دور الخلايا الجذعية في علاج السرطان

صورة , طبيب , الخلايا الجذعية , مرض السرطان

برزت تقنية علاج الأمراض السرطانية بالخلايا الجذعية في الآونة الأخيرة بكثرة كعلاج يطيل عمر المريض أو يساعده على الشفاء في بعض الأحيان كما أصبحت تلك التقنية أملا يتعلق به العديد من مرضى السرطان حول العالم.

ما مدى دور الخلايا الجذعية في علاج مرضى السرطان؟

قال “د. شربي الخليل” أخصائي علاج الأورام السرطانية بالخلايا الجذعية. تعتبر البلاد العربية جديدة في علاج مرض السرطان عن طريق الخلايا الجذعية ولكن هذا العلاج يُعد موجوداً منذ السبعينات منذ أن بدأ العالم في علاج الخلايا السرطانية بنُقي العظم حتى تطور العلاج إلى أن وصل إلى الطب الروتيني لأمراض الدم، ومن هنا أصبحت الخلايا الجذعية لها دور كبير في علاج مرض السرطان وقتما أصبح الطب الكلاسيكي غير قادر على علاجها كما يمكن للخلايا الجذعية الموجودة في الأنسجة التحول إلى أي خلية موجودة في الجسم سواء في البنكرياس أو الخلايا العصبية إلخ إلخ.

كيف يتم إجراء العملية لمريض السرطان بالخلايا الجذعية؟

تُعد العملية التي تُجرى لمريض السرطان عن طريق الخلايا الجذعية صعبة للغاية خاصة إذا كان المريض يعاني من فقر شديد في الدم أو نقص في الصفائح الدموية.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر تلك العملية مكلفة جداً كما أنها تعتبر من العمليات الطويلة نوعا ما إلى جانب أنها تعتمد في الأساس منذ السبعينات على ضرورة التبرع من أحد أقرباء مريض السرطان بالخلايا الجذعية لكن الآن أصبح من السهل أن يتم علاج مرضى الدم دون الاعتماد فقط على الأقرباء في هذا الأمر وإنما يعتمد العلاج على مكان المرض في حد ذاته ومدى تطابق خلايا المريض والمتبرع مع بعضهما البعض.

وتابع ” الخليل” تعتمد عملية زرع الخلايا الجذعية في الأساس على إعطاء المريض CHEMO THERABY أو علاج كيميائي في غرفة معزولة مما يقلل من مناعة هذا المريض، لذلك يجب على الفور أن يكون هنالك متبرع من العائلة أو من غير العائلة ولكن الأهم أن يكون هنالك تطابق بين خلايا المريض والمتبرع.

هل يمكن أن يتم علاج مريض السرطان بخلاياه الجذعية نفسها؟

هناك بعض أنواع الأمراض التي لا تنتشر في كل جسم المريض مما يساعد على علاجها من نفس خلايا المريض مثل علاج الأمراض الليمفاوية وغيرها من الأمراض.

إلى جانب ذلك، يمكننا في البداية عند إجراء مثل هذه العمليات العمل على قتل الخلايا السرطانية ثم نقوم بعلاجها جذعيا من نفس خلايا جسم المريض ومن ثم يقوم نُقي العظم بتجديد ذاته مرة أخرى داخل الجسم ثم يظل المريض حوالي 30 يوم كاملة في غرفة تسمى بغرفة العزل يتم فيها تجديد خلاياه مرة أخرى، لذلك يمكننا القول بأن العلاج بالخلايا الجذعية يقتصر على أنواع معينة من السرطانات أههما هو سرطان الدم مثل اللوكيميا والتلاسيميا واللنوفوما والأنيميا.

أما عن أول عملية زرع بالخلايا الجذعية في لبنان فقد كانت في عام 1997 داخل مستشفى المقاصد على يد الدكتور أحمد إبراهيم كما أن نسبة نجاح عمليات زرع الخلايا الجذعية وصلت إلى 97% عندما يكون الزرع من نفس خلايا جسم المريض ولكن تقل هذه النسبة عندما يكون الزرع من متبرع لتصل إلى 60% فقط.

يجدر علينا الإشارة أيضاً إلى أن كافة الجهات الطبية تقوم بضمان وتغطية هذه العمليات مثل وزارة الصحة وغيرها من الجهات، لذلك قمنا في لبنان بعمل مختبر كامل عن الخلايا الجذعية حتى أنه لم يعد لدينا حاجة الآن إلى الذهاب للمختبرات الأوروبية لعمل مثل هذه الزرعات بالخلايا الجذعية كما يوجد لدينا في هذا المختبر إمكانية تخزين للخلايا الجذعية من الحبل السري حتى يمكن للمتبرع التبرع في أي وقت شاء ولأي أحد.

هل يناسب العلاج بالخلايا الجذعية كل الأجسام؟

كما لا يناسب العلاج الكيميائي كل الأجسام فإن العلاج بالخلايا الجذعية أيضاً لا يناسب كل أجسام المرضى حيث أن هناك بعض الأجسام التي تتحمل هذا العلاج مع مراعاة أننا قبل الشروع في العلاج بالخلايا الجذعية فإننا نلجأ للعلاج الشعاعي والكيميائي لكامل الجسم لقتل الخلايا السرطانية كما يمكننا القول بأن هذا العلاج أصبح متقدما بدرجة كبيرة مع وجود التقنيات الطبية الحديثة التي ساهمت في وصول نسبة النجاح لهذه العملية إلى 86%.

وأخيراً، يمكننا بعد إجراء عملية زرع الخلايا الجذعية الانتباه إلى ضرورة عزل المريض لمدة شهرين في المنزل في غرفة نظيفة كما يجب عليه قطع الأطعمة التي اعتاد على تناولها قبل الزرع حيث أن مناعته تكون حينئذ ضعيفة بدرجة عالية.

أضف تعليق

error: