كلام حلو عن السنة الجديدة

كلام حلو , السنه الجديده , صورة , Sweet talk , New Year

ابدأ سنة جديدة بلا عقد قديمة

الواحد منا منذ قدومه للحياة يتعرض لسلسلة لا تنتهي من المواقف، يسمع كثيرا ويرى أكثر، وكل ما يسمعه أو يراه يعلق بذاكرته، قد ينسى أو يتناسى، أو يتجاهل مالا يروق له من الذكريات، ولكن هذ الذكريات تظل كامنة في العقل اللاواعي، تترك علاماتها وأثارها على الشخصية، وتشكل جانبا كبيرا من وعي الإنسان، وإدراكه للأحداث وتفاعله معها، وردود أفعاله تجاه كل ما يحدث حوله أو يطرأ له من مواقف.

ومن العجيب أن الأنسان قد ينسى ذكرياته السعيدة مع مرور الوقت، وقد تبهت وتخفت ملامحها شيئاً فشيئاً حتى يبحث الإنسان عنها في غيابات الذاكرة فلا يجدها ولا يتعرف عليها، بينما لا شيء يظل محتفظا بصورته، قويا واضحا عميقا كما تظل الذكريات المؤلمة، فاللحظات العصيبة والصفعات الموجعة، والأنفاق المظلمة التي يتيه فيها القلب، ويضل فيها الإنسان طريقه، تظل عالقة بالذاكرة واضحة قوية.

فما يتعرض له الشخص من أحداث قوية، وذكريات صعبة قاسية لا ينساه حتى لو حدث ذلك في مقتبل العمر، فالتجارب السيئة تظل ماثلة أمام صاحبها محفورة في ذاكرته، وإن توارت قليلا عن الوعي فهي تبقى في العقل الباطن، تؤثر على استجابته ونظرته للحياة وفهمه للواقع.

تجاربنا القديمة

مما لا شك فيه أننا جميعا قد تعرضنا لبعض الأحداث المزعجة سواء في طفولتنا أو حتى في فترة المراهقة أو مطلع الشباب، ولا شك أيضا أن تلك الأحداث قد تركت في أنفسنا أثرا كبيرا، حيث تحمل لنا ذكرياتها وجعا كبيراً.

من منا لم يتعرض لصفعة قاسية أو يصدم برد فعل عنيف أو غير متوقع؟ من منا لا يعلق بذاكرته شيء يثير ضيقه، وإزعاجه، ويتسبب له في ألم، من منا لا يجد لديه نقطة معتمة تشوش نظرته للحياة، فلا يكاد يرى الأمور على حقيقتها، ولا يفهم الحياة على طبيعتها بسبب صدمة أو عقدة قديمة، مضى عليها وقت وهي لا تزال كما هي، تؤثر فيه وتكدر صفو حياته؟.

كلنا عرضة لما سبق ذكره، لكن تختلف استجابة كل منا عن الآخر وحجم التأثر الحاصل له جراء هذه العقدة القديمة، كما يختلف التأثر باختلاف حجم الصدمة ومصدرها ووقتها.

ورغم كل الاعتبارات نظل مضطرون إلى تجاوز تلك العقدة والتخلص منها، خاصة إذا كانت تؤثر على حياتنا وتتسبب في ضياع الفرص من أيدينا، وجلب مزيد من المتاعب لنا.

ابدأ من الآن رحلة التخلص من عقدك القديمة، واتخذ من بداية السنة الجديدة نقطة انطلاق مناسبة لتصحيح أوضاعك الخاطئة.

تحرر من سجن الماضي وانطلق مع بداية السنة الجديدة

وهنا نوجه حديثنا إلى الأشخاص الذين سمحوا للماضي وعقده القديمة، ومحطاته القاسية أن تسلبهم روعة النجاح ولذة التقدم للأمام، والذين جعلوا منها حاجزا بينهم وبين ما يشتهون تحقيقه من الأحلام، وبين ما يطمحون إلى الوصول إليه من الأهداف. إلى هؤلاء نوجه حديثنا، لنبدأ معا سنة جديدة بعقلية متحررة، لا تخضع لقيود الماضي ولا تنزوي أمام ذكرياته المؤلمة.

والسؤال الأهم كيف نبدأ!

إن أول خطواتك في التحرر من العقد القديمة أن تقف معها وقفة قوية وتتعامل معها بذكاء، أولا تقبلها، نعم تقبل وجود تلك العقد، ولا تقاومها بشدة، ولا تتعمد الهروب منها، تقبلها واسمح لنفسك أن تعترف بوجودها وتتصالح معها، تقبلها وأخبر عقلك الباطن أنها مضت، وأنها لا علاقة لها بالحاضر من قريب أو بعيد.

اعلم أن الماضي لا يعود، هو ذاهب بلا رجوع بأشباحه المخيفة وذكرياته الحالمة، فكلاهما يشترك في كونه يرحل بلا عودة.

إذا اطمئن .. وتجاهل كل ما يزعجك، اطوي تلك الصفحة القديمة وافتح صفحة جديدة بيضاء، نقية لا يشوهها أي شيء.

حاول أن تدرك حقيقة مهمة، وهي أن قمة الحمق والغباء أن تجعل عقدا قديمة سرقت منك سعادتك في الماضي أن تواصل نفس الشيء وتسرق سعادة حاضرك، وتهدد سعادة مستقبلك، نعم هو قمة الغباء والحمق، فكن ذكيا وواعياً.

غير أفكارك وكف عن ربط التفاصيل الماضية بالحاضرة، واستنتاج أسوء النتائج ومن ثم الخروج بأسوأ التوقعات، افصل بين الماضي وعقده والحاضر بملامحه، فلا شيء هناك يشبه شيئا هنا، سواك أنت، نعم أنت حلقة الوصل الوحيدة بين الماضي والحاضر، لذا فابدأ عامك بالتحرر وانطلق نحو أفاق المستقبل بثقة وحب!!

أضف تعليق

error: