فساد مسؤولين «دافنينا سوا»

في البداية، وحتى نكون عمليين، يجب أن نتفق أن بداخل قلوب كثير من الأشخاص صور ايجابية وناصعة البياض لكثير من المسؤولين، وعلى الرغم من أن الحجم الطبيعي لقلب الكائن البشري لا يتجاوز قبضة يده، إلا أن حجم هذه الصورة يعلو حجم كل يد، وأي قبضة.

بعدها يجب أن نتفق مجددا أن القدر والمحبة لا ينتهيان في رفع صورة ضخمة للشخص، ووضع عبارة باردة في نهايتها، واسم الشخص الذي أحبه!.

ويجب أن نتذكر كذلك أن «محمدا» والذي لم يخلد التاريخ اسما كاسمه، لا يحوي أيا من ميادين العالم صورة له، أو حتى نصبا تذكاريا!.

أحيانا وعندما ترفع إحدى أمانات المدن ببعض الدول صورة ما، وتلحقها بإحدى العبارات المتداولة، في مكان ما، يكون الطريق الذي يمر من خلاله ينافس سطح القمر بالحفر، وبمنطقة تعتقد للوهلة الأولى أن رسوم تخطيطها الأساسية رسمها طالب في الصف الرابع في إحدى حصص «التربية الفنية»، ومنظر اللا «نظافة» الذي يطغى على المكان يظهر جليا! والله وحده يعلم حجم الفساد، وهدر المال العام الذي انتهى لخلق هذا المشهد الكئيب.

وفي النهاية، توقعوا ماذا؟ الأمانة تعمل باجتهاد! وأتت بتلك الصورة العظيمة وألحقتها بهذه العبارة الباردة! تأكيدا لجهدها! في طريقة استغفالية وانطلاقا من نفاق باهت لم يعد ينطلي على أحد، بعد أن أزالت أمطار جدة جميع المساحيق!.

الأمر نفسه ينطلق على تجار الجشع الذين لم يضعوا أيا من «ريالاتهم» خدمة للمجتمع طوال فترة جشعهم، على الرغم من كل الدعم الحكومي الذي تلقوه، بل أحيانا يتهربون من دفع واجبهم الديني ويمنعون زكواتهم وفي النهاية توقعوا ماذا! التجار يحبون وطنهم! ويملؤون صفحات الجرائد بصور الوطنية.

الأمر الذي يدفعني في كل مرة أن أقول «علينا؟ دنتوا دافنينا سوا!» وفي الوقت نفسه أتذكر أن من يحبون الوطن حبا حقيقيا خاليا من النفاق والمصلحة، هم أولئك الذين لا يجدون ما يدفعونه لمحصل الإيجارات الشره نهاية كل شهر، عدا أن يجدوا قيمة استئجار مكان عام لنصب صورة تذكارية تعبيرا عن المحبة.

بقلم: أيمن الجعفري

واقرأ هنا: حين تحترم المدن ساكنيها!

أيضًا: 22/2/2022 .. حكايات وخيال

أضف تعليق

error: