فضل صلاة الفجر على وقتها

صورة , الصلاة , صلاة الفجر
الصلاة

الصلاة والسلام على رمز الكمال وكمال الوجود سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله حمدا كثيرا وسبحان الله ربنا بكرة وأصيلا، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة، ثم أما بعد:

فإن قدرنا في هذه الحياة أن ننتقل بين التكاليف، والعبادات والطاعات، فما الحياة الدنيا إلا دار زراعة وغرس واجتهاد والآخرة هي دار الحصاد، والعبادات لا تخلو من المشقة والجهد، ومغالبة الهوى فالنفس مجبولة على حب الراحة والميل إلى الدعة والكسل، وتتفاوت العبادات في مشقتها وأهميتها ومكانتها في الشريعة، وعلى قدر المشقة يكون الأجر.

حديثنا هنا حول فريضة خاصة، فيها شيء من المشقة وتحتاج إلى بعض المجاهدة والمغالبة للهوى، ولقاء ذلك تتميز بمكانتها الكبرى وأهميتها العظمى وثوابها الجزيل، وهذه الفريضة هي صلاة الفجر على وقتها.

خصوصية صلاة الفجر

صلاة الفجر هي أول صلاة في الصلوات الخمس، ووقتها يبدأ من ظهور الفجر الصادق، وهو بداية بزوغ النهار وينتهي بطلوع الشمس، وغالبا ما يكون هذا الوقت وقت نوم الكثير من الناس، فقلما توجد أعمال تقتضي الاستيقاظ قبل الفجر، وتأتي الخصوصية من هذا التوقيت الذي يغلب على الإنسان فيه الخلود إلى النوم ويشق عليه ترك فراشه وقطع نومه والذهاب إلى الصلاة، كما أن وقت الفجر يتصف بالظلمة وخلو الطرق والشوارع من المارة.

وتزداد المشقة وتصير أكبر في فترات الشتاء ومع شدة البرد وما قد يصاحب ذلك من سقوط أمطار او اضطراب الظروف الجوية، لذا تجد أن صلاة الفجر من أشق الصلوات خصوصا على النفوس الضعيفة ذات الهمم الواهية، فهي تفضل الخلود على النوم والراحة، ويشق عليها مغادرة الفرش الوثيرة والدفء الذي ينعمون به.

والأسوأ من ذلك أن يمضي المرء جل ليله يقظا ساهرا منشغلا بأمور الدنيا ومشاغلها، أو مستمتعا بوقت مع الأصحاب والأحباب أو في لهو أو عبث ثم قبل الفجر بقليل يطبق عليه النوم ولا يستطيع مقاومته فينام مضحيا بصلاة الفجر غير مهتم لها.

كما أن صلاة الفجر ليست مظنة الرياء فغالبا لا يطلع الناس عليه، فمعظمهم في ثباته محبوسا بين جدران بيته، لأجل ذلك وأكثر كانت صلاة الفجر من أعظم الصلوات أجرا وثوابا ومكانة وهي من الأمور التي تثقل على المنافقين ولا يقوى عليها إلا المؤمنون الصادقون.

فضائل صلاة الفجر ومزاياها الكثيرة على ضوء السنة النبوية

صلاة الفجر هي أول ما يستهل به المسلم يومه، لتحل به البركة ويوسع الله له في رزقه، كما أن صلاة الفجر تريح القلب وتمنحه السكينة والشعور بالقرب من الله، وتجدد النشاط والقوة في المسلم، وقد ردت أحادث كثيرة في بيان فضل صلاة الفجر على وقتها ومن ذلك ما يلي:

حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه سلم أنه قال: (رَكعتا الفجر خير من الدُنيا وما فيها)، وفي هذا بيان لعموم الخير وشموله، وقد ترك النبي تحديد ذلك الفضل للدلالة على عظمته.

وفي حديث آخر يقول رسولُ الله -صلَّى الله عليْه وسلَّم- : (إنَّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يَعلمون ما فيهما لأتوْهُما ولو حبوًا ، ولقد هممتُ أن آمُر بالصَّلاة فتقام، ثمَّ آمُر رجلاً فيصلِّي بالنَّاس، ثمَّ أنطلق معي بِرجالٍ معهُم حزمٌ من حطَب إلى قومٍ لا يشْهدون الصَّلاة، فأحرق عليهم بيوتَهم بالنَّار)، وفي هذا الحديث ما فيه من الدلالة على فضل صلاة الفجر وثوابها العظيم، والتنفير الشديد من تركها والتقصير فيها، فحين يفعل المسلم ذلك فإنما يحرم نفسه من خير كثير ورزق وفير.

ومن الأحاديث الشريفة أيضا ما قال فيه النبي –صل الله عليه وسلم-: (من صلى البردين دخل الجنة)، والمقصود بالبردين الفجر والعصر، كذلك قوله في بيان فضل صلاة العشاء والفجر والذين يشتركان في أنهما يقعان في ساعات الليل، فالعشاء في أول الليل والفجر في آخر الليل: (قال صلّى الله عليه وسلم : مَن صلّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف اللّيل ومن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله).

وفضلا عن كل ذلك أخي المسلم وأختي المسلمة فإن الاستيقاظ ساعة الفجر والصلاة يمنح الإنسان فرصة للاستمتاع بصفاء نفسي رهيب وحالة من الطاقة الإيجابية والمشاعر الإيجابية التي تعينه لتحمل نشاطات اليوم واعبائه بقوة وسعادة، فهي نعمة ومنحة من الله فلا تفتوها، فيارب ارزقنا القدرة للحفاظ عليها والاستمتاع بما فيها من فضل!!

واقرأ هنا عن الوضوء وفضله

أضف تعليق

error: