديك الحرية أن تتناول ما يعجبك، دون خوف من مرض أو عرض، أن تستطيع أن ترتدي ما تريد، الرفاهية هي أن تشعر ببرودة الشتاء ويقيك إياها غطاء وبعض الملابس، أن تشعر بالجوع فتأكل دون أن تكون مضطراً إلى تناول عشرة أقراص قبل الطعام وعشرة بعدها، الرفاهية الحقيقية هي الصحة. فوالله حين يهاجم الإنسان المرض لا يستطيع أن يرى أو يتزوق أي شيء من رفاهيات الحياة.

الرفاهية أن تسير على قدميك، وتستطيع تبين الطريق أمامك، دن الحاجة لمن يحملك أو يقود خطاك.

الرفاهية أن تؤدي واجبات عملك كل يوم وتعود إلى بيتك غير محمل بديون أو هموم، وأن تجد أبنائك وأهلك بخير وأن كل شيء على ما يرام، الرفاهية كلها تكمن في أن تسير أمور حياتك بسلام بلا قلق أو وجع أو هلع على نفسك أو على من تحب!

مع بداية العام استمتعوا بكل وسائل الرفاهية التي بين أيديكم ولا يشغلكم التطلع إلى ما لا تناله أيديكم، عامكم رفاهية ورضا لا ينتهي! عامكم سعيد.

أضف تعليق

error: