تزوير في مسابقات شعرية

تمت الكتابة بواسطة:

خلال تصفحي للمواقع الإخبارية وجدت خبرا مفاده أن إحدى الجهات تتولى حاليا البحث في قضية تزوير شعرية، وصدقا لا أعلم مدى صحة الموضوع من أساسه، لكن حسب المعلومات الواردة فإن هناك قضية لها أكثر من عام وهي تدور في الإدارات الرسمية حول الموضوع.

وعلى العموم؛ فإن الخبر في حد ذاته يحمل كثيرا من المضامين، أهمها: هل التزوير في مسابقة شعرية لإظهار أن الشاعر الفلاني أهم وأقدر من الشاعر العلاني قضية تحتاج إلى هذا الضجيج، أم التطرق إلى قضايا تزوير تطول مصالح الوطن والمواطن؟!

المضمون الثاني: ما قيمة هذه المسابقات الشعرية؟ فهي كما نعلم ظهرت في البداية بغرض التكسب المادي اعتمادا على شعبية الشعر، ثم ما لبثت أن تحولت إلى ظاهرة خرجت من جماليات الشعر إلى فضاءات مختلفة غلب عليها طابع التكسب من مختلف الأطراف، ثم خبت هذه المسابقات ولم تعد تشكل شيئا يستحق الاهتمام.

ثالثا: وجود جهاز مهم مثل تلك الجهة لديه مهام ملحة وأكثر أهمية من أن الشاعر الفلاني تم تزوير نتائج المصوتين له، وهم جمهور في الغالب يصوتون له لأسباب لا علاقة لها بالشعر، كما أنه في مسابقات شعرية منذ سنوات كان الشعراء يوزعون بطاقات الاتصال المدفوعة على الجماهير من أجل التصويت، ثم عمد بعضهم في دورات لاحقة إلى توظيف مصوتين، ودائرة لا تنتهي من تزييف الشعبية، فلماذا يشغل جهاز رسمي ومهم في مثل هذه القضايا؟

المضامين الأخرى كثيرة، لكن من أجل ختم الحديث حول هذا الموضوع هناك مصطلح يسمى «إزعاج السلطات» آمل أن يتم تطبيقه من أجل غلق هذا الباب، فهناك الكثير من الأعمال المهمة لأجهزة الدولة، وهذه الأجهزة ليست في حاجة إلى إشغالها بمواضيع هامشية، فلن نكسب شيئا من شاعرية فلان أو علان، فيكفينا وجع الرأس الفضائي لشاعر لا يملك أدنى موهبة، يقيمه شاعر آخر قد يكون أقل منه، ويتوسطهما آخر يدعي أنه يعرف بالنقد الأدبي فيما لم يزر هذا وزميلاه في حياتهم جامعة أو أمسكوا بكتاب أدبي من الأساس.

بقلم: منيف الصفوقي

قد ينال هذا المقال إعجابك: تجربتي في تعلُّم اللغة الإنجليزية

وهذا أيضًا: حكاية السيد «مريع».. حِكمة وعِبرة


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: