حالات تسمم الدم والإنتان

تمت الكتابة بواسطة:

تسمم الدم , صورة
تسمم الدم – ارشيفية

ما أسباب مرض الإنتان أو ما يُعرف بتسمم الدم؟

أوضح “د. ياسر صقر” (طبيب التخدير والعناية المركزة بمستشفى فريدريش شيلر الجامعية بمدينة ين الألمانية) أن تسمم الدم هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تنشأ عن تفاعلات داخل الجسم كمحاولة من الجسم للسيطرة على غزو الكائنات الدقيقة المُسببة للمرض وذلك من خلال الإفرازات الدموية واستثارة بعض الخلايا المسئولة عن المناعة بالجسم، وينجح الجسم في السيطرة في بداية الأمر ولكن عندما تزداد هذه التفاعلات عن حد معين حينها لا يستطيع جهاز المناعة التفرقة بين مُسببات المرض وخلايا الجسم، وبالتالي فإن مُسببات تسمم الدم هي بالأساس أية التهابات ناتجة عن بكتيريا أو فيروس أو فطريات تهاجم الجسم بشكلٍ ما.

ما هي أعراض مرض تسمم الدم ؟ وكيف يمكن التمييز بينها وبين أعراض أي مرض آخر مشابه؟
أوضح دكتور “ياسر” أن من أعراض هذا المرض (الحمى – الشعور بالدوار – الشعور بالإعياء). وأوضح أنه لابد من التفرقة أولاً بين الالتهاب وبين التسمم الدموي، فالالتهاب هو ما يُسببه الميكروب في حد ذاته، أما التسمم الدموي فهو عبارة عن تفاعل بين الجسم والميكروب، فالمشكلة الأساسية ليست في محاولة الجسم مكافحة المرض وإنما المشكلة هي أن جهاز المناعة لا يستطيع أن يفرق بين الميكروب وبين خلايا الجسم مما ينتج عنه بالتبعية أن مناعة الجسم تبدأ في تحطيم خلايا الجسم نفسه وإلحاق الضرر بها وينتج عن ذلك نوع من القصور في وظائف الجسم.

وأكد الدكتور”صقر” على ضرورة التوجه إلى الطبيب على الفور في حالة الشعور بوجود أعراض خطيرة مثل: مشاكل بالجهاز العصبي كالشعور بالإغماء، والإصابة بالتشنجات، وهبوط في الدورة الدموية بشكل زائد عن الحد المعتاد.

واستكمل “الطبيب الضيف في حديثه عبر قناة DW عربية” حديثه موضحاً أن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض دون غيرهم، فالتسمم الدموي بالأساس هو عبارة عن تفاعل بين الميكروب والمريض، قد يكون الميكروب قوي للدرجة التي تجعل الشخص يُصاب بمرض تسمم الدم، ولكن هناك من الأشخاص من هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي لا تنشأ عن الميكروب العادي بل تلك التي تنشأ عن الميكروبات الموجودة بشكل طبيعي على جلد الإنسان أو بالرئتين أو غير ذلك من أعضاء الجسم. فبصفة عامة نجد أن الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض المُزمنة التي تؤدي إلى ضعف المناعة (مثل: مرض السكري) والمرضى الذين يتناولون أدوية تُثبط المناعة (مثل: مرضى السرطان) هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض تسمم الدم.

ما مدى خطورة مرض تسمم الدم ؟

أوضح “د. ياسر صقر” أن مرض تسمم الدم يحتل المرتبة الثالثة ضمن قائمة الأمراض المُسببة للوفاة في ألمانيا، وأنه يتسبب في وفاة حوالي 60 ألف مريض سنوياً في ألمانيا، ويرجع ذلك إلى زيادة متوسط عمر الأشخاص.

ماذا عن علاج مرض تسمم الدم ؟

أوضح د. ياسر أن هناك ثلاث مراحل أو ثلاث مستويات أساسية من العلاج. المستوى الأول وهو مرحلة التفاعل العادي مع الميكروب، والمستوى الثاني وفيه يحدث قصور في وظائف الجسم الحيوية نتيجة التأثر بالمرض، فالعلاج ما هو إلا محاولة لمنع انتقال المرض من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية ومن ثم إلى المرحلة الثالثة. ويبدأ العلاج في مراحله الأولى باستخدام المضادات الحيوية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: