مرض السرطان: أنواعه، أسبابه، سبل الوقاية منه وعلاجه

أنواع السرطان

مرض السرطان هو مرض مُرعب لجميع الناس نظراً لصعوبة علاجه وصعوبة أعراضه، ولكن هناك بعض الأشخاص يهملون في صحة أنفسهم ولا ينتبهون إلى اتباع طرق الوقاية من مرض السرطان.

وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان من ضمنها السُمنة لذلك يجب التعرُف على باقي الأسباب ومعرفة طرق الوقاية، أما بالنسبة للأشخاص المحيطين بمرضى السرطان فيجب عليهم أن يدعموهم نفسياً ولا يضغطون عليهم لأن مريض السرطان يكون حساس في هذه الأمور.

كيف يتم الإصابة بالسرطان؟

يقول “الدكتور حميد بن حرمل الشامسي” استشاري الأورام والسرطان ورئيس جمعية الإمارات للأورام: إن في البداية يجب معرفة أن الجسم الطبيعي يحتوي على خلايا طبيعية تتكاثر بشكل يومي وتحدُث ملايين الانقسامات في الجسم بشكل يومي وهذا أمر طبيعي.

وخلال هذه الانقسامات يقوم الجسم بالتأكد من انقسام الخلايا بطريقة صحيحة ومناسبة، وإذا حدث أي خطأ في هذه الانقسامات يقوم الجسم بمراجعة هذه الأخطاء وإذا لم يتمكن من تعديلها يقوم بالتخلُص من هذه الخلايا.

وفي حالة حدوث خطأ في أحد الخلايا ولم يتمكن الجسم من التعامُل مع هذه الخلية فإن في بعض الأحيان تتكاثر هذه الخلية بشكل كبير في الجسم وتؤدي إلى خلايا سرطانية تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتفرز مواد كيماوية تؤدي إلى الضعف والإرهاق والتعب وأعراض أخرى.

وتؤدي أيضاً إلى تغيير موارد الجسم الغذائية من الخلايا الطبيعية إلى الخلايا السرطانية وتبدأ في الانتشار في الجسم.

أسباب الإصابة بالسرطان

هناك الكثير من الأسباب للإصابة بالسرطان وتنقسم إلى أسباب معلومة وأسباب غير معلومة، ومن الأسباب المعلومة:

  • التدخين: يُعرف أن التدخين يتسبب في الإصابة بأنواع كثيرة من السرطان مثل سرطان الرئة وسرطان المثانة.
  • السُمنة: تُعد أهم سبب للإصابة بالسرطان، وتؤدي إلى الإصابة ب ١٣ نوع من أنواع السرطان منها سرطان الثدي والمعدة والقولون، وتعتبر السُمنة أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان في مجتمع الإمارات.
  • الجينات: هذا السبب لا يستطيع أحد التحكُم به، فإن جميع الأشخاص يحملون جينات من الآباء والأمهات وبعض هذه الجينات تكون تالفة وتؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالسرطان، على سبيل المثال هناك أنواع محددة من الجينات تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، لذلك من المهم معرفة التاريخ المرضي للمرضى الذين يذهبون إلى عيادات الأورام.

أعراض الإصابة بمرض السرطان

تختلف الأعراض حسب نوع السرطان ولكن هناك أعراض عامة وأعراض خاصة، وتتشابه الأعراض العامة تقريباً في معظم أنواع السرطانات، ومن ضمن الأعراض العامة:

  • التعب والإرهاق.
  • فقدان الشهية.
  • نقص الوزن.

ومن الأعراض الخاصة لبعض أنواع السرطان:

  • سرطان المخ:
  1. صداع مستمر.
  2. قيء.
  • سرطان المعدة:
  1. عُسر الهضم.
  2. آلام في المعدة.
  • سرطان القولون:
  1. الإصابة بنزيف.
  • سرطان الثدي:
  1. آلام وانتفاخ في منطقة الثدي.

ويُذكر أن سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في الإمارات، ويتم تسجيل حوالي ٧٥٠ حالة سرطان ثدي سنوياً بين المواطنين والمقيمين في الإمارات.

والنوع الثاني الأكثر شيوعاً هو سرطان الغدة الدرقية، وهناك زيادة في حالات الغدة الدرقية خاصة بعد حرب الخليج الثانية لأسباب غير معروفة ربما بسبب تلوث الجو.

ولكن أرقام الإصابة بالغدة الدرقية في الإمارات أكبر المستويات العالمية ويتم البحث في هذا الموضوع، والنوع الثالث هو سرطان القولون أو المستقيم فهو منتشر بشكل كبير في دولة الإمارات.

كيف يُمكن تفادي الإصابة بمرض السرطان؟

تابع “د. الشامسي” السُمنة لها علاقة بالإصابة بمرض السرطان، ويُصاب الشخص بالسُمنة بسبب قلة الحركة وقلة ممارسة الرياضة والتغذية الغير صحيحة واستهلاك كميات عالية من الدهون واللحوم، وتعتبر اللحوم أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون في دولة الإمارات، لذلك لتفادي الإصابة بمرض السرطان يجب اتباع الآتي:

  • الحفاظ على الوزن المثالي.
  • الحفاظ على كتلة الجسم المثالية أقل من ٣٠ أي حوالي ٢٥ أو ٢٦.
  • الابتعاد عن تناول كميات عالية من الدهون واللحوم.
  • ممارسة الرياضة.
  • اتباع نظام غذائي صحي.

هذه هي أفضل الطرق لتفادي الإصابة بأنواع كثيرة من السرطان، بعض الأشخاص يقولون إن هناك مرضى كانوا يحافظون على كل هذه الأمور ومع ذلك أُصيبوا بمرض السرطان هذا شيء وارد ولكن يجب اتخاذ الأسباب، والتحكُم في الأمور التي يستطيع الإنسان التحكُم فيها.

أما لعلاقة الأمراض المزمنة بمرض السرطان، فأثبتت الدراسات الحالية عدم وجود علاقة بين الأمراض المزمنة ومرض السرطان، بل هناك بعض الدراسات تقول إن بعض أدوية مرض الضغط والسكري تُقلل من نسبة الإصابة ببعض أنواع السرطان.

ويجب الانتباه إلى أن تعرُض الجسم لأشعة الشمس لفترات بسيطة يُعتبر شيء صحي ومهم لزيادة فيتامين “د” في الجسم، ولكن التعرُض المستمر لأشعة الشمس لفترات زمنية طويلة يؤدي إلى حدوث تلف وخلل في الخلايا ويؤدي إلى سرطانات مستقبلية.

الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان الثدي

هناك مجموعة من الباحثين في دولة الإمارات متخصصين في بحث أنواع السرطان وخاصة سرطان الثدي لأنه من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في الإمارات، قامت هذه المجموعة بتحليل البيانات الطبية لجميع المرضى الذين تم تشخيصهم بالإصابة بسرطان الثدي في عام ٢٠١٥ واكتشفوا أن من كل ٥ حالات يوجد حالتين تم تشخيصهم تحت سن الأربعين، يُعرف أن الفحص المبكر يبدأ في سن الأربعين.

ولكن هناك نسبة كبيرة من المرضى يتم تشخيصهم في مراحل عمرية مبكرة لذلك عند ظهور أي أعراض لصغار السن يجب الذهاب إلى استشارة الطبيب وعدم اعتقاد أن هذه الأمور طبيعية.

أهمية الفحص الدوري والكشف المُبكر

يُقال إن الوقاية خيرٌ من العلاج، وفي اللقاءات يتم دائماً التأكيد على الوقاية لأنها مهمة جداً، فمثلاً إذا كان هناك شخص في عُمر ال ٤٥ لا يُعاني من أي أعراض ولكن ذهب إلى الطبيب وأجرى عملية تقييم سرطان القولون وأجرى عملية منظار واكتشف الأطباء وجود لحمية بسيطة وتم استئصالها وهذه اللحمية من الممكن أن يكون بها خلايا سرطانية.

فعندما تم إزالتها يكون قد تم إزالة خطر الإصابة بالسرطان تماماً، ووفر الإنسان على نفسه المشقة في حالة التشخيص في مراحل متقدمة والتعرض إلى عمليات وعلاج كيماوي.

وهذا مثال بسيط على أن الوقاية خيرٌ من العلاج، لذلك من المهم المتابعة المستمرة، وبالنسبة للثدي فيجب إجراء الفحص الدوري باستمرار ونسبة قليلة جداً من الأشخاص هم الذين يقومون بإجراء هذا الفحص ولكن يجب أن يهتم الناس بإجراء هذا الفحص في سن الأربعين أو قبل هذا إذا كان هناك أي أعراض، ويتم إجراء الفحص الدوري مرة واحدة في السنة.

ولأن هناك بعض الفيروسات تتسبب في الإصابة بمرض السرطان مثل فيروس الكبد ب الذي من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد، فهناك تطعيمات معتمدة في الإمارات يتم إعطاءها لكل المقيمين في الإمارات لمنع حدوث هذا السرطان.

وهناك أيضاً فيروس الحُلَيمِي يؤدي إلى الإصابة بسرطانات مختلفة مثل سرطانات عنق الرحم ومنطقة الفك والوجه، والتطعيمات تؤدي إلى تقليل خطورة الإصابة بالسرطان في المستقبل.

لذلك يجب على الأهالي تطعيم أبناءهم في المراحل الدراسية المُبكرة لتفادي هذه الأمراض في المستقبل.

أبرز علاجات مرض السرطان

يُعد الآن العلاج المناعي هو أبرز علاجات السرطان ويتم فيه تحفيز جسم الإنسان المناعي عن طريق مُهاجمة الخلايا السرطانية والتخلُص منها، وهذا العلاج فعال جداً ومتوفر حول العالم.

وهناك أيضاً أجهزة معينة لعلاج مرض السرطان مثل جهاز السايبر نايف يستخدم عن طريق توجيه العلاج الإشعاعي إلى مناطق محددة في الجسم مع تقليل الآثار الجانبية للإشعاع، فهناك تطور كبير في علاج السرطان وكل هذه العلاجات متوفرة في دولة الإمارات.

كيف يتفادى مرضى السرطان الإصابة بفيروس كورونا؟

تم نشر عدة أبحاث على المستوى العالمي تضمن توصيات خاصة لطرق التعامُل مع مرضى السرطان خلال هذه الجائحة، وتضمن هذه التوصيات تغيير بعض البروتوكولات وهي:

  • ذهاب المريض إلى المستشفى كل ٦ أسابيع بدلاً من كل ٣ أسابيع، مع عدم تقليل كفاءة العلاج.
  • توصيل علاج المرضى إلى المنازل.
  • الفصل التام بين المرضى أثناء الجلسات العلاجية للتقليل من فرص انتقال المرض.
  • عمل اختبار فحص كوفيد-١٩ قبل كل جلسة علاج كيماوي أو مناعي.
  • تم اعتماد كل هذه الأمور في مؤسسات الدولة وأدت إلى التقليل من فرص إصابة مرضى السرطان بكوفيد-١٩.

التحديات التي تواجه الأطباء عند علاج مرض السرطان

مرض السرطان يُعتبر حالياً من أكبر التحديات العلمية التي يواجها الطب البشري على مستوى العالم، والواقع أنه يصعب السيطرة على الأورام في المراحل المتقدمة.

ولكن في المراحل المكبرة ترتفع نسبة الشفاء وتصل إلى ٩٠٪ ولكن المراحل المتقدمة تطلب جهود أكبر لمحاولة شفاء المرضى، ويتعامل الأطباء مع مرض السرطان كمرض مزمن مثل مرض السكري والضغط ويحاولون أن يعيش المريض إلى فترات زمنية طويلة مع وجود هذا المرض.

كيف يجب التعامُل بعد إنهاء علاج مرض السرطان؟

يتعرض مرضى السرطان إلى ضغوط نفسية كبيرة أثناء فترة العلاج وفترة التعافي، والمتعافين من السرطان يحتاجون إلى العودة إلى الحياة الطبيعية قدر الإمكان والرجوع إلى الحياة الاجتماعية والعلمية وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

ولكن يواجه مرضى السرطان أسئلة الناس المتكررة عن وضعهم الصحي والجلسات العلاجية وهذا يُزعج مريض السرطان.

لذلك يجب على الأشخاص المحيطين بمرضى السرطان أن يقللوا من هذه الأسئلة ويعملوا على دعمهم نفسياً، ربما أسئلة الناس تكون بغرض الاطمئنان عليهم ولكن مرضى السرطان لديهم حساسية في هذا الأمر لذلك فالدعم النفسي الغير مباشر هو أفضل حل.

ويُذكر أن الدراسات البحثية مستمرة في البحث عن علاج ناجح، والأمل موجود وفي يوم من الأيام سيتم الوصول إلى علاج لمرض السرطان.

ولكن يجب أن يُحافِظ الناس على أنفسهم ويعلمون أن الوقاية خيرٌ من العلاج، ويجب على مرضى السرطان عدم الاستماع إلى جميع النصائح التي تكون على مواقع التواصل الاجتماعي ويجب الالتزام بنصائح الطبيب المتخصص فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top