السياحة في تونس

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , تونس , السياحة
تونس

قال أصحاب المعاجم فيما يُشير إليه وصف (غَرَّاء) بأنه الشيء المحترم أو المشهور أو المعتبر أو الجميل، بيد أنهم أشاروا إلى أن لصق هذا الوصف بمدينة ما أو مكان ما فهو يعني كل هذه السمات مجتمعة.

وكان لابد من هذا المدخل اللغوي كبداية للحديث عن المقاصد السياحية الأهم في الدولة التونسية، لأنه لم ولن تجد مقصدًا سياحيًا لا تنطبق عليه هذه الوصوفات مجتمعة.

تونس ذلك المثلث الصغير القابع في الشمال الأفريقي بين ليبيا والجزائر بقاعدة عريضة على البحر المتوسط، وهي أحد بوابات القارة إلى السواحل الأوروبية، مما أكسبها حضارةً على حضارتها، وتاريخًا على تاريخها.

تونس الخضراء من الوجهات السياحية التي لا تكفيها رحلة سياحية أقل من أسبوعين، بل قد يحتاج الزائر لإجازة أطول من ذلك بكثير للإستمتاع ببعض ما أوتيت من معالم تاريخية وشواطئ رملية ومناظر طبيعية الصحراوية منها والساحلية والريفية.

هذا إلى جانب ما تمتلكه من أبنية ومواقع زاخرة بالعمارة الإسلامية، وكلها آثار ومآثر تستحق الإستكشاف والإكتشاف.

وفيما يلي موجز لأَغَر مقاصدها السياحية العامرة بالزوار على مدار العام.

العاصمة تونس

يعرفها عشاق السفر باسم “مدينة الأوروبيين” لما تحتويه من منتجعات ساحلية فاخرة وعديدة يهرب إليها الباحثون عن أشعة الشمس من أصحاب البشرات الفاتحة، ورغم إزدحام المدينة بالزوار أغلب أيام العام إلا أنه من السهولة العثور على السكن والغذاء، بل قد لا يحتاج السائح إلى عمل حجوزات سابقة قبل الوصول إليها.

والمقصد الأكثر رفاهية ومتعة بعد شواطئها البيضاء هو المدينة العربية القديمة التي تُحيط بها الأسوار من كل جانب، فداخل هذه الأسوار العالية يمكن إكتشاف أمثلة رائعة من فنون العمارة العربية والإسلامية القديمة النابضة من قلب المباني الشاهقة التي يزيد عددها عن الـ 700 مَعْلَم وأثر والتي تعود جميعها إلى العصر الذي كانت فيه تونس رائدة العالم الإسلامي وبوابته إلى الحضارة الأوروبية.

هذه المعالم والآثار مختلفة في تأسيسها وأهدافها ما بين النوافير والمدارس الدينية والمساجد والقصور العسكرية والبوابات الضخمة، ومحاطة جميعًا بأسواق مُفعمة بالحيوية والحركة على مدار الساعة.

وتضم بين زواياها العديد من السلع والمنتجات اليدوية الدالة على عصر الثراء العربي الذي ساد المدينة من القرن الثاني عشر إلى القرن السادس عشر.

ومن المقاصد الغَرَّاء في العاصمة التونسية تونس متحف “باردو” الوطني الذي يضم بين جنباته قطع فريدة من فن الفُسيفساء الحاكية والخازنة لجميع الحضارات التاريخية التي مرت واستقرت في البلاد.

وبجانب المتحف يقف شامخًا مسجد الزيتونة منارة العلم وقبلة العلماء الذين انطلقوا بعد إتقان فنون وبحور العلوم العربية والدينية فيه إلى مغارب الأرض يُعلِّمون الناس وينشرون دينهم وثقافتهم بين الجموع.

سيدي بوسعيد

والمُسماه أيضًا مدينة التلال، وهي بقعة صغيرة تبعد عن العاصمة مدة نصف ساعة فقط، ويغلب عليها الطابع اليوناني القديم حيث الأزقة الضيقة المرصوفة بالحجر والأبنية البيضاء ذات القباب الزرقاء.

وما يزيد المدينة سحرًا على سحرها وقوعها على قمة جرف شديد الإنحدار وإطلالتها على البحر المتوسط، إلى جانب تعدد الآثار الرومانية فيها، يحتوي كل هذه المشاهد السياحية مجموعة ضخمة من المطاعم والحانات المقدِمة لكل ما لذَّ وطاب من الطعام التونسي.

قرطاج

مدينة الفنون الضامة لمجموعة لا حصر لها من الآثار الرومانية والحمامات الأنطونية (ترجع التسمية إلى القائد الروماني انطوان فيليب) المثيرة للدهشة بزخارفها وتكنولوجيا صب وتسخين الماء فيها والتي كانت يومًا تكنولوجيا العصر وقت أن كان قمة التطور هي تسخين الماء على الحطب، والمدينة بالكامل على لائحة اليونسكو للتراث لأنه قلما تجد شارعًا لا يحتوي على أثر تاريخي أو أطلال حضارية.

المنستير

هي منتجع شاطئي صغير يقصده آلاف السياح كل عام، هذا إلى جانب ما تمتلكه المدينة من آثار شاهدة على عصور زاهرة مرت من هنا، ففيها المسجد الكبير وضريح بورقيبة، وفيها أيضًا رباط المنستير وهو أضخم الحصون القائمة في تونس وكان في عصور القوة يمثل حلقة في سلسلة ممتدة من الحصون الدفاعية على السواحل التونسية الطويلة، ولازال الحصن يحتفظ ببعض أسلحته ومعداته إلى الآن.

دوز

المدينة الواقعة في قلب الصحراء بما فيها من كثبان رملية ذهبية، ومازالت المدينة محتفظة بطبيعتها البدوية الخالدة بل ويحاول أهلها نقل هذه الثقافة البدوية عبر مهرجانات سنوية تتعدد فيها مظاهر الإحتفال والترويج مثل مباريات ركوب الخيل والجِمال ومشاركة الضيوف الطعام البدوي التونسي.

القيروان

المدينة الإسلامية التي تأسست عام 670م، والمشهورة بتراثها المعماري الفريد بدءًا من جامع عقبة الكبير إلى المسجد القيرواني الكبير إلى مسجد البوابات الثلاثة إلى غيره من المساجد التراثية الصغيرة التي تملأ شوارع المدينة والتي تمتاز جميعًا بدقة العمارة وجمال الزخارف والنقوش.

كاب بون

من فرط جمال شبة جزيرة “كاب بون” سُميت بحديقة تونس، ففيها الشواطيء البيضاء المشمسة والينابيع الحرارية الشافية والأشجار العطرية والنباتات العشبية الزاهرة بروائحها وبديع ألوانها.

سوسة

أو بساتين الزيتون كما يحب أن يصفها أهلها، كانت بالأصل ميناء عسكري مطل على البحر الأبيض المتوسط يسكنه العسكريون وحسب، ثم تحولت إلى مدينة كاملة المعالم والسُكنى منذ اتجه قاطنيها إلى زراعة الزيتون ليجعلوها مركزًا عالميًا لتصديره، فأُنشأت فيها المساجد والمساكن والأسواق التي غلب عليها وعلى ألوانها الطابع العسكري أيضًا.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: