فحص السكر التراكمي والمعدل الطبيعي للأرقام الواردة بالنتائج

فحص السكر التراكمي , Diabetes, HbA1c

يجهل “للأسف” كثير من الناس، سواءً كانوا مرضى بداء السّكري أو لا، أن فحص السكر التراكمي (HbA1c) هو أحد أهم خطواتهم في علاج المرض أو حتى للاطمئنان أنهم بعيدين عنه وبمنطقة الأمان.

في الواقع، الطبيعي أن تلك الثقافات يجب أن تتوفّر للمواطن، فبالغرب، الأمر في غاية الأهمية، ليس فقط مجرد فحص السكر التراكمي أو حتى اختبارات الفيتامينات والمعادة، وانما يتطوّر الأمر للفحوصات الشاملة كل فترة معيّنة من الزّمن للاطمئنان الشّامل على الصحّة، ومعرفة معلومات وتفاصيل ما بداخل جسده.

مرض السكري

هو مرض يحدث نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم وخاصة سكر الجلوكوز وعدم قدرة خلايا الجسم على حرق نسبته الزائدة والاستفادة منها في عملية توليد الطاقة التي يحتاجها الجسم.

بعد تناول الطعام تتحول الكربوهيدرات التي تناولها الإنسان إلى سكريات وتزيد نسبة السكر في الدم.

ويخرج من البنكرياس هرمون يسمى هرمون الأنسولين الذي يحفز خلايا الجسم على تكسير السكريات من أجل توليد الطاقة وتشير الدراسات إلى أن نسبة السكر الطبيعية في دم الإنسان تتراوح من ٨٠ ملغرام لكل ديسيلتر إلى ١٣٠ ملغرام لكل ديسيلتر.

وإذا قمنا بإجراء فحص نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام بساعتين، فإن النسبة المثالية لا تتعدى ١٨٠ ملغرام لكل ديسيلتر.

لكن في حالة المصابين بمرض السكري، يفقد البنكرياس قدرتَهُ على إفراز هرمون الأنسولين فترتفع نسبة السكر في الجسم فيسبب تلفًا لخلايا الجسم وزيادة نسبة العرق وفقدان المياه والشعور الدائم بالعطش مما يؤدي لكثرة التبول.

ويوجد العديد من الأنواع لمرض السكري، كما يوجد العديد من الفحوصات التي يجب عملها عند الشّك في وجود المرض لدى الانسان مثل اختبار نسبة هرمون الأنسولين ونسبة هرمون الجلوكاجون بالإضافة إلى فحص السكر التراكمي الذي يتم فيه اختبار نسبة الهيموجلوبين في الدم.

مرض السّكري من النوع الأول

هناك العديد من الأعراض التي تظهر على الإنسان وتدل على إصابته بمرض السكري، ولكنها تظهر بعد فترة زمنية طويلة في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لكن إذا تمت الإصابة بمرض السكري من النوع الأول فإن الأعراض ستظهر بصورة أسرع.

ومنها ضعف الرؤية، وكثرة حدوث العدوى والالتهابات في الجلد واللثة، والشعور الدائم بالجوع والعطش يعقبه تناول المياه بصورة مستمرة وبالتالي كثرة امتلاء المثانة والتبول.

ومرض السكري من النوع الأول يحدث بسبب حدوث خلل في الاستجابة المناعية لجسم الإنسان، حيث إن الخلايا المناعية تقوم بالهجوم على خلايا البنكرياس وتقوم بتدمير خلايا “بيتا” التي تفرز هرمون الأنسولين وبالتالي يفقد الجسم قدرته الطبيعية على خفض نسبة السكر في الدم بعد تناول الأطعمة، وهذا النوع  يحدث في أي عمر ولكنه شائع لدي الأطفال.

تشير الدراسات إلى أن نحو ١٠٪ من الناس قد أصيبوا بمرض السكري من النوع الأول.

وهناك العديد من المضاعفات التي قد تحدث نتيجة الإصابة بهذا المرض مثل حدوث أزمات قلبية وجلطات بالإضافة إلى حدوث تلف في الأوعية الدموية والأعصاب، وحدوث فقدان للشعر، وكثرة تعرض الأقدام للعديد من الجروح والالتهابات التي يصعب علاجها بالإضافة إلى الشعور العام بالإحباط.

يمكن علاج مرض السكري من النوع الأول من خلال تناول الأنسولين بصورة رئيسية بالإضافة إلى الاعتدال في تناول الوجبات والحذر عند تناول الكربوهيدرات والسكريات لأنهما يزيدان من نسبة السكر في الدم بنسبة أكبر من البروتينات.

وعن كثب هنا تتعرف على أسماء أدوية السكري بالنوعين ١ + ٢ المتوفرة بالصيدليات.

مرض السكَّري من النوع الثاني

يحدث هذا النوع عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة لامتصاص هرمون الأنسولين رغم  أن خلايا البنكرياس تكون سليمة وهرمون الأنسولين يفرز بصورة طبيعية إلا أن خلايا الجسم لا تتقبله ولا تمتصه.

وتكون أعراض هذا النوع مثل أعراض مرض السكري من النوع الأول بالإضافة إلى الرؤية الضبابية، وزيادة الإحساس بالإرهاق والتعب.

ويحدث هذا المرض نتيجة وجود عوامل جينية ووراثية بالإضافة إلى زيادة الوزن والإصابة بمرض السمنة المفرطة، حيث إن زيادة الدهون في الجسم وخاصة في منطقة البطن تُزيد من مقاومة خلايا الجسم لامتصاص هرمون الأنسولين.

ويمكن التقليل من خطر الإصابة بهذا المرض عن طريق الاهتمام بالحفاظ على الوزن المثالي للجسم، والحرص على ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وتناول الفواكه والخضروات والأسماك والزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون.

ويوجد نوع ثالث من مرض السكري (Diabetes) وهو مرض سكر الحمل وهو ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة وجود هرمونات تفرزها المشيمة وتمنع خلايا الجسم من الاستفادة من هرمون الأنسولين وعادة ما يأتي هذا المرض دون أعراض واضحة ويتم اكتشافه بالصدفة أثناء إجراء فحص دوري، ولكنه قد يُسبب العديد من المضاعفات مثل الولادة المبكرة أو ولادة الطفل بوزن زائد أو ولادة طفل ميّت.

هنا تتعرّف على الفرق بين الخبز الأبيض والأسمر وأفضل الأنواع لمرضى السكري.

فحص السكر التراكمي

هناك العديد من الفحوصات التي يمكن إجراؤها لقياس نسبة السكر في الدم مثل فحص السكر التراكمي الذي يمكن من خلال تحديد مستويات السكر في الدم للمريض خلال الأسابيع السابقة للفحص.

ولكن يجب تكرار هذا الفحص أكثر من مرة للتأكد من أن الشخص مريض سكري إلا في الحالات المتأخرة التي تكون أعراض المرض قد بدأت، تُشير الدراسات أنه إذا كانت نتيجة الفحص التراكمي تتراوح بين ٥,٧ إلى ٦,٤ فإن هذا الشخص يكون مُعرضًا للإصابة بمرض السكري، وفحص السكر التراكمي يتم فيه تحديد كمية الهيموجلوبين المرتبط بالجلوكوز.

والهيموجلوبين هو مركب موجود داخل خلايا الدم الحمراء ويعمل على حمل الاكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم وهذا الفحص يحدد كمية الهيموجلوبين المرتبط بالجلوكوز خلال الثلاث أشهر السابقة للفحص لأن هذه المدة هي دورة حياة خلايا الدم الحمراء.

ويجب إجراء هذا التحليل كل ١٢٠ يوم على مدار العام.

وأحيانًا كثيرة يكون هذا الفحص غير دقيق لذا يمكن الاستعانة بالعديد من الفحوصات الأخرى مثل التحليل الذي يتم إجراؤه بعد الأكل بساعتين أو التحليل الذي يتم إجراؤه قبل تناول الطعام بثماني ساعات، والجدير بالذكر أن فحص السكر التراكمي لا يستطيع تحديد الأمراض الأخرى في الدم مثل الأنيميا.

المراجِع: MayocliniclabsLabtestsonlineMedlineplusWebmd

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top