العودة إلى العادة الغذائية القديمة بعد رمضان

صورة , العادة الغذائية القديمة , شهر رمضان
العادات الغذائية

ما الواجب فعله غذائيًا بعد إتمام شهر رمضان الكريم؟

مما لا شك فيه أن الجسم يريد أن يعود إلى العادة الغذائية القديمة ولكن تدريجيًا، لأن العودة المُفاجِأة للنمط الغذائي القديم تُصيب المعدة بالعديد من المشكلات الهضمية كالتلبُك المعوي والإسهال والقيء والإنتفاخ.

فخلال شهر رمضان الكريم إعتاد الجهاز الهضمي على أسلوب وتوقيت غذائي خاص، حيث لا يدخله أي طعام وشراب إلا في أوقات معينة وبعد ساعات طويلة من الصيام، أدى هذا بالتأكيد إلى إعتياد الجسم كله على نمط غذائي معين.

وقبل التفكير في الطريقة المُثلى لإرجاع النمط والعادة الغذائية القديمة، لابد من تقييم حالة الجسم من حيث الطبيعة الصحية التي خرج بها من شهر رمضان، فهل خرج زائد الوزن؟ أم بوزن أقل؟ وهل كان يعاني من التلبُكات المعوية أو مشكلات هضمية أخرى أثناء شهر رمضان؟

كانت العملية الهضمية سهلة وبدون مشكلات؟

قال “أ. علاء أبو الرب” رئيس الجمعية الفلسطينية للغذاء والتغذية. فمن يعاني من زيادة في الوزن بعد شهر رمضان عليه التفكير في البدء بإتباع نمط غذائي يستطيع من خلاله إنقاص وزنه، وهذا هو الأهم والأولى، لا أن يعود إلى نمطه الغذائي القديم وحسب.

أما من خسر من وزنه – سواء بالقليل أو بالكثير – فيجدر به التفكير في إتباع نمط غذائي يُحافظ على هذه الخسارة الوزنية، ولا يفكر في العودة لنمط غذاءه القديم حتى لا يُصاب بزيادة الوزن مرة أخرى.

ولن تأتي المحافظة على وزن الجسم الجديد إلا من خلال العودة إلى العادة الغذائية الصحية وتناول وجبات قليلة ومتفرقة، مع زيادة تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل السلطات، مع تجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات والسكريات.

وكل تلك النصائح للمحافظة على ما تمت خسارته من الوزن خلال رمضان يجب أن تُنفذ منذ الأسبوع الأول بعد شهر رمضان الكريم (أسبوع يد الفطر المبارك)، لأن الشراهة في تناول كميات كبيرة من الطعام تؤدي بالضرورة إلى تكبير حجم المعدة، وبالتالي تطلب المزيد من الطعام، وبالتالي زيادة الوزن مرة أخرى وعودة الحال لما كان عليه قبل رمضان.

كيف يعود الفرد إلى العادة الغذائية القديمة بعد رمضان؟

كما سبق وأن أشرنا، يجب أن تكون العودة إلى العادات الغذائية القديمة تدريجية، ويكون ذلك من خلال بعض النصائح الغذائية الواجب إتباعها خلال أسبوع العيد كالتالي:
أن يكون الإفطار الصباحي طوال أسبوع العيد خفيف.

تأخير وجبة الغذاء قدر المستطاع لما بعد صلاة العصر، حتى تكون ذات تقارب مع ميعاد إفطار رمضان.

محاولة تأخير وجبة العشاء.

عدم اللجوء إلى تناول كميات كبيرة من الأغذية المقلية والدسمة خلال أسبوع عيد الفطر.

عدم اللجوء إلى تناول كميات كبيرة من حلويات العيد والسكريات خلال أسبوع عيد الفطر، لأن 30% من حلويات العيد تحديدًا عبارة عن دهون، فحبة الكعك الواحدة تحتوي على ملعقة زيت تقريبًا، أي أن 3 كعكات تُدخل إلى المعدة 3 ملاعق زيت، حيث تُفصل السوائل إلى أسفل، ويُكَون الدهن طبقة في الأعلى، هذه الطبقة لا يستطيع الجسم هضمها فتتخمر، فتؤدي إلى الحُرقة، وإرتجاع المريء، وقد يصل الأمر إلى الغثيان والقيء.

التخلي عن العادة الغذائية السيئة والمنتشرة في كثير من الأقطار العربية، وهي الإفطار على الأسماك المُملحة والفسيخ في أيام العيد.
تناول كميات وفيرة من الماء خلال أسبوع العيد، لتطهير وغسيل المعدة والأمعاء، مع تعويض الجفاف الحاصل كأثر للصيام.

في حال تجنب النصائح الغذائية السابقة، والعودة مباشرة إلى العادة الغذائية السابقة قبل شهر رمضان، لاشك أنه يؤدي إلى المشكلات الهضمية الجسيمة، لأن المعدة مازالت غير مُهيئة لوجبات غذائية عادية، حيث أنها مازالت خاضعة للنظام الغذائي الرمضاني ومتكيفة معه، فبعد 30 يوم من الراحة والخمول للجهاز الهضمي لن يهضم إلا 30% من كمية الطعام الداخلة إليه.

كيف يتدارك وزنه من نقص وزن جسمه بشكل سلبي أثناء رمضان؟

من أنقص وزنه إيجابيًا في رمضان بحيث كان متناسبًا مع طوله وكتلته الجسمية عليه المحافظة على وزنه الجديد ولا يفوت على نفسه الفرصة التي ربما لا تتكرر. أما من نقص وزنه كثيرًا، وبصورة سلبية تمثل خطرًا على صحته، فعليه التركيز على إستعادة بعض وزنه من خلال الأغذية المفيدة صحيًا مثل الحليب كامل الدسم ومنتجاته، والفواكهة لأنها تزيد من شهية الفرد وإقباله على تناول الطعام، والمكسرات غير المملحة، واللحوم والأسماك. وبشرط أن يتم تناول مثل هذه الأصناف في وجبات كثيرة العدد وقليلة الكمية ومتباعدة زمنيًا.

ما الضرر الغذائي من تناول العصائر والقهوة أو الشاي وحلويات العيد والشيكولاتة مجتمعة خلال الزيارات العائلية في العيد؟
يحدث أثناء الزيارات العائلية في العيد العديد من الأنماط الغذائية الضارة بالمعدة والجهاز الهضمي عامةً، بل وقد يُقدم إلى الضيف بجانب ما ذُكر أنواع أخرى من مشروبات الطاقة أو المشروبات الغازية، لأن هذه المشروبات بما تحتويه من صودا وأحماض تتفاعل مع الدهون الموجودة بكثافة في حلويات العيد، وتؤدي في النهاية إلى المغص والغازات والإنتفاخات وإرتجاع المريء.

والأكثر ضررًا من تناول هذه الأغذية مجتمعة في أيام العيد هم الأطفال.

كيف يُعاود شارب القهوة بما فيها من كافيين إلى شرب الكميات السابقة دون أن يضر جهازه الهضمي؟

لماذا يفكر مدمني القهوة والشاي والتدخين في العودة إلى العادة الغذائية السابقة ونفس الكميات السابقة؟! خلال شهر رمضان الكريم إعتاد كثير من هؤلاء على تناول كميات قليلة من القهوة والشاي، وكذلك مع تدخين السجائر، فلماذا لا يُحافظون على هذه العادة الصحية الإيجابية بعد رمضان؟! لأن تقليل الكميات من هذه المواد والأغذية خلص الجسم من أثرها وخطرها تمامًا، فالأولى المحافظة على هذا المكسب، حتى وإن رجعوا إلى تناول الشاي والقهوة أو تدخين السجائر، فعليهم الثبات على الكميات القليلة التي كانوا عليها طوال شهر رمضان.

وعدم العودة إلى نفس الكميات التي كانوا يتناولونها قبل رمضان من كل المشروبات المحتوية على مادة الكافيين، وكذلك التدخين.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن العودة المباشرة والمُفاجِأة وبكميات كبيرة لتناول مادة الكافيين ستُصيب الفرد حتمًا بالصداع والغثيان والأرق وقلة النوم، لأن الجسم إرتاح فعليًا من الكافيين والنيكوتين طوال شهر رمضان، ودخول كميات كبيرة إليه مرة أخرى ستُصيبه بالصدمة لا محالة، وسيحاول جاهدًا للتخلص منها عن طريق الكبد، وبالتالي إرهاق الكبد والكُلى.

أضف تعليق

error: