ما هي متلازمة الأيض وكيف يمكن علاجها

تمت الكتابة بواسطة:

متلازمة الأيض , Metabolic syndrome

الكائنات الحية بجميع أشكالها تحتاج إلى الطّاقة لاستمرارية حياتها، والإنسان كذلك يحتاج لطاقة كبيرة لتنفيذ جميع عمليَّاته الحيويّة والحركيّة في جسمه، ويستمدّ الإنسان طاقته من الغذاء، لكنّه لا يكون جاهزاً لاستهلاكه كطاقة داخل الجسم، فيجب تحويله إلى طاقة من خلال عمليَّة تُسمى الأيض أو التّمثيل الغذائي، ومن دون هذه العمليَّة لا يستطيع الإنسان الاستفادة من الغذاء الذي يأكله.

وعمليَّة الأيض هي إحدى العمليَّات الحيويّة التي تحدث في داخل جسم الإنسان والكائنات الحيّة على وجه العموم، وهي المسؤولة عن إنتاج الطّاقة في داخل خلايا الجسم عن طريق هدم المواد الغذائيّة التي يتم هضمها في داخل الجهاز الهضمي وتحويلها إلى أشكال الطّاقة المُختلفة عن طريق مرورها بسلسلة من التّفاعلات الكيميائيّة، كما أنّ عمليَّة الأيض تُعتبر العمليَّة التي يتم من خلالها بناء الخلايا المُختلفة والأنسجة وهدمها.

وتعتبر الوظيفة الرئيسة للأيض هي توفير الطّاقة اللازمة أو السّعرات الحرارية المطلوبة لتغطية وظيفة الجسم، أو الحفاظ على الوظائف الحيويّة، وهو مُنظّم ومدير الطّاقة في الجسم، وقد تحدث الآلاف من عمليَّات الأيض في الوقت نفسه، وتحدث عمليَّات الأيض في العضلات بشكل كبير للحفاظ عليها وبنائها وقيامها بالمَهمّات المطلوبة منها، لذلك، فإنّ الإنسان الذي يملك كتلة عضليّة أكبر يقوم جسمه بالأيض بشكل أكبر، على العكس من الإنسان الذي يمتلك كتلة دهنيّة أكبر فتكون عمليَّات الأيض عنده أقل، وتلعب عمليَّة الأيض دوراً مُهمّاً وتُعدّ ذات علاقة وطيدة بالوزن ونقصانه وزيادته، إذ إنّ الذين يحاولون إنقاص أوزانهم يعملون على رفع مُعدّل الأيض لديهم من أجل استهلاك طاقة أكبر خلال اليوم وخاصّة أثناء فترة الرّاحة.

متلازمة الأيض (Metabolic syndrome)، أو متلازمة التمثيل الغذائي هي عبارة عن مجموعة من الحالات التي تحدث معاً، منها ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم، وزيادة الدهون في المنطقة المحيطة بالخصر، وزيادة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، والإصابة بحالة من الحالات السابقة لا تعني الإصابة بمتلازمة الأيض، ولكن أي واحدة من الحالات السابقة قد تزيد من خطر إصابتك بالأمراض الخطيرة، والإصابة بحالة أو أكثر تزيد من خطر الإصابة أكثر.

ما هي متلازمة الأيض؟

تقول اخصائية التغذية والحميات الدكتورة “ربى مشربش”: أن متلازمة الأيض “Metabolic syndrome”، هي عبارة عن مجموعة من الأعراض تحدث في الجسم، وتشمل هذه الأعراض:

  • وجود سمنة مفرطة في منطقة البطن؛ حيث يكون محيط الخصر بالنسبة للسيدات يفوق ٨٨ سم، وعند الرجال يتجاوز محيط الخصر في هذه الحالة ١٠٢ سم، ويدل هذا على ارتفاع معدل الدهون في الأحشاء “الدهون الحشوية”، “Visceral fat”.

فنجد أن الأعضاء الداخلية مثل الكبد، والبنكرياس، قد تراكمت الدهون عليهم مما يؤثر على طبيعة عمل، ووظيفة هذه الأعضاء.

وإذا كان الشخص يعاني فقط من الدهون الحشوية، دون ظهور أي علامات أخرى، فلا يتم اعتبار الشخص مصاباً بمتلازمة الأيض.

  • زيادة مستوى الدهون الثلاثية: فزيادة مستويات الدهون الموجودة بالدم عن ١٥٠ ملجم لكل ديسيلتر، مع وجود انخفاض في مستوى الكوليسترول الجيد بالجسم؛ وغالباً ما نجد الكوليسترول الجيد منخفض عند الأشخاص المدخنين، والأشخاص الذين لا يبذلون أي نشاط حركي، أو بدني على مدار اليوم.
  • وجود اضطرابات في مستوى ضغط الدم.
  • الإصابة بمقاومة الأنسولين.

وعند وجود جميع هذه الأعراض عند الشخص، فإنه يُعد مصاباً بمتلازمة الأيض، وتكون حياته مهددة للخطر؛ حيث يكون أكثر عرضة لحدوث الجلطات القلبية، والجلطات الدماغية، ومرض السكري، كما أنه يكون عرضة للإصابة بمضاعفات هذه الأمراض أيضاً.

وتؤكد الدكتورة “ربى” أن هذه الحالة منتشرة بين الكثير من الأشخاص، ومنهم الشباب أيضاً؛ ويرجع سبب ذلك إلى نمط الحياة غير الصحي، وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، أو حتى عدم الحركة على مدار اليوم ولو لساعات قليلة، فمعظم الأعمال حالياً مكتبية.

كيف يمكن علاج متلازمة الأيض؟

يعتبر علاج متلازمة الأيض الجذري هو تغيير نمط الحياة من خلال النظام الغذائي وممارسة التمارين، وتنصح الدكتورة “مشربش” هؤلاء الأشخاص بعدة أمور، أهمها:

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الشوفان، البرغل، والخبز الأسمر.
  • الابتعاد عن تناول الأطعمة المشبعة بالدهون، وتناول بدلاً من ذلك أطعمة غنية بالأوميجا ٣، خاصةً الأسماك، والمكسرات، مثل الجوز، واللوز، وبذور الشيا.
  • تناول الأطعمة قليلة الدسم، مثل الألبان خالية، أو قليلة الدسم، وكذلك الأجبان قليلة الدسم.
  • التقليل من تناول اللحوم الحمراء، والابتعاد عن اللحوم المُصنعة.
  • تناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه تصل إلى ٥-٦ حصص يومياً تبعاً للداش دايت “Dash diet”؛ حيث يقلل ذلك من مقاومة الأنسولين.
  • الحرص على تناول معادن الكروميوم، الموجود في البروكلي، والخضروات الورقية، والحبوب الكاملة أيضاً، والماغنسيوم الموجود في المكسرات بكميات كبيرة؛ حيث أثبتت الأبحاث فاعليتهما في التقليل من مقاومة الأنسولين

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: