خطبة الجمعة عن شهر رمضان مكتوبة + ملف PDF

تمت الكتابة بواسطة:

أئمتنا وخطبائنا وعلمائنا في كافَّة الدول العربية والإسلامية لهم مِنا اليوم هديَّة، وهي خطبة الجمعة عن شهر رمضان مكتوبة + ملف PDF. مواعِظ حسنة وبليغة نسوقها لكم لتسوقوها إلى عوام المسلمين في المساجِد وحلقات العِلم لينتَفع بها الجميع.

خطبة الجمعة عن شهر رمضان مكتوبة + ملف PDF

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير نبي أرسله. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرا.

أما بعد؛ فيا عباد الله، اتقوا الله ما استطعتم وأطيعوه فما أسعدكم أن أطعتم. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ | إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.

«الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني».

الخطبة الأولى

يا معشر الإخوة؛ يقول مولانا ﷻ في محكم تنزيله ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾.

إنّ شهر رمضان موسمٌ لتجارةٍ رابحة. وكل تجارةٍ في هذه الحياة الدنيا مُعرَّضة للربح والخسارة إلا التجارة مع الله ﷻ. فإنها رابحة رابحة. ولن تخسر، ولن تبور. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ | لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾.

يا معشر الإخوة؛ لو قيل لكم إنه قد زِيد في رواتبكم ومكافآتكم وأجوركم. وكانت الزيادة قد بلغت عشرين في المئة أو خمسين في المئة أو مائة في المائة؛ فماذا أنتم فاعلون؟ وكيف سوف يكون الحال؟ ألا تُسَرون؟ ألا يملأ جوانحكم الحبور والفرح والسرور؟ بلى أنه سيبلغ بكم السرور مبلغا؟

أما إني لأبشركم بأن الله ﷻ قد زاد أجور عِباده المؤمنين وضاعفها إلى عشرة أمثالها. ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾. الله زادكم عشرة أضعاف. لا تبلغوا هذه المسألة أو هذه المضاعفة هذا المبلغ وحسب. بل إن الله ﷻ الكريم الجواد يضاعف الأعمال إلى سبعمائة ضِعف. بل إن الكريم الجواد، الذي هو أكرم الأكرمين، يزيد تِلك الأعمال أضعافًا كثيرة؛ يزيدها على سبعمائة ضعف، إلى أضعافٍ كثيرة لا يعلمها إلا الله. وهو ﷻ أكرم الأكرمين.

يا معشر الإخوة؛ هل هنالك أحد من التجار الذين يتعامل معهم الناس إذا خسر الإنسان معهم فإنهم يعوضونه إذا ما استأنف تجارته مرة أخرى؟ لا، لكن الله ﷻ إذا أقبل عليه العبد بمِلء هذه الأرض ذنوبا وخسارة فإن الله ﷻ يعوضه إذا تاب، ويبدل خسارته إلى ربح، ويبدل سيئاته حسنات ﴿إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾.

هل هنالك أحدٌ في عالَم الاقتصاد وفي هذه الحياة الدنيا لمجرد أنك تريد أو يخطر ببالك أنك تريد أن تشتري سِلعة من السلع يعطيك على ذلك ربحا، ويعطيك على ذلك أجرا! لا يوجد هذا أبدا في عالم المادة. لكن الله ﷻ أعطى عباده إذا هَمّ الواحد منهم بأن يفعل الخير وإن لم يفعله. فإن الله ﷻ يعطيه أجره، ويكتب له حسنة كاملة.

ألا أن الله ﷻ جوادٌ كريم، وإن ذلك الجود والكرم ليتأكد وليتمثل أكبر تمثيل في شهر الخير، في رمضان المبارك. ألا إنها تجارةٌ رابحة، وألا إنه موسمٌ عظيم. فأحسِنوا التجارة مع الله.

نسأل الله ﷻ أن يتقبل منا أعمالنا، وأن يربح تجارتنا، وأن يوفقنا جميعا لصيام شهر رمضان وقيامه. وأن يتقبل منا إنه هو السميع العليم. وأن يغفر لنا، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله. أرسله الله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. صلى الله عليه وعلى آله السادة الغرر ما اتصلت عين بنظر وسمعت أذن بخبر.

عباد الله؛ تأملوا قول الله في سورة الكهف ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا | أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾.

الدعاء

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.

اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصلواتنا وصدقاتنا وزكاتنا وجميع أعمالنا.

اللهم لا تدع لنا في هذا المقام حاجة من حوائج الدنيا والآخرة؛ هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وتولى أمرنا واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم أعِز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين.

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار.

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾.

أكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.


كانت هذه خطبة الجمعة عن شهر رمضان مكتوبة. الآن يمكنكم تحميلها على هيئة ملف PDF: عبر هذا الرابط.

وهنا أيضًا يمكنك الاطلاع على: خطبة جمعة قصيرة عن شهر رمضان وتربية النفس فيه


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: