مرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال

صورة , طفل , تشتت الانتباه , فرط الحركة

يُعد اضطراب فرط الحركة هو اضطراب عصبي يصيب الملايين من الأطفال حول العالم قد يستمر في سن البلوغ أحياناً، وهو من بين أكثر الأمراض العصبية شيوعاً، ويؤثر على الأداء المدرسي وقدرة المصاب على التعامل مع الآخرين بسبب تضمنه صعوبة في الحفاظ على التركيز بشكل مستمر وحركة مستمرة بشكل مفرط وتصرفات مندفعة، فما هي أسباب هذا الاضطراب؟ وكيف يمكن السيطرة عليه؟

كيف يمكن تمييز فرط الحركة والنشاط عند الطفل عن الأنشطة الأخرى؟

يرى الدكتور حمزة السيوفي ” استشاري دماغ وأعصاب الأطفال ” أن الفرق بين فرط الحركة وبين الأنشطة الأخرى التي يقوم بها الطفل هو أن فرط الحركة يكون كبير وبشكل ملحوظ في مكانين أو أكثر كالمدرسة والبيت ويكون فرط الحركة مؤثر على الأداء الحركي للطفل حيث حينها لا يستطيع الطفل الجلوس لفترات طويلة لتلقي التعليم ولا يستطيع استكمال المهام الموكلة إليه وعادةً ما تشكوا المدرسة من هذا الطفل ومن تشتت انتباهه وفرط حركته المستمرة، وحين يؤثر ذلك على المهام اليومية التي يقوم بها الطفل أو عند عدم القدرة على التركيز فيمكننا حينئذ وصف حالة الطفل بفرط الحركة ومن ثم يستوجب منا سرعة علاجه من هذه الحالة.

كيف يمكن علاج مشكلة فرط الحركة وتشتت انتباه الطفل؟

عند تعرض الطفل لمشكلة فرط الحركة وتشتت الانتباه فيجب على الأهل تحويل الطفل إلى مراكز معينة للعلاج ليفحصه طبيب العصبية الخاص بالأطفال أو لطبيب أطفال لديه خبرة في فرط الحركة وعدم القدرة على التركيز ومن ثم يتم تقييم الطفل – وفق ما ذكره الطبيب.

يجدر الإشارة إلى أن تقييم حالة لطفل مشتت الانتباه ومفرط الحركة تكون عبارة عن ملء استمارات من جانب الأهل كخطوة أولى ولكن هناك تقييمات أكثر دقة عن طريق الكومبيوتر والتلفزيون في برامج معينة مثل اختبار التوفا الذي يظل الطفل عليه لمدة 20 دقيقة ومن ثم يظهر لنا نسبة قدرته على التركيز وفرط الحركة.

متى يظهر اضطراب فرط الحركة عند الطفل؟

يصاب 3 إلى 5% من الأطفال بمرض فرط الحركة وتشتت الانتباه وعدم القدرة على الحفاظ على التركيز لفترات طويلة من أجل التعلم مما يؤدي إلى ضياع مستقبل الطفل.

تظهر أعراض مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه وقلة التركيز عند الطفل قبل عمر الخمس سنوات وفي معظم الحالات قبل 12 سنة حيث يلاحظها الأهل أو المدرسة بشكل واضح.

تعتبر عدم القدرة على التركيز من الأمور التي قد تستغرق سنوات حتى يتم اكتشافها لأن الطفل يجلس في المدرسة دون أن يقوم بأي نشاط يدل على تركيزه من عدمه ومن ثم لا تشكوا المدرسة منه لأنه لا يقوم بعمل مشاكل في الصف المدرسي كما أن كمية الجهد الذي يبذله الأهل في المدرسة والبيت لا توازي الناتج الدراسي عنده، لذلك يُفضل أن يكون هنالك مراجعات طبية لفحص حالة الطفل وعلاجه لأن الجهد المبذول من الأهل قد لا يكون كافياً لتقويم علاج الطفل.

على الجانب الآخر، يجب تغيير البيئة في المدرسة والبيت وتعليم الأب والأم طريقة التعامل مع الطفل مشتت الانتباه ومفرط الحركة بجانب بعض الطرق الأخرى التي قد تستنزف منا مجهود مضاعف عدة مرات من أجل تحصيل شيء مقبول من الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب.

أما عن الأدوية التي تساعد على تنشيط خلايا الدماغ والتركيز فيجب أخذها بصورة مستمرة من جانب الطفل حيث دون أن نوقف هذه الأدية لأنه بمجرد توقف الطفل مشتت الحركة ومفرط الانتباه سوف يؤدي ذلك إلى زيادة أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على الرغم من أن هذه الأدوية قد يدمن الطفل عليها.

هل يمكن أن يختفي مرض تشتت الحركة وفرط الانتباه عند مرحلة البلوغ؟

تختفي أعراض اضطراب فرط الحركة عند 50% من الأطفال المصابين به في سن البلوغ و50% الآخرين تظل هذه الأعراض بعد سن البلوغ.

أما عدم القدرة على التركيز فعادةً تستمر إلى ما بعد مرحلة البلوغ ويمكن أن تستمر طوال العمر مع الطفل ولكن لابد لنا من معرفة أننا في حاجة ملحة إلى التركيز الشديد في أول 25 سنة من عمرنا لأن هذا العمر هو العمر الذي نتعلم وندرس فيه وندخل الجامعة ونكوِّن مستقبلنا.

أما فيما يخص ثقل النطق وتأخر المشي عند الطفل فعادةً ما يكون نتيجة عامل الوراثة كما يمكن أن يكون ذلك نتيجة البيئة التي يعيش فيها الطفل، ولكن على الرغم من ذلك يجب التأكد من سمع الطفل جيداً لأن سمع الطفل يؤدي بالضرورة إلى النطق السليم.

هل تؤثر الألعاب الإلكترونية على دماغ الأطفال وعلى تصرفاتهم؟

بالطبع تؤثر الألعاب الإلكترونية على دماغ الأطفال وعلى تصرفاتهم حيث أظهرت آخر الدراسات الطبية أن الطفل الذي يتعامل مع الألعاب الإلكترونية قبل النوم بساعتين أو ثلاثة فإن أشعة بيتا تقوم بلخبطة هرمونات النوم عند الطفل ومن ثم تكون كمية النوم عنده غير كافية ومن النوعية غير الجيدة مما يؤثر حتماً على سلوك وفهم وتواصل واستيعاب وتركيز الطفل.

أما سبب وجود ماء في مخ الطفل عند مولده فإننا في هذه الحالة نطلب إجراء صورة أشعة للدماغ وبناءً عليها نستطيع أن نجذم سواء هذا الماء الموجود في المخ وراثي أم غير وراثي أو نتيجة ولادة مبكرة جراء نزيف الأم.

وأخيراً، يعتبر النوم هو أهم شيء في حياة الطفل لأن الطفل الذي لا ينام جيداً لا يمكنه التطور أو التركيز أو التعلم جيداً، وفي حالة اصطدام الطفل بالجدار بدرجة كبيرة وعنيفة فهذا يمكن أن يؤثر على نزيف دماغ الطفل ومن ثم يؤثر ذلك على خلايا الدماغ ومن ثم تركيزه.

أضف تعليق

error: