الهدف من يوم الإيدز العالمي

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , مرض الإيدز , الصحة

في الأول من ديسمبر مِن كُلّ عام، تُحيي دول العالم ما يُعرَف بـ “اليوم العالمي للإيدز”، وهو هذا الحدث الثّانوي الذي تحتفي به بُلدان العالم بالدّعوة إلى الوقاية من ڨيروس نقص المناعة البشريّة، وتوفير العلاج الذي يحتاج إليه المتعايشون مع الڨيروس على نحو يحترم حقوقهم، ويحفظ كرامتهم.

أهمية تخصيص يوم عالمي لمرض الإيدز من قِبل منظمة الأمم المتحدة

يقول الأستاذ إيلي أعرج، “مدير شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للحد من مخاطر استخدام المخدرات” أن من بدايات انتشار ڨيروس “HIV” كان في يوم عالمي، وهو يوم تضامني مع الأشخاص المتعايشين مع الڨيروس، ولكن مع تطور الوقت، أصبحنا نتحدث اليوم أكثر عن الحقوق، وعن الوصم والتمييز، والتي بحاجة أن يتذكرها المجتمع.

هذا اليوم من السنة يكون عبارة عن احتفالات في كل دول العالم، ولكن الفكرة هي تذكير الإنسان أنه عندما يوصم شخص لمجرد أنه يحمل ڨايروس أنه هكذا يأذي إنسان، ويقتل النفس أحياناً.

اليوم في أيامنا الحالية عند إصابة الشخص بمرض ‘HIV‘ ، يتم ترحيله إلى بلده حتي لو كان لديه عمل، وهم يقتلون المستقبل بهذه الطريقة، وهناك أشكال تمييز مختلفة للشخص المتعايش مع مرض نقص المناعة المكتسبة، وهناك أشخاص لا يتم قبولهم في الوظائف، ولا يتم علاجهم.

أشكال التمييز بالنسبة للمرضي

أكثر الدراسات أوضحت أن التمييز خاصة فيما بين مقدمين الخدمات الصحية، وطب الأسنان ممنوع عن المتعايشين مع هذا المرض.

وحالياً تتم المحاولة مع نقابات أطباء الأسنان، يتخوفون من معرفة الأشخاص أن لديهم شخص متعايش مع المرض يتم علاجه، ولكن الطبيب لو قام بإتخاذ جميع الإجراءات الوقائية، لن يتم انتقال العدوى، فهو مثل مرض التهاب الكبد الفيروسي.

الخوف من انتشار الڨيروس أكثر!

الدول العربية لديها حالات سنوية تتزايد فيها أعداد المرضى، بينما في العالم الغربي تنخفض نسبة الوفيات لمرض الأيدز، وخاصةً في الدول منخفضة الدخل.

المشكلة تكمن في الوصم، لأنه مرتبط بالعلاقات الجنسية، ونحن في مجتمعنا العربي لا نتحدث عن العلاقات الجنسية، ونعتبره من المحرمات، فالجهاز الذي خلقه الله في جسدنا يختلف عن أي جهاز آخر، والمشكلة الحالية مرتبطة بالنفسية، حيث أننا لا نتقبل أنفسنا، ولا نتعامل مع التوعية، ولا نشاهد برامج للتربية الجنسية، حيث يكبر الشخص ولا يعرف جسده، وكأننا حين نتحدث عن التربية الجنسية أننا نعلمهم كيف يمارسون الجنس، ولكن نحن نعلمهم احترام أجسادهم وأجساد الأخرين، واحترام مفهوم العلاقة والحب مع الآخرين.

بالنسبة للعلاقات الجنسية المثلية، فهي السّبب في جعل الوصم مرتفع للتمييز، والتي نود التخلّص منها، وكلما زادت المحرمات كلما زادت الإصابات في الأمراض الجنسية خصوصاً، عندما نعيش في بلد لديه قوانين مختصة بالعلاقات الجنسية، أو استخدام المخدرات، لا يطلب الناس الخدمات الصحية، وذلك يُعرضهم أكثر للمخاطر.

علاج ڨيروس الإيدز

وصل المجتمع الصحي في العالم اليوم إلى أن الأشخاص المتعايشون مع الڨيروس ويتناولون العلاج الصحيح، لم يعد يتبين معهم في الفحص، ولم يعد ينقل العدوى.

وهناك أدوية تعمل على تخفيفه بحيث لم يعد يظهر في الجسم، ويستطيع الإنسان أن يتعايش معه، وهناك أشخاص قاموا بالتقاط العدوى، ومع ذلك يمارسون أعمالهم الطبيعية.

إصابة الأطفال بڨيروس الإيدز

الإصابة للأطفال تكون من الأم المصابة، أو بنقل الدم، ولكن من الأم المصابة المتعايشة مع المرض هي بفترة الولادة، في العشر دقائق التي تحدث فيها عملية الولادة، يزداد الخطر، والسبب أن الأم متعايشة وتتناول علاجها بشكل منتظم، ولكن لا تتم عملية الرضاعة الطبيعية ويتم اللجوء للرضاعة الصناعية.

وبالنسبة لدول العالم العربي والمشرِق، إيران كانت تتصدر قائمة الدول التي تحوي أشخاص متعايشين مع المرض، بالنسبة للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، إيران وأفغانستان هي الدول المتصدرة، وينقلون العدوى عن طريق المشاركة في حقن المخدرات.

الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا من الدول المنخفضة في انتشار العدوى، وقد تم تسجيل ٢٢٠٠٠ اصابة جديدة خلال السنة السابقة، ولكن المشكلة أن هناك انخفاض في انتشار العدوي، وانخفاض في اعطاء العلاج، فعدم اعطاء العلاج يُعجل في المصائب التي يتم التعرض لها.

المحرمات لا تحد من إعطاء العلاج، فهناك التزام سياسي من الحكومات، فالحكومات يجب أن تضع أموال على العلاج، وليست أولوية، وهي لا تستثمر في الأبحاث حول أولوية الأمن العربي، ولكن هناك دول مثل الأمم المتحدة بأفرعها ومنظماتها ووزارات الصحة ودول النزاعات تهتم بالوصول للأشخاص المتعايشين، حيث لا يوجد التزام سياسي في الدول التي ليس لديها نزاعات، وأصحاب القرارات يبحثون عن الأولوية.

والقضية الأساسية أن هناك إنسان دائماً ما نهتم به مهما كان وضعه، والفرق لا يكون فقط في المال، ولكن الاهتمام بشكل متكامل، فاليوم شعار السنة هو أن تكون الخدمات متكاملة، لا يجب أن نرى مركز يقوم فقط بالاهتمام بالأشخاص المتعايشين ولكن من يحمل مرض سكري أو غيره يستطيع أن يكون في مراكز خدمات صحية.

وختاماً، الخبرة مع هؤلاء الناس تُعلِّم القدرة على فهم معنى الإنسانية، وبها نستطيع التعامل، والأشخاص المتعايشين لا يختلفون لأن لديهم كل العطاء، والحب للمجتمع ولكن يجب حبهم وتقبلهم من قِبل المجتمع.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: