تأثير الصدمة النفسية على كبار السن وكيف يمكن مساعدتهم

كبار السن

خلال مراحل العمر المختلفة يمر الإنسان بالعديد من الصدمات التي قد تؤثر عليه نفسيًا، فالأخبار الكارثية هي أخبار مفجعة لجميع الفئات العمرية، لكن سيما ما تؤثر على كبار السن بشكل كبير وتسبب لهم مشاكل نفسية قد يصعب علاجها، فكيف تؤثر الصدمات النفسية على كبار السن وكيف نتفادى ذلك وكيف يتم معالجتها، سنتناول كل ذلك في مقالنا.

وقع الصدمة النفسية على كبار السن

الصدمات النفسية الكبيرة كما ذكرت استشارية الأمراض النفسية “د. لمى عودة” مثل حادثة انفجار مرفأ بيروت هي أخبار كارثية طالت الإنسان وهزت كيان الفرد كونها عرضته لخطر كبير، وبالتالي مست هذه الكوارث المقومات الأساسية للصمود والإرادة عند الإنسان.

وكمية التوتر والقلق والارباك التي تصاحبها مثل هذه الأحداث يجعل هناك انهيار للمناعة النفسية عند الفرد، وتقل قدرة الإنسان على التحمل ويسهل حدوث انهيار نفسي للشخص يمكن أن يكون مؤقت أو يكون لمدى بعيد، وأكثر فئة تكون عرضة لهذا هم كبار السن.

فعادة ما يكون لدى كبار السن العديد من الأمراض وتكون مناعتهم النفسية ضعيفة وقدرتهم على التحمل قليلة، لذلك فتدخل الطبيب النفسي يكون مهم خلال هذه الأحداث لحماية الإنسان وضمان الصمود وتحمل الحدث والتكيف معه من جديد.

التدخلات التي تساعد كبار السن على تقبل الصدمة النفسية

لا نستطيع عادة تغيير الحدث لكن كل ما يمكننا فعله هو مساعدة الناس لتقبل الحدث والتكيف معه بأقل أضرار نفسية ممكنة، وواحدة من أهم هذه التدخلات أثناء الأزمات هو:

  • تعزيز الشبكات الاجتماعية والدعم الاجتماعي الموجود بالبيت والمدينة، فهذا من أهم الأشياء التي تساعد الشخص على الصمود وإعادة التكيف والرجوع للصلابة النفسية.
  • تلبية الاحتياجات النفسية ففي وقت الأزمات يخسر الشخص كل شيء فيكون من المهم تلبية الاحتياجات النفسية والفسيولوجية لدى الناس، فالمساندة النفسية وتلبية الاحتياجات الأساسية أمر هام جدًا لتجنب حدوث المشاكل النفسية، ومراعاة واحترام الإنسان وكرامته في هذه الصدمات أمر هام جدًا.
  • الروحانيات الدينية والمعتقدات يكون بها كثير من الأمور التي تساعد الإنسان على حماية الإنسان من الانهيار مثل الإيمان بالقدر وما إلى ذلك من أمور تساعد الإنسان على التكيف وتقبل الحدث، فالقيم الموجودة في أدياننا تساعدنا على تهدئة الروح.
  • الرجوع لنمط الحياة اليومي والتقليدي بشكل سريع، وعدم متابعة الحدث وإعادة رؤيته ورؤية مشاهدة في التلفاز أو شبكات التواصل الاجتماعي، ولكبار السن والأطفال بشكل خاص يجب ابعادهم عن هذه الأخبار واعادة مشاهدة مثل هذه الأحداث لتقليل وطأة التأثير النفسي عليهم جراء هذه الصدمات.

واقرأ هنا عن أهمية الترويح لكبار السّن

متى يصبح التدخل الطبي العاجل أمر هام؟

أنهت ” د. لمى عودة” حديثها أن لكل حدث ردود فعل غير طبيعية ولكنها تكون طبيعية بالنسبة للحدث، فيجب علينا التفرقة بين السلوكيات التي تأتي وقت الحدث وبين السلوكيات التي تظل موجودة وتزيد عند الشخص.

فالأعراض التي تكون في أول الحدث تكون طبيعية في أغلب الأحيان كالحزن والعصبية الزائدة أو الأرق وعدم النوم، فردود الفعل هذه طبيعية وقت الحدث نتيجة الخبر المفجع الذي تعرض له الشخص، ولكن ردود الأفعال هذه تكون مقبولة لفترة ما.

لكن إذا زادت هذه الأعراض عند المسن وأصبح محب للعزلة أو كان يرفض الطعام أو كان متشائم بشكل عالي لفترات طويلة أو ان يتكون لديه احساس بالعجز يزيد مع الأيام.

كل هذه الأعراض عند زيادتها عن الحد المقبول يجب التدخل النفسي السريع لعدم تفاقم المشكلة النفسية والقدرة على تعافيها بشكل أسرع، فالتدخل والزمن أمران مهمان عند زيادة الأعراض عن الحد المسموح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top